النجاح الإخباري - يأتي شهر مارس من كل عام محمَّلاً في طياته بالذكريات الفنية التي لا تُنسى، ومنها ذكرى مولد شخصيات صنعت المجدَ الفني وعملت على ترسيخ الأغنية لتصبح خالدة في سماء الفن. وهناك من وضع بصمتَه ليكون محلَّ اهتمامٍ على الساحة الفنية، تاركًا بها الأثر الفني الإيجابي. ونستعرض لكم أبرز النجوم الراحلين الذين كانوا من مواليد شهر مارس.

أبو بكر سالم
ستة عقود فنية وقد تزيد، وعمر فني محمَّل بالإنجازات الفنية والتاريخ، حمله على عاتقِه الفنان الراحل أبو بكر سالم، ليكون واحدًا من الفنانين السعوديين الذي ساهموا في صناعة الأغنية وتأسيسها، تاركًا خلفه النجاحَ والأغنية الخالدة التي نثر الفن فيها بالساحة العربية والخليجية، كرَّس من خلالها مفهوم اللون الصنعاني في الأغنية لتصبح المفضلة والمحببة للراحل، وخلال 60 عامًا أصبح مدرسةً فنية كبير في الجواب والقرار بحنجرته الذهبية، لتصبح الأغنية الوطنية السعودية "يا بلادي واصلي"، التي تغنَّى بها قبل 40 عامًا خالدة وكأنها تُغَنَّى اليوم، لتتردَّدَ في الإنجازات الوطنية كواحدة من أبرز الأعمال الوطنية السعودية. وقد عانى الفنان أبو بكر سالم بلفقيه من مشاكل صحية في أعوامه العشرة الأخيرة، ودخل خلالها المستشفيات لتَلَقِّي العلاج، لتكون آخر محطاته ووقفاته خلال تكريم كبير حظي به الراحل قبل رحيله بأسابيع، على خشبة مسرح الصالة المغطاة في جدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ87، وفي العاشر من ديسمبر 2017 رحل عن عالمنا، تاركًا خلفه بصمةً من ذهب، وإرثًا فنيًّا يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.

نزار قباني
نثر الشاعر الراحل نزار قباني عبيرَ قصائده التي خُطَّتْ بأنامله وأدَّتْها حناجر المطربين الكبار بالوطن العربي، ولجمالية الكلمة التي قدَّمَها وصدق المشاعر فقد أصبحت مطلبًا غنائيًّا لكبار مطربي الزمن الجميل، مثل أم كلثوم ونجاة الصغيرة وفيروز. إضافة إلى الارتباط الوثيق مع كاظم الساهر، الذي تغنَّى له بأكثر من 20 قصيدة غنائية.

ورغم تميُّز الراحل في قصائد الحب والغزل، فإنه طال حتى القصائد الوطنية، لتتغنى له أم كلثوم بقصيدتين وطنيتين، وتغنَّت له فيروز الصوت اللبناني العريق بثلاث قصائد غنائية، ونجاة الصغيرة تغنَّت من كلماته بخمسة أعمال، ومن قصائد الراحل بصوت العندليب عبد الحليم حافظ أغنية "رسالة من تحت الماء"، وكانت المفارقة بأغنية "قارئة الفنجان" التي تُعَدُّ من آخر ما غنى عبد الحليم من كلمات نزار قباني، وطالت قصائده عمالقة الفن العربي، مثل ماجدة الرومي التي صدحت من كلماته بمجموعة من القصائد، التي تزينت بصوتها.

فنانون آخرون تغنّوا من قصائد نزار قباني، إلا أن النصيب الأكبر كان للفنان كاظم الساهر، الذي تغنى من قصائده بالكثير من الأعمال ليشكِّلَ توأمة ثنائية ومفارقات مع نزار، تألق في غنائها "الساهر"، لترافقه هذه الأعمال في حفلاته الغنائية، لتصبح من أبرز ما تغنَّى به كاظم، من بينها "قولي أحبك، أكرهها، إني خيرتك فاختاري، زيديني عشقًا، حبيبتي والمطر، مدرسة الحب، الحب المستحيل"، وفي إبريل من عام 1998 تُوُفِّيَ نزار قباني، تاركًا مجموعة من القصائد التي نثرها الفنانون على الساحة العربية الفنية.

محمد الموجي

يُصَنَّفُ الموسيقار المصري محمد الموجي ضمن عباقرة فن الزمن الجميل، الذين قدَّموا إبداعات موسيقية خلَّدَتْهَا الأغنية العربية. ويُعَدُّ الموجي مُلَحِّنَ الكبار؛ إذ قَدَّمَ لعبد الحليم حافظ أكثر من 50 عملاً، تنوعت بين الأعمال العاطفية والحزينة، والتي كان آخرها اللحن البديع لأغنية "قارئة الفنجان"، لتحقِّقَ ألحانُه مع عبد الحليم انتشارًا كبيرًا.

لتتوالى الثمرات الفنية مع كوكب الشرق أم كلثوم في عدد من الألحان الغنائية، ولم تقتصر ألحانه على عبد الحليم وأم كلثوم، بل واصل إبداعاته اللحنية مع فايزة أحمد، التي قدَّمَ لها أشهر أعمالها الغنائية، وكذلك مع الراحلة وردة، والراحل طلال مداح، وشادية، وميادة الحناوي، وسميرة سعيد، وغيرهم.

وحصل الفنان الراحل على العديد من التكريمات والأوسمة الذهبية، وفي عام 1995 تُوُفِّيَ الملحن محمد الموجي، تاركًا الأثر الكبير من العطاء الفني، ليصبح واحدًا من أبرز الملحنين على الساحة الغنائية.