نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - بالنسبة لقوات الاحتلال فإن "علم الدولة الفلسطينية" ليس مجرد شريط من القماش الملون بالأحمر والأخضر والأسود والأبيض،بل يتجاوز ذلك مفاعيل ورسائل كبيرة بات الاحتلال الاسرائيلي يخشاها منذ عملية العلم التي ادت الى قتل وإصابة عدد من جنوده وضباطه بتاريخ السابع عشر من فبراير 2018 شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

منذ تلك الواقعة يتسبب نشر العلم في أي نقطة احتكاك أو مواجهة مع الاحتلال بهواجس كبيرة لقواته وذلك في معادلة ردع جديدة يخلقها "علم الدولة الفلسطينية" فقد تكرر مشهد الخوف بين قوات الاحتلال التي قدمت لهدم منزل عائلة الشهيد أشرف نعالوة في ضاحية شويكة شمال طولكرم.

ويظهر في التسجيل الذي نشرته فضائية "النجاح" محاولات مضنية لثلاثة جنود وهم يحاولون إنزال العلم عن السارية وسط حالة من الجلبة والخوف والارتباك بين صفوفهم وكـأن صورة واقعة العلم في قطاع غزة لا زالت عالقة في إذهانهم.

ويبدو أن الدلالات التكتيكية لوجود العلم الفلسطيني في مكان قريب من قوات الاحتلال تتعاظم ، وهو ما دفع معلق الشؤون الأمنية في صحيفة "إسرائيل اليوم"، يوآف ليمور، إلى الدعوة لفحص كل علم يجري رفعه في مواقع الاحتكاك مع الاحتلال خشية الوقوع في فخ مماثل، لفخ "واقعة العلم".

المؤكد أن تواجد العلم الفلسطيني بحد ذاته يؤسس لمرحلة جديدة من المقاومة والصمود، ويحول الاحتلال إلى مأزق يعكس مزيداً من الإرباك على مستوى الأداء العملاني لقواته على الأرض.

مشهد مطاردة العلم المرفوع على منزل عائلة الشهيد نعالوة يذكرنا بعشرات المشاهد الممثالة لدرجة قيام الاحتلال بقنص فتاة فلسطينية كانت تحمل العلم الفلسطيني فقط قرب الحدود في غزة.

ورغم بُعد المسافة الفاصلة بينها وبين السياج فإنها لم تسلم من رصاص القناصة الذين أصابوها، وهي تهمّ بالابتعاد أكثر عن السياج.

فتحت الاحتلال الإسرائيلي، جميع رموز الوطنية الفلسطينية كانت محظورة، فقد كان العلم الفلسطيني محظورا خلال الانتفاضة الأولى، وحتى كلمة فلسطين، ومن يتظاهر حاملا العلم، أو يعلق العلم في منزله فإن ذلك يعرضه للعقوبة بالسجن لانه تحدى الاحتلال وهذا بطبيعة الحال كان يربك الإحتلال، فأصبح همه انزال العلم ومنع بقائه حفاقاً، ولكونه منتشراً ومرفوعاً وأصبح هذا نشاط ثابت طيلة أيام الانتفاضة، وكان الرد الشعبي برفع العلم الفلسطيني في جميع المناطق والأحياء رداً على محاولة قمع التظاهرات والسيطرة بعدم رفع العلم الفلسطيني.

 

 

كما أزالت قوات الاحتلال خلال الأشهر الماضية علم فلسطين من بلدة سبسطية شمال نابلس، بعد قيامها بتفجير السارية.