عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يزداد الوضع المعيشي في قطاع غزة المحاصر لأكثر من 11 عاماً سوءاً، والجميع يدرك المشكلات التي يعاني منها القطاع، لذلك يحاول بعض الأطراف على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي وجود حلولاً لهذه المشكلات، التي نضجت في السنوات الأخيرة.

على ما يبدو أن هناك صفقة تسير من تحت الطاولة بين عدة أطراف لإنعاش الوضع في قطاع غزة، وتحسين الوضع المعيشي الذي وصل لدرجة تحت الصفر، ومن أهم هذه الأطراف الأمم المتحدة وجمهورية مصر العربية.

"القناة العاشرة" الإسرائيلية، كشفت عن تقديم الأمم المتحدة ومصر مبادرة لتخفيف التوتر المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس.

وجاء في تقرير نشرته القناة، نقلا عن وزراء ومسؤولين إسرائيليين، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو قال لأعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت) إن هناك صفقة هامة يتم إعدادها، مشيرة إلى أن المبادرة السياسية وصلت إلى "مرحلة متقدمة من المفاوضات التي تجري بين الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس".

ووفقا للقناة، فإن المبادرة تتضمن إعادة تأهيل قطاع غزة وإعادة السلطة للقطاع، والتوصل لوقف إطلاق نار كامل، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

تغيير جذري

محللون ومختصون بالشأن الإسرائيلي أكدوا خلال أحاديث منفصلة مع "النجاح" أن قطاع غزة سيشهد قريباً تغييراً جذرياً بخصوص المشكلات التي يعاني منها طيلة الـ11 عاماً، مشيرين إلى أن هناك جهود جبارة تبذل باتجاه تحسين الوضع في غزة.

المحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن الوضع الداخلي في قطاع غزة قد نضج سواء الإنساني أو السياسي، لافتاً إلى أنه يتم التعامل مع غزة من كل المستويات "عربياً ومحلياً وإقليمياً ودولياً".

وبحسب تحليل عوكل لموقع "النجاح" فإن جميع الأطراف أجمعت أن الوضع في غزة يجب أن يتغير باتجاه الانفراج.

وقال " الولايات المتحدة وإسرائيل عنوانهم لغزة صفقة القرن، والإسرائيليون يريدون التخلص من غزة نهائياً يعتقدون أن الوقت مناسب جداً في ظل إدارة أمريكية داعمة لإسرائيل 100% وفي وضع عربي وإقليمي سئ".

وأضاف " غزة الآن تحت المجهر وهي أمام خيارين.. خيار فلسطيني يتعلق بالمصالحة وأظن أننا سننجح هذه المرة، سيتعامل مع المشاريع والخطط التي يقدمها ملادينوف وغيره لإنعاش غزة"، مشيراً إلى أن الهدف منها قطع الطريق عن صفقة القرن.

وتابع المحلل عوكل " إذا لم ينجح هذا الخيار فالخيار الأمريكي الإسرائيلي مستعجل جداً وهناك لهجة جديدة من ليبرمان وهو يطلب من حماس التهدئة، ونتنياهو يقول أنه خلال أيام سيكون لديه مبادرة قوية بشأن غزة".

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعلن أنه "قريبًا سنضع خطة جديدة للتعامل مع قطاع غزة"، مشيرًا خلال جلسة مغلقة، مع مسؤولين إسرائيليين، أن الخطة جديدة للوضع في غزة، ستكون على كل الجبهات.

وقال وزير من الكابنيت: إن "إسرائيل مستعدة لتعزيز أي تحرك إنساني في قطاع غزة، حيث أن هناك فرصة بأن تتقدم الأمور في المستقبل القريب".

                                                                                              جهود جبارة               

في السياق، أكد المختص بالشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار أن جميع الأطراف معنية بتهدئة في قطاع غزة، ظل الجهود الجبارة التي تبذل من الأمم المتحدة ومصر من أجل الوساطة بين إسرائيل وحماس.

وقال أبو نصار لـ"النجاح": هنالك كما يبدو رؤية مصرية لصفقة يشارك فيها جميع الأطراف بما في ذلك السلطة الفلسطينية وتدعمها سياسيا واقتصاديا الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن هناك جهود فعلاً تسير في هذا الاتجاه.

وأضاف " نحن رأينا في الأيام الأخيرة منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف يزور غزة مراراً وتكراراً ويلتقي نتنياهو عدة مرات، كما رأينا رئيس المخابرات المصرية عباس كامل يزور واشنطن ويلتقي في البيت الأبيض مع مساعد الرئيس ترمب".

وبحسب أبو نصار فإن هناك حل متكامل بشأن غزة وليس فقط حلول جزئية، لافتاً إلى أن إسرائيل معنية بحلول اقتصادية للقطاع.

وأوضح أن الجانب المصري قد نجح في إقناع الجميع بضرورة التوصل لحل سياسي عام وشامل وعدم الاكتفاء بحلول جزئية.

رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، زار واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع، علما أن كامل لعب في الماضي دورا بارزا في التوسط بين حركة حماس وإسرائيل.

وزار المنسق الدولي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، قطاع غزة عدة مرات خلال الأسبوع الماضي؛ لإجراء محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

الجدير بالذكر، أن قطاع غزة يشهد توترا ملحوظا منذ نحو أربعة أشهر، حيث يشن الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى غارات على القطاع.