عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يستقبل الغزيون عيد الأضحى المبارك لهذا العام وهم مثقلون بالهموم والآهات، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق لأكثر من 12 عاماً والذي أدى إلى تراكم الأزمات التي أثقلت كاهلهم.

حيث تشهد أسواق اللحوم والأضاحي لهذا العام انخفاضاً ملحوظاً في الاقبال عليها في قطاع غزة، في ظل ارتفاع أسعار المواشي بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، لا سيما في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

فأسباب عديدة جعلت موسم الأضاحي لهذا العام في غزة يشهد هذا الضعف، خلافاً للمواسم السابقة والتي كانت أفضل حالاً، أهمها اشتداد الحصار وارتفاع نسبة البطالة والفقر..!

ضعف الدخل

العديد من المواطنين أعربوا عن تخوفهم من موسم عيد الأضحى الحالي نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية وتفاقمها، خاصةً بعد تدني الدخل والأزمة التي تعصف بموظفي الاونروا.

المواطن أبو العبد يقطن في معسكر جباليا، شمال قطاع غزة، يرى أن هذا العام من أسوأ الأعوام التي مرت عليه طيلة السنين.

ويقول أبو العبد لـ"النجاح": الأهم من الأضحية توفير الأكل والشرب لأبنائي.. فأنا كل عام أشارك في أضحية، لكن هذا العام راتبي لم يكفِ حتى لسد جوع أبنائي"، حسب تعبيره.

أما المواطن أبو أحمد خليل يعمل مدرساً في وكالة الغوث، والذي يقطن في مخيم النصيرات وسط القطاع، يقول أنه شارك في أضحية مع عدد من زملائه، مستغرباً من ارتفاع أسعار اللحوم لهذا العام.

ويضيف خليل لـ"النجاح": لم أكن أعلم أن الأسعار ارتفعت بهذا الحد بالنسبة للأضاحي، حتى الأعوام الماضية كنت أشارك بالأضحية بالتقسيط  لكن هذا العام لم يقبل أحداً بالتقسيط".

وأعرب عن خشيته من استمرار انقطاع التيار الكهربائي والذي قد يفسد حفظ وتخزين اللحوم المتبقية في الأضاحي.

ويعتبر يوم الثلاثاء القادم 21- آب/ أغسطس أول أيام عيد الأضحى وهو العاشر من شهر ذي الحجة.

ضعيف جداً

المخاوف من موسم الأضاحي ليس فقط عند المواطنين، بل أصاب أصحاب المزارع أيضاً الخوف ذاته، من أن يتهدد موسم الأضاحي لهذا العام، خصوصاً وأن الاقبال على الأضاحي شحيح بدرجة كبيرة.

وأكد أبو تامر نوفل صاحب مزرعة عجول، أن الإقدام على الأضاحي لهذا العام ضعيف بشكل كبير، لافتاً إلى أنه لم يتعد الـ 10% من كل موسم.

وقال نوفل لمراسل "النجاح": إن هذا العام لم يشهد إقبالاً على الأضاحي بالنسبة للأعوام الماضية، ونسبة الإقبال عليه فقط 10%".

وأرجع ضعف الإقبال إلى الوضع الاقتصادي السيء في قطاع غزة، بالإضافة إلى أزمة رواتب الموظفين والأونروا "، لافتاً إلى أن كميات العجول التي دخلت إلى غزة ضئيلة.

وأشار نوفل إلى أن أسعار الأضاحي اختلفت هذا العام فقد ازداد السعر قليلاً، وذلك لانخفاض كميات العجول التي دخلت لغزة خلافاً عن الأعوام الماضية.

ولفت إلى أن الأعوام الماضية كان يقبل تقسيط الأضحية للراغبين في ذلك، مستدركاً "لكن هذا العام أنا متخوف من أن أقسط عجلاً واحداً لذلك رفضت ذلك جملة وتفصيلاً، وذلك لعدم وجود ضمانات  فالأوضاع غير مطمئنة لذلك".

ارتفاع الأسعار

من جهتها، ذكرت الزراعة في غزة أن عدد كميات العجول المستوردة لقطاع غزة منذ بداية العام لم تتجاوز الـ (17000) رأس من العجول والأبقار، لافتاً إلى أنها كمية قليلة بالنسبة للأعوام الماضية والتي كانت تشهد أكثر من 30000 عجل.

وأكد مدير دائرة التسويق في الزراعة، تحسين السقا لـ"النجاح" أن الاقبال على الأضاحي هذا العام ضعيف بشكل كبير، منوهاً إلى ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا العام.

وأرجع السقا ارتفاع أسعار الأضاحي إلى انتشار مرض الحمى القلاعية في رومانيا، مشيرة إلى أن استيراد المواشي يكون من رومانيا والبرتغال عبر "إسرائيل".

وبيّن أن الاحتلال أوقف استيراد الأضاحي من رومانيا، وأصبحت تقتصر على الاستيراد من البرتغال والتي تتميز بارتفاع أسعارها، مشيراً إلى أن سعر الأضحية ازداد من 2-3 شيقل في كل كيلو عن الأعوام الماضية.

وأشار السقا إلى أن القدرة الشرائية ضعيفة هذا العام لارتفاع الأسعار وقلة الطلب مقارنة بالعام الماضي جراء تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة.

وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ عام 2006، تسبب بأزمات وتداعيات كارثية على سكان القطاع، ووفقاً لتقارير أوروبية فإن 40 في المائة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.95 مليون نسمة يقعون تحت خط الفقر، فيما يتلقى 80 في المائة منهم مساعدات إغاثية نتيجة الحصار الغاشم.