النجاح الإخباري - مع موجة ارتفاع درجات الحرارة التي تجتاح جميع أنحاء العالم، كشفت أبحاث جديدة عن وجود علاقة مقلقة بين الجفاف وسقوط الإمبراطوريات.

وكشف العلماء في بحث جديد عن وجود صلة بين سقوط الإمبراطورية الرومانية والجفاف غير المسبوق قديما.

ووفقا للعلماء فإن هناك صلة بين عمر الإمبراطور الروماني وكمية الأمطار المسجلة خلال فترة حكمه. ويقول العلماء إن الأحوال الجوية المتطرفة مرتبطة بعدم الاستقرار السياسي حتى يومنا هذا.

وحذر خبراء عسكريون سابقا من أن التغير المناخي يمكن أن "يؤدي إلى أزمة إنسانية ذات أبعاد ملحمية"، ما يؤدي إلى الهجرة الجماعية والحرب وتهديدات للأمن القومي.

ودرس الدكتور كورنيليوس كريستيان، من جامعة بروك، والدكتور ليام إلبورن، من جامعة القديس فرانسيس كزافييه، العلاقة بين الطقس والاغتيالات.

وجمع العالمان بيانات عن الأمطار من خلال فحص حلقات أشجار البلوط في فرنسا وألمانيا، وفقا لصحيفة "The Economist"، حيث أن حلقات البلوط حساسة للتغيرات في هطول الأمطار، ويمكن أن تكشف عن التغييرات الدقيقة في البيئة خلال فترات محددة من التاريخ.

فخلال المواسم التي تكون فيها المياه في حالة جيدة، تسجل الأشجار حلقات نمو واسعة، إلا أنها خلال الفترات التي تكون فيها الظروف المناخية أقل ملائمة، تنمو الحلقات بشكل أقل توسعا.

وكان الاقتصاد الروماني زراعيا إلى حد كبير، وبالتالي يعتمد بشدة على الأمطار. وكانت الإمبراطورية الرومانية التي استمرت من 27 قبل الميلاد إلى 476 م، قد شهدت ما مجموعه 8 أباطرة، حوالي 20% منهم باتوا ضحايا الاغتيالات، أشهرهم اغتيال يوليوس قيصر في 15 مارس سنة 44 بعد الميلاد، حيث طعن 23 مرة، إلا أن طعنة واحدة منها فقط كانت قاتلة، وتوفي الإمبراطور في سن 55 عاما.

ومن خلال الدراسة، وجد العلماء أنه عندما يكون معدل سقوط الأمطار منخفضا، فإن الجنود الرومان يصابون بالجوع ويصبحون أكثر عرضة للتمرد، ويرتبط المزيد من التمرد بعمليات اغتيال الأباطرة الرومان.
واستنتج العلماء بذلك أن انخفاض هطول الأمطار على امتداد الإمبراطورية الرومانية الشمالية الشرقية يتنبأ بالمزيد من اغتيالات الأباطرة الرومان.

وعلى الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن كمية الأمطار ترتبط بعدد الاغتيالات، إلا أن العلماء يقرون بأن عوامل أخرى قد لعبت دورا في هذا السلوك العنيف.

والجدير بالذكر أن جفاف الطقس مرتبط بعدم الاستقرار السياسي حتى الآن، ففي عام 2016، قال الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأمريكي وعضو مجلس شؤون السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الأمريكية، ستيفن تشيني: "قد يؤدي تغير المناخ إلى أزمة إنسانية ذات أبعاد أسطورية، فنحن نشهد بالفعل هجرة أعداد كبيرة من الناس حول العالم بسبب ندرة الغذاء وانعدام الأمن المائي والطقس الجاف"، وأضاف أن آثار ارتفاع درجات الحرارة مثل الجفاف "تعمل على زيادة عدم الاستقرار على أعتاب أوروبا، وارتباط تغير المناخ بشكل مباشرة بالأزمة السورية، وأيضا بالربيع العربي وتمرد بوكو حرام في إفريقيا"