عاطف شقير - النجاح الإخباري - تمعن حكومة الاحتلال برئاسة "بنيامين نتنياهو" بمواصلة مسلسلها الاستيطاني ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدوليَّة ذات الصلة، ويزيد صلفها شدة عن طريق سلسلة الإجراءات الأخيرة بحق مدينة القدس التي ستشرعها حكومة الاحتلال.

رسالة لإيران

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي "طلال عوكل" قيام وزارة جيش الإحتلال باجراء تجربة إطلاق صواريخ لاعتراض الصواريخ البالستية، من قاعدة "بلماخيم" العسكرية وسط أراضي عام (1948) رسالة لجمهورية إيران الإسلامية بأنَّ إسرائيل لا تزال تمتلك التفوق العسكري في المنطقة، وهي رسالة للعالم السنّي لضرورة التحالف معها لحمايتها من الخطر الإيراني الذي يتهدد العالم السني على حد زعمها.

هذا وقالت القناة العبرية الثانية: إنَّ وزارة جيش الإحتلال، أعلنت في بيان لها عن نجاح هذه التجربة، وقالت الوزارة إنَّه تمَّ تحديد موعد التجربة مسبقًا وتمَّ تنفيذها بموجب التخطيط لها.

وبحسب القناة الثانية، فإنَّه جرت التجربة اليوم على إطلاق صاروخ أرض – أرض أو أرض – جو من طراز "يريحو3"، و "حيتس" والقادرة على اعتراض الصواريخ البالستية والمضادة للصواريخ طويلة المدى.

 جلسة استفزازية

عقدت حكومة الاحتلال جلستها الأسبوعية، في منطقة حائط البراق بالقدس الشرقية، تعبيرًا عمَّا تسميه إسرائيل "يوم القدس".

وبحسب ما نشرت المواقع العبرية، فإنَّ جلسة الحكومة التي ستعقد، سوف تتخذ عددًا من القرارات تحت مبرر تسهيل وصول اليهود إلى حائط البراق.

وفي هذا الصدد، قال عوكل لـ"النجاح الإخباري": هذه الجلسة رسالة لأميركا بأنَّ السيادة على حائط البراق هي لإسرائيل برغم من قرارات اليونسكو الأخيرة التي اعتبرته أرض محتلة، وهي بالتالي رسالة للمجتمع الدوليّ بأنَّ حائط البراق يقع تحت السيادة الإسرائيلية.

وأضاف أنَّ حكومة الاحتلال أدارت ظهرها لزيارة ترامب لحائط البراق وحيدًا، وهي رسالة له أنَّ حائط البراق يقع تحت السيادة اليهودية.

بناء مستوطنة جديدة

وعن نيَّة سلطات الاحتلال، المصادقة على بناء مستوطنة جديدة لمستوطني عمونا، وسيتم إقامة هذه المستوطنة الجديدة على مساحة (170) دونمًا من أراضٍ  في وادي قرية "استونا" جنوب نابلس.

قال المحلل السياسي طلال عوكل: إنَّ إسرائيل تريد أن تبعث رسالة لأمريكا مفادها أنَّ الاستيطان خط أحمر ولا يمكن تجاوزه، وأن إسرائيل ماضية في سياستها الاستيطانية بالرغم من المعارضة الدوليَّة لهذه السياسة.

وأضاف إنَّ إسرائيل تمعن في سياستها الاستطانية متحدية المجتمع الدوليّ، وهي بذلك تواصل الاستيطان منتظرة أي تدخل دولي يكون في الوقت الضائع لوقف سرطانها الاستيطاني ومسلسل تهويدها لمدينة القدس.

تنديد

ندد الدكتور "حنا عيسى" الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس بالقرارات التي من المرجح أن تصادق عليها حكومة الاحتلال الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية، اليوم الأحد، في منطقة الحائط الغربي بالقدس الشرقية.

 والتي تتمثل بالمصادقة على مشروع بناء مصعد كي يستخدمه اليهود القادمون من الحيِّ اليهودي بالقدس الشرقية إلى الحائط، بدلًا من استخدام الدرج والذي يصل طوله إلى (26) مترًا، وكذلك بناء نفق بطول (65) مترًا يربط بين مخرج المصعد حتى الحائط الغربي.

وكذلك المشروع الثاني الذي ستقرره حكومة إسرائيل "سكة الحديد المعلقة" لتغطية مساحة البلدة القديمة والذي سيصل حتى باب المغاربة، وهذا المشروع سيكون تحت إشراف وتنفيذ وزارة السياحة الإسرائيلية وبتكلفة (15) مليون شيقل من ميزانية عام (2017 –2018).

واعتبر حنا هذه المصادقة خرقًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي تعتبر القدس أراض محتلة احتلتها إسرائيل عام (1967).

وأضاف أن حكومة "بنيامين نتنياهو" اليمنية لم تاخذ الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة "دونالد ترامب"، وإنما هذه سياسة "نتنياهو" التي تقضي بخلق وقائع جديدة في منطقة الحرم القدسي.

نتنياهو يستغل الانقسام

وقال: حنا إنَّ نتنياهو بخطوته هذه يستغل حالة الانقسام الفلسطيني للسير بخطوات تنتهك سيادة الحرم القدسي ويستغل حالة النزيف الدموي في البلاد العربية للسير بسياسته اليمنية المتطرفة في المنطقة.

بالإضافة إلى دعمه داخليًّا من قوى اليمين المتطرف داخل حكومته اليمنية التي تدعم هذه الخطوات التوسعية.

واستطرد حنا بالقول إنَّ الرد على هذه الاجراءات العنصرية يتمثل باستعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن وبتفعيل عمل الخارجية الفلسطينية لفضح هذه الإجراءات التي ثبَّتها اليونسكو في قراراته.

وعلى المستوى الشعبي دعا إلى تفعيل المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال لثنيه عن مواصلة سياسته العنصرية التهويدية في القدس المحتلة.

واختتم بقوله: "بوحدتنا يمكننا أن نتصدى لهذه الإجراءات التهويدية الظالمة ومن خلال صدورنا العارية التي تعري الاحتلال أمام العالم".