نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - جاء الكشف عن إمكانية إبرام معاهدة للدفاع المشترك بين أمريكيا و"إسرائيل" في زمن حسّاس سواء على صعيد القضية الفلسطينية و حتى على صعيد التطورات المتدحرجة في الإقليم والعالم.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة في تويتر “أجريت اتصالا اليوم مع رئيس الوزراء نتنياهو لبحث إمكانية المضي قدما في معاهدة للدفاع المشترك بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" تعزز بشكل أكبر التحالف القوي بين بلدينا”.

الاتفاقية بحسب مراقبين تستند على رغبات شخصية تتعلق بالرئيس الامريكي دونالد ترمب وحليفه بنيامين نتنياهو،اضافة الى ان لها مرتكزات اقليمية ودولية تتعلق برؤية ترامب الاستراتيجية للدفاع عن امريكيا وحلفائها في المنطقة.

وفي هذا الإطار،أكد الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر إن توقيت الإعلان عن المساعي الأمريكي لتوقيع هذه المعاهدة يأتي "هدية مجانية" يقدمها ترامب لنتياهو الذي يشحن استيطانيا لانتخابات مصيرية يلعب فيها كلّ أوراقه.

"إعلان ترامب في تغريدة على تويتر يستبق انتخابات الكنيست في محاولة لفك الحبل الذي يحيط برقبة نتنياهو في قضايا الفساد من جهة ومأزقه الانتخابي الأكثر تعقيدا منذ سنوات في ظل فشله في معالجة الملف الأمني مع قطاع غزة من جهة أخرى" أضاف شاكر.

من جانب آخر، ينظر الخبير شاكر إلى إعلان ترامب بإنه اختراق للبروتوكول العام، الذي يشدد على عدم تدخل أي رئيس أميركي في الانتخابات الإسرائيلية وعدم إظهار تفضيل أي طرف على الاخر.

واستدرك شاكر مضيفا:" لكن العلاقة بين الرئيس ترامب ونتنياهو أثبتت عدم اكتراث ترمب بتلك الأصول السياسية، فقبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية في أبريل (نيسان) الماضي، اعترف ترامب بسيادة الاحتلال  على مرتفعات الجولان؛عدا عن قرار نقل السفارة الامريكية من "تل ابيب" الى القدس المحتلة، والإعلان "القدس عاصمة أبدية لإسرائيل".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت، مطلع الشهر الجاري، عن "اتصالات مكثفة" بين نتنياهو وإدارة ترامب بشأن إصدار بيان رئاسي أميركي لإعلان تأسيس حلف دفاعي مع دولة الاحتلال.

وتحدثت الصحيفة، في حينها، عن "هدية" يبحث عنها نتنياهو في خضم حملته الانتخابية، رغم عدم واقعية تدشين مثل تلك الاتفاقية قبل الانتخابات الإسرائيلية، لا سيما أن مسؤولين في دوائر الأمن الإسرائيلية يعترضون عليها، خشية أن تفرض عليهم اتفاقية كتلك بعض القيود الأمنية.

وفي هذا الإطار، اكد الكاتب الصحفي نضال سلامة أن اعلان ترامب عن امكانية إبرام المعاهدة الدفاعية ليس جديدا أو مفاجئا وأن كانت سيعقبها انعكاسات وردات مفاجئة على صعيد القضية الفلسطينية والعالم.

وقال سلامة في تعليق لـ"النجاح الإخباري" يوم الأحد إن الخطوة عدا عن كونها تسبق انتخابات الكنيست،قد يكون لها صلة بتحصين مخطط الإدارة الأمريكية المعروف بـ"صفقة القرن" وذلك في إطار مساعيها لفرض الرؤية الأمريكية في المنطقة،وفق مخطط تقسيمي ومواجهة المحاولات الفلسطينية باعتبارها حائط الصد الأول لتنفيذ الخطة التصفوية للقضية.

وتتلقى دولة الاحتلال، من بين كل الدول الأخرى الحليفة للولايات المتّحدة، الحصة الكبرى من المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية، وهي في صدارة المستفيدين من تلك المساعدات منذ الحرب العالمية الثانية.

وتضاعف حجم المساعدات الأمنية السنوية التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة، ما قيمته 3.8 مليارات دولار سنويًا، بموجب الاتفاقية الأمنية العسكرية التي وقعتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي ستحصل خلالها إسرائيل على إجمالي 38 مليار دولار على مدار 10 سنوات.

وكان رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو قد نفى مؤخرا تقريرا إعلاميا رجح قيام "إسرائيل" بزرع أجهزة تنصت تم العثور عليها في مواقع حساسة بواشنطن.

ووصف مكتب نتنياهو ما ورد في هذا التقرير بأنه "كاذب"، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء.

ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن تلك الاتهامات “يًصعب تصديقها”.

وينتظر المجتمع الدولي أن تكشف واشنطن خطتها للسلام في الشرق الأوسط والتي قال وزير الخارجية مايك بومبيو أخيرا إنها قد تعلن في غضون أسابيع.

وتم تأجيل إعلان الخطة المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن” بعدما تقرر إجراء انتخابات جديدة في "إسرائيل".

يذكر أن معاهدة الدفاع المشترك هي اتفاق دولي يلزم الأطراف الموقعة بالانضمام للدفاع عن بعضهم بعضا في الظروف المنصوص عليها في بنود المعاهدة، وقد وقعت الولايات المتحدة اتفاقات من هذه النوع مع حلف شمال الأطلسي الناتو عام 1949، ومع الفلبين عام 1951، ومع كوريا الجنوبية عام 1953، واليابان عام 1954، والصين عام 1954، والمملكة المتحدة عام 1962.