نابلس - النجاح الإخباري - أكد محافظ مدينة القدس، عدنان غيث، أن المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت منذ صباح أمس من هدم لمنازل المقدسيين في منطقة واد الحمص في بلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، هي مجزة حقيقية وإرهاب دولة احتلال منظم.

وقال غيث في لقاء تابعه "النجاح الإخباري"، إن الاحتلال ينفذ هذه الأفعال لأنه يريد حماية ممتلكاته بحجة انها قريبة من جدار الفصل العنصري.

وأضاف، "إجراءات الاحتلال من وراء هذا المخطط هو سياسة تهجير وتطهير عرقي وإحلال لغولات المستوطنين"، مؤكدًا أن شعبنا سيظل متمسكًا بأرضه ولن يكرر مأساة التهجير.

وتابع غيث: " حكومة الاحتلال تنتهك بعمليات الهدم هذه الأعراف الدولية، وقد تنصل نتنياهو قبل ذلك من اتفاقيات ابرمت برعاية دولية".

وأشار إلى أن هذا التبجح وهذه البلطجة التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين نتاج لمجيئ إدارة ترامب لسدة الحكم ودعمه للاحتلال وسيطرته على الأرض الفلسطينية.

وبين أن حكومة الاحتلال ترى بنفسها غير ملزمة لتنفيذ قرارات المؤسسات الدولية، وتتعامل وكأنها فوق القانون الدولي وتستمر في تنفيذ هذه الجرائم التي ترتقي لمستوى جرائم حرب.

وفي رده على سؤال، "هل يتعمد الاحتلال تشديد هجمته على المقدسيين مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية"، أجاب غيث أن الاحتلال يستخدم دماء شعبنا وحقوقه وقودًا للاستفادة من المقاعد اليمينية المتطرفة في انتخاباته المقبلة.

وشدد غيث أن هذه الهجمة تستهدف كل ما هو مقدسي، مستطرداً: "المقدسيون يصحون وينامون على مدار الساعة على كوارث يرتكبها الاحتلال بحقهم، وما يحصل في العيساوية أمر ليس بالبسيط".

وأكد غيث أن الاحتلال الإسرائيلي يسابق الزمن ويعمل في أكثر من مسار لفرض أمر واقع والحيلولة دون الحديث عن القدس في اي اتفاقيات قادمة.

من جهته قال ممثل منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين، أحمد الرويضي، "إننا نحن أمام مشهد معقد"، موضحاً أن المنازل التي هدمها الاحتلال في القدس حاصلة على الترخيص من جهات رسمية فلسطينية، وهي ضمن المناطق مصنفة "أ"، من قبل أصحاب الأرض الفلسطينيين.

وكشف الرويضي أن هناك أمر عسكري اسرائيلي صدر من قبل الإدارة المدنية لإخلاء منازل مواطنين وهدمها بحجة أمنية، بمشاركة ما يسمي بمحكمة العدل العليا الإسرائيلية.

وبيّن الرويضي أن ما يحصل جريمة تطهير عرقي وتهجير قسري جرمتها اتفاقية روما.

وحذر من أن الاحتلال يسعى لهدم أحياء أخرى في مدينة القدس، منها حي البستان وحي الشيخ جراح، وحي بطن الهوى ووادي الربابة حي وادي ياصول، إضافة للخان الأحمر.

وشدد الرويضي على أن من يمتنع عن إدانة إسرائيل اليوم هو شريك للاحتلال، وبالتالي هو يتحمل المسؤولية ويعطي الضوء الأخضر له.

وأضح أن هناك حقيقة يريد الاحتلال تثبيتها على الأرض، تتمثل في طرد الفلسطينيين من مدينة القدس وتقنين عددهم من خلال هدم المنازل وسحب الهويات ومصادرة العقارات.

واختتم الرويضي حديثه بأن المواطن المقدسي يحتاج لمقومات صمود حتى يستطيع مواجهة هذه الهجمة الشرسة، وهذا يقع على عاتق المؤسسات الوطنية الفلسطينية لأنها الأقدر على القيام بذلك.