رامي مهداوي - النجاح الإخباري - رغم بدء العد التنازلي لإنجاز العرس الديمقراطي ـ إن تم على خيرـ إلاّ أن المواطن وخصوصاً في الضفة الغربية يشعر بحالة من الاغتراب وعدم الاكتراث وربما فقدان الثقة في كل ما يحصل؛ على الرغم من كثرة القوائم وأعداد المرشحين وضجة وسائل الإعلام المحلية وانعكاس ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
المواطن يبحث عن لقمة عيشه في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، واهتمامه أولاً وأخيراً يكمن في كيفية تأمين الخبز والحليب لأطفاله بكرامة، تلك الكلمات تنطبق على كافة قطاعات أبناء شعبنا وبنسب متفاوته، فالجميع أصبح يشعر بقلق متزايد يوماً بيوم، دون أن يكون هناك بصيص أمل عن مخرج ملموس من عنق الزجاجة الذي وضعونا به.
وهنا تأتي الانتخابات ضمن ظروف صعبة غير مهيأة لحدوثها على الرغم من الحاجة لها، إلا أن المواطن يخشى بأن يتحول هذا العُرس الى مأتم نخسر فيه ما تبقى لنا من كينونة تحاول التحرر والاستقلال والبناء، هذه الكلمات قد لا تلاقي استحساناً عند بعض «النخبة والصفوة» البعيدين كل البعد عن نبض الشارع.
لهؤلاء أقول؛ ضمن التركيبة الحالية لما بعد الانقلاب «الحمساوي» وخلال السنوات الماضية استثمر كثيرون هذه الظروف الجديدة بخلق امتيازات ومساحات جديدة لها أو الحفاظ على حالها؛!!
بطبيعة الحال الفقرة السابقة غير مقتصرة فقط على الفصائل والأحزاب والمستقلين الذين قاموا بتفصيل المقاعد بما يتلاءم على مقاسهم، إنما في كافة القطاعات برز من هو جاهز كل الجهوزية لاستثمار الانقلاب لمصالحه الشخصية الضيقة من رجال الدين، مؤسسات أهلية، وحتى الثقافية والعلمية والإعلامية والأهم رجال وسيدات المال والأعمال.
بُرهاني على كل ما سبق، هو على الرغم من الكم الهائل من المرشحين وبدء العد التنازلي للعُرس الديمقراطي لكن لا يوجد مظاهر انتخابات في الشارع وبالأخص بالضفة الغربية. أتمنى أن لا يقول لي أحد لم تبدأ مراسيم الحفلة المتمثلة بالدعاية الانتخابية، بالتأكيد ليس هذا ما أقصده، ما أقوله هنا أن نبض الشارع في عالم والعُرس في عالم آخر مختلف عن الواقع، من الأسعار المرتفعة حتى التطعيمات واحتياجاته البسيطة.
خلال الأيام القادمة سنستقبل شهر رمضان الفضيل؛ بالتالي سيتم اضافة سبب آخر عن ابتعاد المواطن عدداً من الخطوات عن هذا العرُس، على الرغم بأن بعض هذه القوائم قد تستغل الشهر الفضيل بذكاء لصالحها، لكن المواطن يمتلك ذكاء عالياً بسبب خبراته الماضية مع بانوراما الفصائل والحركات والأحزاب، فالمسجد هو بيت الله وليس بيت أي لون سياسي، والطرد الغذائي لن يغير قناعاته وآراءه، ما يجعله يعتكف بالعبادة والابتعاد عن مظاهر الأعراس الانتخابية.
أخشى من نهاية غير سعيدة لهذا العُرس الديمقراطي، بسبب ما سيترتب من أحداث ما بعد نتائجه، حيث يحاول كل طرف أن يثبت به الجميع قوة عضلاته، وبأنه صاحب الكلمة العليا.

 

عن الأيام