رام الله - النجاح الإخباري - أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) تقريرها السنوي الصحي عن عام 2018.

وأكد التقرير، أنه بالرغم من مواجة (أونروا) تحديات مالية غير مسبوقة في عام 2018 عملت على تهديد عملية تقديم خدمات الوكالة لما مجموعه 5,4 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها، لافتاً إلى أن صحة وكرامة لاجئي فلسطين لا تزالان عرضة للخطر.

واستدرك التقرير: "إلا أن توفير الرعاية الصحية الأولية وتسهيل خدمات الاستشفاء في سائر أقاليم عمليات الوكالة الخمسة في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، قد تواصلت بدون انقطاع".

وتعزو (أونروا) هذا الإنجاز إلى الالتزام اللافت للعاملين الصحيين ولبرنامج الإصلاح الصحي الجاري، بالإضافة إلى التبرعات السخية من الحكومات المضيفة والمانحة، وتحديداً إلى شراكتها الوثيقة مع منظمة الصحة العالمية. 

وأضاف التقرير: "هذه الإنجازات والصحة والرفاه المستمرين لمجتمع لاجئي فلسطين تظل مهددة بالخطر بسبب أزمة الوكالة المالية المستمرة".

وأكمل التقرير: "طوال ما يقرب من 70 عاماً، دأبت أونروا على تقديم خدمات رعاية صحية أولية شاملة للاجئي فلسطين المسجلين، مع التركيز على حماية وتعزيز والمحافظة على صحتهم طوال كافة مراحل حياتهم من خلال نهج "دورة الحياة". 

وتابعت: "في عام 2018، خدمت الوكالة ما يقارب من 23,000 مريض يوميا من خلال شبكتها من المراكز الصحية البالغ عددها 144 مركزاً في أقاليم العمليات الخمسة".

ويشير التقرير، إلى أنه، وخلال عام 2018، فقد تمت المحافظة على الخدمات الصحية الرئيسة، مثل المؤشرات القوية لصحة الأمومة والطفولة وما يقارب من 100% كمعدل تغطية للمطاعيم والتسجيل المبكر للرعاية الوقائية ونسبة النساء الحوامل اللواتي يقمن بما لا يقل عن أربعة زيارات قبل الولادة. 

وعلاوة على ذلك، وخلال عام 2018، فإن أنشطة الفحص والوصول للأمراض غير السارية قد تعززت، متابعاً: "إن كافة البيانات لعام 2018 قد بقيت ثابتة أو تحسنت مقارنة بالسنة السابقة، وبالتالي فإن الأونروا قد استمرت بالمحافظة على تقديم رعاية صحية عالمية الجودة، وهو هدف أجندة 2030 وهدف التنمية المستدامة الخاص بالصحة والرفاه".

بدوره، قال الدكتور أكيهيرو سيتا مدير برنامج الصحة في أونروا، إنه "خلال عام 2018، واجه برنامج الصحة سلسلة من التحديات. وفوق كل تلك التحديات كانت الأزمة المالية غير المسبوقة والتي عملت على تهديد خدماتنا الرئيسة للرعاية الصحية الأولية، وذلك بسبب نقص التمويل. 

وأضاف: "علاوة على ذلك، فإن حالة الطوارئ الطبية في غزة والتي نجمت عن مسيرة العودة الكبرى قد وضعت ضغطاً متزايداً على النظام الصحي الذي يعاني أصلا من أعباء متزايدة؛ حيث استقبلت مراكزنا الصحية أكثر من 4,000 مصاب معظمهم كانوا مصابين بجراح ناجمة عن إطلاق النار". 

وتابع: "إن النزاعات الجارية في سوريا قد أثرت على سلامة وصول خدماتنا الصحية إلى بعض المناطق، كما أن شراء الأدوية الأساسية بجودة عالية قد كان أيضا تحديا لنا، لقد كان الوضع العام صعبا، إلا أننا لم نخضع أبدا للضغوط".

وأكمل البيان: "لأبعد من المحافظة على الخدمات الجارية، واصلت خدمات الأونروا الصحية تقديم حلول مبتكرة لبرنامجها طوال عام 2018: فبرنامج الإصلاح الصحي المبني على نموذج فريق صحة العائلة وعلى النظام الصحي الالكتروني قد استمر وتوسع خلال عام 2018". 

 

واستطرد: "بحلول نهاية عام 2018، فإن مراكز الوكالة الصحية البالغ عددها 144 مركزاً قد عملت على تنفيذ نهج فريق صحة العائلة، فيما قام 129 مركزاً صحياً بتطبيق النظام الصحي الالكتروني الذي يفخر بأنه يضم ما يقارب من 3,5 مليون سجل للاجئي فلسطين المسجلين".
وقال: "تم إدماج الصحة العقلية والإسناد النفسي الاجتماعي في خدمات الرعاية الصحية الأولية للوكالة وتم توسعتها لتشمل ما مجموعه 88 مركزاً صحياً بحلول نهاية العام. كما تم إدخال تطبيق الهواتف الذكية الخاص بصحة الأمومة والطفولة بنجاح في الأردن. وبتشجيع من كل هذا التقدم، تقوم الأونروا حاليا بتعميم التطبيق في أقاليمها الأخرى وتعمل على تطوير تطبيق جديد على الهواتف الذكية لمرضى الأمراض غير السارية".
واختتم الدكتور سيتا حديثه بالقول: "إن الجهود المبذولة من أجل تحديث خدمات الأونروا الصحية لم تكن ممكنة لولا الدعم السخي من البلدان المانحة والسلطات المضيفة ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات المحلية والدولية إلى جانب موظفي الصحة المتفانين في عملهم على كافة المستويات. ومع ذلك، فإن الوضع المالي الصعب للوكالة لا يزال يعمل على تهديد عقود من الاستثمار في البنية التحتية للصحة الأولية وخدمات الرعاية الصحية التي يتم تقديمها لكافة لاجئي فلسطين عن طريق الأونروا، كما أن كافة المنجزات التي تم تحقيقها على صعيد القطاع الصحي عرضة لخطر الانحلال مما يتسبب بأثر مدمر على صحة مجتمع لاجئي فلسطين، إننا نؤمن أنه لا يوجد هنالك صحة بدون كرامة".