غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يتعرض الرئيس محمود عباس لحملة منظمة من قبل حركة حماس في قطاع غزة، في الوقت الذي تشن فيه الإدارة الأمريكية وإسرائيل عليه هجوما حاداً وقوياً، بفرض تمرير صفقة العار، التي يواجهها الرئيس بكل صلابة.

وبالرغم ما يتعرض له الرئيس من تلك الحملات والتحريضات إلا أن التفاف الجماهير الفلسطينية حوله كانت أقوى من هذا الهجوم، لتخرج آلاف الجماهير من كل محافظات وربوع الوطن وتهتف بصوت واحد "اخترناك" أو "فوضناك"، تأكيداً على تمسكهم بقيادتهم الشرعية المتمثلة بالرئيس أبو مازن الذي يقود المشروع الوطني الفلسطيني.

تساؤلات عديدة يضعها تقريرنا التالي حول الحملة التي تشنها بالذات حركة حماس على الرئيس، فلماذا تهاجم حماس الرئيس عباس؟ وما الغرض من هذا الهجوم؟ وماذا ستستفيد من تحريضها المستمر ضده؟ سيما وأنه يمثل الشعب الفلسطيني في أكثر من منصة دولية ويرفع شعار "دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف" !!

وشارك اليوم الأحد أبناء شعبنا في مختلف محافظات الوطن، في وقفات تضامنية ومسيرات دعم وتأييد للرئيس محمود عباس، ومنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني.

ورفع المشاركون في المسيرات صور الرئيس محمود عباس، ورددوا الشعارات المؤيدة له، وأخرى منددة بالهجوم على منظمة التحرير الفلسطينية، كما أكدوا التفافهم حول الرئيس في مواجهة كل المؤامرات التي تستهدف المشروع الوطني والقضية الفلسطينية.

دور مشبوه

أسامة القواسمي عضو المجلس الثوري والناطق الرسمي باسم حركة فتح، أكد أن كل ممارسات حركة حماس على الأرض مؤشر لدور "مشبوه" لضرب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.

وقال القواسمي لـ "النجاح الاخباري": هناك اصطفاف حقيقي ما بين المواطنين الذين يتصدون لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية بقيادة الرئيس، وهناك من يصطفون مع الاحتلال وعلى حماس ان تختار"، مشيراً إلى أن هدف حماس من حملتها التحريضية ضد الرئيس تقوم بضرب العقد الوطني الفلسطيني الداخلي وضرب منظمة التحرير.

وأضاف القواسمي:" لا يمكن أن نقبل ببديل عن منظمة التحرير كممثل شعبي وشرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والطريق الوحيد للوحدة هو ان تقر حماس بأخطائها وتعود للصف الوطني دون اي شروط".

وتشن حركة حماس حملة تحريض واسعة ضد الرئيس عباس في هذا التوقيت العصيب الذي يتعرض فيه لمؤامرة أمريكية- إسرائيلية تستهدفه على مواقفه الصلبة في مواجهة صفقة القرن.

تصحيح البوصلة

من جهته، رفض نائب أمين سر المجلس الثوري لفتح، فايز أبو عيطة الحملات التحريضية التي تقودها حماس ضد الرئيس محمود عباس في قطاع غزة"، داعياً حماس توجيه بوصلتها نحو القدس بدلاً من التحريض ضد الرئيس.

وقال أبو عيطة في حديثه لـ "النجاح الاخباري": كان من الاجدر أن نقول للانقسام والاحتلال من أن يرحل.. وهما سبب كل الويلات التي يعاني منها كل الشعب الفلسطيني".

وشدد على ضرورة أن تعي حماس لحجم المؤامرة والمخطط الإسرائيلي الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية، وتصحيح البوصلة ورفع شعار إنهاء ورحيل الانقسام والاحتلال وتوجيه كل جهودنا وكفاحنا من أجل الوقوف بجانب أهلنا في القدس لتوحيد شعبنا في هذه المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وذكر أبو عيطة أن إسرائيل وأمريكا تستهدفان الرئيس محمود عباس وتحاولان وضع مطالب وشروط مذلة ومهينة لشعبنا وفي مقدمتها سرقة مخصصات الاسرى والشهداء وشطب موضوع القدس واللاجئين، مستدركاً "لكن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس يتمسكون بهذه الثوابت "الأسرى والقدس والشهداء واللاجئين"، التي هي خطوط حمراء".

وكانت عناصر أمنية تابعة لحركة حماس اعتدت، مساء أمس السبت، على مسيرة جماهيرية مؤيدة للرئيس محمود عباس في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بالضرب واعتقلت عدداً منهم.

حملات مشبوهة

في السياق ذاته، حذر الدكتور عبد الله ابو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى من بعض المحاولات المشبوهة والمنظمة التي تستهدف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس "ابو مازن"، وذلك من خلال تنظيم بعض الحملات المشبوهة التي تتساوق والهجمة المنسقة التي تشنها الإدارة الامريكية وحكومة اليمين المتطرف في الكيان الاسرائيلي والتي تستهدف شخص الرئيس ابو مازن للنيل من المشروع الوطني.

وأكد ابو سمهدانة في بيان صحفي رداً على دعوة بعض قادة حماس وعدد من الفصائل الوهمية للمواطنين الخروج ضد الرئيس، ان هؤلاء يحاولون خداع الناس واسقاط ما تبقى من امال في المصالحة والوحدة الوطنية من خلال هذه الدعوات التي تأتي خدمة مجانية للاحتلال وحكومة اليمين التي تستهدف شعبنا وحقوقه ومقدساته، وهم بهذا يحاولون اشغال شعبنا عن وجهته الحقيقية في مقارعة الاحتلال والدفاع عن المقدسات وفي مقدمتها الاقصى والقدس الشريف.

وتساءل ابو سمهدانة، لماذا لا يدعون للخروج في مسيرات نصرة للأقصى والقدس، هذه المدينة التي تخوض فيها حركة فتح وعلى راسها الرئيس محمود عباس أشرف وأشرس المعارك دفاعا عن قدس الاقداس، والتي ادت الى فتح باب الرحمة في الاقصى الذي كان مقفلاً لـ 16 عاماً وما ترتب على ذلك من اعتقال لعدد كبير من قيادات وكوادر حركة فتح التي أعلنها الاحتلال تنظيم محظوراً في المدينة.

الجدير بالذكر، أن الرئيس محمود عباس يتعرض في هذا الوقت لحملات تحريضية كبيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال دعوات عدد من الوزراء الإسرائيليين وأعضاء الكنيست إلى نفيه وطرده واغتياله.

حيث دعا عضو الكنيست عن حزب (الليكود)، اورن حزان، إلى اغتيال الرئيس محمود عباس، وقال " إنه يجب اغتيال الرئيس عباس".

أيضاً.. طرح ما يُسمى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان مقترحا لمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من العودة للضفة الغربية عندما يغادرها، معتبرا إياه من أبرز المسؤولين عن التصعيد حول قطاع غزة.

وقال أردان: "ربما يجب علينا منع عباس من العودة إلى الضفة، في المرات المقبلة، لأنه لا يستثمر اليوم في العملية الدبلوماسية ويلحق بنا الضرر"، مشدداً على ضرورة أن تنظر حكومة نتنياهو في اتخاذ إجراءات بحق عباس خلال الأشهر المقبلة، لأن "سياساته تؤجج اضطرابات وتحرض ضد إسرائيل. وفق تعبيره.