نابلس - هيا قيسية - النجاح الإخباري - منصة إلكترونية تفصل بين ضفتي نهر الأردن الغربية والشرقية، وتشطر قلوب المحبين نصفين، لتتكرر الأسئلة الأكثر تداولا في الفترة الأخيرة ، وتحديدا يوم الثلاثاء من كل أسبوع: متى ستفتح المنصة؟ لماذا لم يصلني الكود الخاص؟ ماهي إجراءات التسجيل؟ وغيرها من التساؤلات المغمسة بالغصة والتي تثقل كاهل من يفكر بعبور  الحدود ...

 

جاءت المنصة الأردنية بعد جائحة فايروس كورونا الذي غير حياة الناس وأنماط معيشتهم في مختلف المناحي، حيث يستقبل الأردن عددا محدودا من المسافرين يوميا، من مختلف دول العالم، ،بعد الحجز المسبق على المنصة واستيفاء كافة الشروط المتعلقة بفحص PCR الخاص بخلو المسافر من مرض كورونا، وكذلك الدفع المسبق لهذا الفحص الإجباري على الحدود الأردنية الذي يبلغ قيمته للشخص الواحد 28 دينارا أردنيا ، إضافة للفحص المعتمد من قبل السلطة الفلسطينية التي تتلقى أيضا بدورها مبلغا ماليا قدره 100 شيكل، بعد أن كان 150 في السابق. عدا عن ضريبة المغادرة المقدرة ب150  شيكلا، والتي اعتاد على دفعها المواطن الفلسطيني من قبل الجائحة، والتي كانت ومازالت أيضا ترهق كاهل الأسرة التي تتكون من عدة أفراد.. حتى جاءت تعقيدات أخرى وتكاليف ومبالغ إضافية، تجبر الفلسطيني على التفكير مليا والتروي قبل أن يسافر..

 

المنصة ليست فقط للمسافرين الفلسطينيين

مدير شرطة المعابر العقيد مصطفى دوابشة أوضح " للنجاح الإخباري" أن قضية السفر من فلسطين للخارج هي مرتبطة بوضع كورونا وإجراءات الدول المحيطة المتعلقة بالوقاية والسلامة.

وتابع: " من لديه حجز مؤكد للطيران بإمكانه السفر مع وجود فحص الكورونا بدون الحاجة للحجز على المنصة. أما من يرغب بالدخول للمملكة الأردنية الهاشمية عليه أن يحجز عبر المنصة وهي اجراءات غيرمتعلقة بالفلسطينيين وحدهم بل لكل القادمين للأردن من الخارج وعلى كافة الحدود والمعابر بما فيهم المواطن الأردني نفسه".

وأضاف أن مايقارب 2000 مسافر تقريبا  يغادرون يوميا استراحة اريحا سواء إلى المطار او الأردن الشقيق. 

ونوّه دوابشة إلى أنه سيتم استقبال القادمين إلى أرض الوطن عبر معبر الكرامة في مدينة محمود عباس للحجاج والمعتمرين، إلى حين الانتهاء من اعمال البناء والتطوير داخل استراحة المسافرين ولتوفير طاقة استيعابية لأعداد أكبر من المسافرين، كما سيخضع القادمون لفحص PCR  المجاني من قبل الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية في قاعة مدينة الحجاج.

وهناك تنسيقات مستمرة لتسهيل اجراءات السفر للمواطن الفلسطيني ونأمل أن يكون هناك تسهيلا أكثر بناء على المعطيات لديهم المتعلقة بإجراءات الوقاية والصحة .

 

أسئلة واستفسارات يومية حول المنصة

متى ستفتح المنصة؟ / لماذا لم يصلني الكود الخاص بالرقم المرجعي؟ / ماهي الاوراق المطلوبة؟ ماهي آلية الدفع على المنصة؟/ مكاتب تستقبل حجوزات على المنصة مع عمولة وخصم للأفراد والعائلات؟ / مطالب بإلغاء المنصة وشكوى وتذمر من المواطنين؟  / تعقيدات وواسطات ومحسوبيات في الحجز واختيار الأوقات والأيام ؟ .

تتردد على مسامعنا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه التساؤلات وغيرها من  الشكاوي، للراغبين في السفر، سواء من حرم من زياره أقاربه وأهله منذ سنوات،  أو من هو مضطر للسفر للعلاج، او الدراسة أو غيرها..

في هذا الشأن.. عبّر (شادي الحجة ) عن استيائه من المنصة وآلية  السفر والإجراءات المتبعة، قائلاً للنجاح الإخباري: "إن  إلغاء المنصة يكون فقط بأمر ملكي"، وتابع : " يمكن اختصار حجم المعاناة بعدة عبارات وهي: حرمان الأهل من اللقاء، حرمان الأب أو الأم من احتضان ابنائهم، حرمان الأبناء والبنات من وداع أحد والديهم أو كلاهما، أو وداع أعز الناس على قلوبهم".

وأضافة الحجة: " بالنسبة للتكاليف تبين أن وجود المنصة ليس له علاقة بالحفاظ على الصحة وإنما لإيجاد إيرادات مالية".

 

مكاتب السفر.. استغلال أم خدمة؟

في خضم هذه التعقيدات وتعب الأعصاب والتوتر خلال نصف ساعة يوم الثلاثاء من كل أسبوع، نلاحظ إعلانات لمكاتب تعرض خدماتها للمواطنين للتسجيل على المنصة، الأمر الذي استهجنه البعض واصفا المكاتب بالاستغلالية.

يقول (م.م)للنجاح الإخباري، وهو صاحب مكتب سفريات": إنهم يقدمون خدماتهم للمواطنين لتسهيل التسجيل على المنصة، ولا يوجد اي استغلال ، وخدماتهم مقدمة للناس الذين لايملكون حساب بنكي أو بطاقة دفع الكتروني " فيزا"، وهناك من لايملك الانترنت او حتى الوقت الكافي للتسجيل على المنصة خاصة وأنها تفتح لفترة محدودة جدا، مرة واحدة أسبوعيا".

 وتابع حديثه " أنا كمواطن وصاحب مكتب سياحي ضد المنصة لما تسببه من مشاكل وتعقيدات للناس، خاصة من لديهم مواعيد ضرورية وعاجلة".

وأشار إلى أن عمولة المكتب ماهي إلا مقابل خدمة يقدمها موظفون متفرغون لتسجيل عشرات الطلبات في وقت محدود ، وانترنت فائق السرعة، وخدمة الدفع الالكتروني، فمن يرغب بتلقي هذه الخدمة نساعده ومن لا يرغب يدبر حاله" 

وختم حديثه بأن التسجيل على المنصة ليس بالأمر السهل  فهي مسؤولية ومتعبة للأعصاب، إذ يتلقى المكتب مايقارب 40-50 طلب عليه تسجيلهم خلال الدقائق القليلة التي تفتح بها المنصة".

 

بارقة أمل..

ويبقى المواطن الفلسطيني على أمل في إلغاء المنصة وتعقيدات السفر خاصة بعد تلقي اللقاحات ضد فايروس كورونا.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السماح لحملة شهادات التطعيم الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بالدخول إلى الأردن عبر "معبر الكرامة"، من دون إجراء فحص PCR لدى الوصول، شريطة التسجيل على المنصة للحصول على QR code مجاني بدءاً من اليوم، شرط إجراء الفحص لدى مراكز الصحة الفلسطينية وبنتيجة سلبية قبل 72 ساعة من المغادرة.

كما أعلنت إدارة الجسور الأردنية تسهيلات جديدة للأردنيين أو من تلقو اللقاح من وزارة الصحة الأردنية (الجرعتين)، أن بإمكانهم العبور من جسر الملك حسين برفقة شهادة المطعوم من وزارة الصحة الأردنية وفحص الكورونا من وزارة الصحة الفلسطينية دون الحجز عبر المنصة، الأمر الذي فتح بارقة أمل في الاستمرار بالتسهيلات لكل من تلقى المطعوم في دولة فلسطين.