نابلس - هيا قيسية - النجاح الإخباري - لا شك أن الأسبوع الأول من عودة التعليم الوجاهي في جامعة النجاح الوطنية كفيل برسم صورة الانتعاش الاقتصادي الذي غاب طويلا عن الأعين.

فما أن بدأ الفصل الدراسي الثاني- بعد تطعيم مايقارب 70 % من الطلبة و90 % من العاملين في الجامعة- حتى وانتعش عصب الحياة الاقتصادية بوجود الطلبة ، وكأن الدماء عادت لتجري في العروق.

ربما أصحاب المحال التجارية والمطاعم المتاخمة للحرم الجامعي هي من تستطيع أن تلمس هذا انتعاش، إضافة لكافة القطاعات التجارية في المدينة، عدا عن تحريك قطاع المواصلات بصورة كبيرة وصلت حد الأزمات الخانقة وعدم كفاية السيارات في خطوط السيرفيس لحجم أعداد الطلبة الوافدين للمدينة وللجامعة تحديدا.

ومع ساعات صباح اليوم الأول من الدوام في جامعة النجاح إمتلأ شارع الأكاديمية في نابلس بالطلبة، وفتح أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والمكتبات أبوابها لاستقبالهم، أملا بانتعاش الحالة الاقتصادية التي انتكست خلال فترة التعلم الإلكتروني، بسبب جائحة كوفيد-19.

 يقول "شوقي قنفر"، للنجاح الإخباري، وهوصاحب محل لبيع المعجنات: " انتظرنا فترة طويلة لعودة الدوام، خاصة بعد عام ونصف تقريبا من الانقطاع، وفي هذه الفترة لم يصل العمل بمجمله كاملا إلى شهرين ونصف فقط"  وتابع حديثه " المحل ما كان يجيب مصاريفه وكنا شبه مسكرين". وتمنى أن يستقر الوضع الصحي لبقاء التعليم وجاهياً.

 

ومن جهته يصف "محمد الشخشير" صاحب مقهى ومطعم قبالة الحرم الجامعي، التقلبات بين الإنتعاش والكساد خلال العام الماضي بسبب أزمة فيروس كورونا، فمع بداية الدوام الوجاهي حسب قوله اختلف الوضع كليا بالنسبة للمطعم حيث كان الاعتماد الكلي ورأس المال هو الطالب.

وأكمل حديثه قائلا: " إن تأثير الدوام الوجاهي على المطعم كان ايجابيا بنسبة لا تقل عن 90%، فقمنا بزيادة عدد الطاقم من موظفيْن اثنين ‘لى عشرة بسبب ضغط العمل"

وفي مشهد غاب عن الأعين طويلا، اصطفت السيارات العمومية لنقل الطلبة من أمام الجامعة، ومع شدة الاكتظاظ والازدحام يكاد أصحابها اللحاق بالطلبة.

ويفيد "حسام أبو السعود" المشرف على خط سيرفيس جامعة، أن نسبة الأرباح زادت تقريبا  %70، بينما كانت في زمن الإغلاقات في أوقات ذروة الفايروس، لاتتجاوز نسبة 10 %"، ويقول: " إن عدد السيارات  كانت تتوزع على أكثر من خط، وبشكل خفيف ، مؤكدا أن حركة مدينة نابلس وقراها تعتمد على جامعة النجاح، وإن أغلقت الجامعة هذا يعني إغلاق لمناحي الحياة في البلد كافة" حسب تعبيره.

 

لم يقتصر الأمر على محال بيع الأطعمة، أو المواصلات، بل يطال الانتعاش الاقتصادي كافة مناحي الحياة، والقطاعات، كقطاع المكتبات وبيع القرطاسية، التي تعتبر من أهم القطاعات التي تستفيد من وجود الطلبة وتخدم مصالحهم الدراسية.

 ويفيد "تحسين الجنيدي" صاحب مكتبة بجانب الحرم الجامعي، بأن الدوام الوجاهي ينعش الاقتصاد لكافة شرائح المجتمع، خاصة التي تعتمد على وجود الطالب، ويتابع حديثه: " زادت نسبة المبيعات والإقبال في المكتبة خلال هذا الأسبوع أضعاف ما كان عليه فترة التلعيم عن بعد".

 

وعن تحليل الاقتصادي والتوقعات للمستقبل بتحسن الأوضاع الاقتصادية للتجار وانعكاس تأثير التعليم الوجاهي على عجلة الاقتصاد في المدينة، يقول "د. سامح العطعوط" الخبير الاقتصاي، للنجاح الإخباري:

إن التعليم الوجاهي كان له الأثر الإيجابي الواضح على الاقتصاد وزيادة الأرباح في هذا الأسبوع مقارنة بأرباح ال 18 شهرا الماضية، وهذا الأثر الإيجابي بدا واضحا على المنشآت التجارية القريبة من الجامعة بشكل خاص، وعلى اقتصاد مدينة نابلس بشكل عام.

وأضاف العطعوط أن القطاع العقاري السكني قرب الجامعة كذلك ازدهر ولوحظ نهضة كبيرة فيه، حيث تم ملئ الشقق السكنية الفارغة بنسبة 100%، بعد معاناة أصحاب هذه الشقق السكنية فترة التعليم الإلكتروني وعدم حاجة وجود الطلبة مدة عام ونصف،.

وأوضح العطعوط أن عودة التعليم الوجاهي للجامعة يعيد الأمل للتجار لتعويض الخسائر الفادحة التي ترتبت عليهم فترة ذروة الجائحة، من تكاليف رواتب وإجارات، والتزامات مالية، سواء في قطاع المواصلات او المطاعم، وإذا ما استمر التعليم الوجاهي سينعكس ذلك ايجابا على الحركة التجارية ومختل فالقطاعات في مدينة نابلس خلال الأسابيع القادمة.

يبقى الأمل واضحا على معالم وجه التجار والطلبة كما هي واضحة معالم السعادة بعودة الحياة لطبيعتها، كما يرافق هذا الأمل ، خشية البعض من احتمالية العودة للمربع الأول رغم تلقي نسبة كبيرة من المواطنين للقاحات، إلا أننا لانزال نشهد انتشارا واسعا للطفرات المتحورة من فايروس كورونان لاسيما بين صفوف طلبة المدارس والمعلمين.