همسه التايه - النجاح الإخباري - رغم سعي الحاج "مصطفى الشن" (75 عامًا) من ضاحية ارتاح جنوب مدينة طولكرم، وشغفه لتعليم مهنة صناعة الفخار لأبنائه، ولكل من يرغب بتعلم المهنة من طلاب ومعلمين وهواة، إلا أنّه لا يزال الوحيد الذي يمارس المهنة منذ أكثر من خمسين عامًا.

 

"الحاج الشن" الذي تعلق بالمهنة منذ نعومة أظفاره وأبدع في الغوْص في أسرارها، لايزال يعشق ممارسة المهنة والجلوس خلف دولاب العمل، خاصة وأنّها تشكّل بالنسبة له جزءًا من التراث الفلسطيني والماضي المعتق، والذي يتوجب على الجميع حمايته والحفاظ عليه.

 

وحول بدايات العمل في هذه المهنة، قال الحاج "الشن" لمراسلة "النجاح الإخباري" في طولكرم: والدي كان يشعر بمسؤولية كبيرة لتعليمي مهنة صناعة الفخار التي ورثها عن والده، وكان حريصًا كلّ الحرص على أن أتعلم آلية العمل منذ كنت في عمر صغير جدًا، حتى يضمن أنّ جهدَه وتعبه لن يذهبا سدى، وأنّ مهنته ستبقى متوارثة.

 

وأضاف "الحاج الشن" والمعروف لدى أهالي طولكرم بـ "أبو خليل": نظرًا لصغر سنّي حينها كنتُ أتهرب من والدي، الذي كان يجبرني على تعلم المهنة وخوض غمارها، فلم يهدأ باله حتى أتقنت أسرارها وفنونها.

واسترسل بالقول "يا ما أكلت ضرب حتى أتعلم، وهاي المهنة إذا ما بتغني بتستر".

ورغم سفره إلى الكويت، وعمله ميكانيكيًّا هناك، إلا أنّه بعد عودته إلى الوطن عاد إلى مهنة والده، في إشارة إلى تمسكه بمهنة كانتْ ولا زالت مصدر رزقه الوحيد.

 

وحاول "الحاج الشن" المقارنة بين المهنة في الماضي والحاضر، حيث أكّدَ أنّ المهنة في الوقت الحالي مُجدية أكثر، قائلًا "المشكلة فش حد بفهم بهالمهنة إلا أنا، وفش حد بمارسها في طولكرم إلا أنا، المهنة رح تنقرض بغيابي."

 

وعن آلية العمل والأدوات المستخدمة، أكدّ "الحاج الشن" أنّ الأدوات بسيطة جدًا، وهي عبارة عن لوح من الخشب ودولاب، مشيرًا إلى أنّه يقوم بخلط الطينة بالملح والرمل، ومن ثم عجنها وبعد ذلك بلورتها بأشكال مختلفة على الدولاب، وبأحجام عدة حسب الطلب.

 

وأشار إلى عدم وجود إقبال على تعلم المهنة من قبل الشباب والشابات، رغم الدورات واللقاءات المتكررة، والتي تعقد داخل ورشته المتواضعة والصغيرة، التي هي عبارة عن غرفة صغيرة يغلّفها الزينكو والنايلون، في داخل متنزه بنات يعقوب في ضاحية "ارتاح".

 

وأبدى "الحاج الشن" تعلقه وحبه للمهنة، قائلًا "صناعة الفخار فن وذوق". مطالبًا الجميع، مؤسسات وأفرادًا بالحفاظ على المهنة من الاندثار والانقراض، مناشدًا الجميع بضرورة دعمه والعمل على توفير فرن كهربائي لمساعدته في إنجاز عمله.