ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - تهديدات مستمرة لقادة الحكومة الإسرائيلية وقصف متوالي لعدة أهداف وخلايا فلسطينية بعد الحديث عن إتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية بوساطة مصرية .

وقال المتحدث العسكري طال ليف - رام في مقالة له نشرتها صحيفة معاريف العبرية تحت عنوان "الواقع الميداني القائم في منطقة الحدود مع قطاع غزة بعد المواجهات الأخيرة يؤكد استمرار تلاشي الاستقرار الأمني فيها، ترجمه موقع النجاح الإخباري , يتبين بعد مرور يوم واحد على جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة، أن التفاهمات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار لا تشمل، على الأقل وفقاً للواقع القائم ميدانياً، وقفاً لـ"إرهاب" الطائرات الورقية الحارقة التي يتم إطلاقها من القطاع.

وأضاف المحلّل الإسرائيلي بأن "الجيش الإسرائيلي" الأحد، قام أيضاً في إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار في حيّز التنفيذ" بمهاجمة 5 خلايا فلسطينية كانت تقوم بإطلاق طائرات ورقية حارقة وبالونات مشتعلة. وأطلق الجيش صواريخ في اتجاه قريب جداً من هذه الخلايا، ما قد يعني احتمال وقوع إصابات في وسط أفرادها.

وأشار إلى انتقادات وقف إطلاق النار بالجانب الإسرائيلي قائلا : في هذه الأثناء تصاعدت هنا في إسرائيل حدة الانتقادات التي يوجهها وزير التربية والتعليم نفتالي بينت ووزراء آخرون يطالبون بردة فعل أشد صرامة ضد مطلقي الطائرات والبالونات، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم التوتر. ويمكن القول إن قيام الجيش بنشر مزيد من منظومات "القبة الحديدية" في منطقتي الجنوب وتل أبيب هو جزء من عملية توجيه رسائل إلى حركة "حماس" فحواها أن الجيش جاهز لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية أوسع.

وأشار إلى أن التهدئة بمثابة هدنة قائلا : ليس مبالغة القول إن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير هو ليس أكثر من مهلة زمنية ومحطة أخرى في الطريق نحو مواجهة عسكرية واسعة. وكل ما تقوم به مصر، ومبعوث الأمم المتحدة إلى مبعوث الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، لا يؤدي سوى إلى كبح مرحلي لجولة التصعيد بعد اندلاعها وبصورة محدودة الضمان.

وذكرت مصادر في وزارة الحرب الإسرائيلية أن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان قال لملادينوف، قبل أن يتوجّه الأخير إلى قطاع غزة، إنه في حال عدم توقف "حماس" عن أعمال "الإرهاب" فإن الجيش سيصعد ردة فعله إلى حد شن عملية عسكرية واسعة في القطاع. ويبدو أن الرسالة وصلت إلى "حماس". لكن حتى الآن لم يؤدي ذلك إلى أي تغيير في الميدان، وهو ما يزيد من التقدير أن المواجهة المقبلة آتية لا محالة.

واختتم المحلل العسكري مقالته قائلا : لا بد من الإشارة أيضاً إلى أنه في إثر التصعيد الأخير في نهاية الأسبوع الفائت، بقي المصدر المركزي الذي ذاع نبأ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو الفصائل الفلسطينية في القطاع، في حين أن المعلومات وإجابات المسؤولين التي جرى تداولها في إسرائيل بقيت ضبابية ومحملة بالشعارات الكثيرة. ولعل الإجابة الأكثر ضبابية هي تلك المتعلقة بالسؤال فيما إذا كان الاتفاق يشمل تعهداً من "حماس" بوقف الطائرات الورقية؟. وهي إجابة من حق سكان مستوطنات المنطقة الجنوبية أن يحصلوا عليها من طرف المسؤولين عنهم وعن أمنهم. وبطبيعة الحال ثمة حدود لقدرة الكلمات على إخفاء الواقع الميداني القائم في منطقة الحدود مع قطاع غزة، هذا الواقع الذي سرعان ما كشف النقاب عن استمرار تلاشي الاستقرار الأمني فيها. 

وقال رئيس الوزراء  الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا يستثني الطائرات الورقية والبالونات المحترقة.

وأضاف  نتنياهو، خلال زيارة له اليوم الإثنين إلى بلدة سديروت المتاخمة لقطاع غزة: " لا يوجد وقف لإطلاق النار يستثني الطائرات الورقية والبالونات المحترقة".

 

ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إضافته: " إذا لم يُفْهم هذا الأمر بالكلمات، فإنه سيفهم من خلال نشاط "الجيش"، في إشارة إلى تنفيذ المزيد من الهجمات على مواقع في غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" مساء أمس شهد "مواجهة ساخنة" بين بنيت وأيزنكوت حول كيفية التعامل مع الطائرات الورقية.

وأضافت: "طالب الوزيران غلعاد اردان (وزير الأمن الداخلي) وبنيت بأن يُطلق الجيش النار صوب مطلقي هذه الطائرات، ورد أيزنكوت بالقول إن هذه مسألة شائكة".

واعتبر ليبرمان، أن تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، يتطلب إجماعا إسرائيليا، ولكنه لم يستبعد اللجوء اليها "كخيار أخير".

وقال ليبرمان في حديث للموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الإثنين: " يجب أن يكون لعملية عسكرية واسعة النطاق إجماع واسع، بسبب تعددية الأحزاب والحركات والجماعات في إسرائيل".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد نقلت في الأسابيع الأخيرة تصريحات قادة عسكريين إسرائيليين بأن جيش الاحتلال "لن يخوض حربا في غزة بسبب الطائرات الورقية المحترقة".

ونفى ليبرمان، أن تكون إسرائيل قد وافقت على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وقال: " لا يوجد وقف لإطلاق النار، لقد وجهنا رسالة واضحة إلى حماس يوم السبت، وكانت رسالة عملية وليست لفظية وأنا آمل أن الرسالة قد وصلتهم ولكن على أي حال فإن الكرة في ملعبهم".

وأضاف: " لقد حاولنا استنفاد جميع الخيارات لتجنب صراع واسع النطاق في قطاع غزة، اقترحنا حزمة مساعدات إنسانية، وعرضنا جميع أنواع تدابير الإغاثة الاقتصادية، بالطبع مقابل قرار بحل قضية الجنود المفقودين و الأسرى، حتى نتمكن من العودة إلى واقع مختلف، ولكن حماس رفضت كل المقترحات".

 

وتابع ليبرمان: " لذلك أعتقد أن الجميع في إسرائيل يدركون أنه إذا استمر قطاع غزة بالاحتكاك على السياج الحدودي، مع الحرائق، بكل أنواع الأجسام الطائرة، فلن يكون لدينا خيار آخر".

وقال ليبرمان إنه يلاحظ "انخفاض كبير في الشغب العنيف ومحاولات إشعال النار في الأراضي داخل إسرائيل".

ولكنه استدرك: " لا يوجد أمن بعد، ليس هناك ما يدل على أن الرسالة قد وصلت بالفعل".

وحذر من أن إسرائيل "لا تعوقها أي عملية عسكرية في غزة"، وأضاف: " حتى لو كانت العملية مؤلمة جدا وحتى لو كانت العملية الأشد التي نقوم بها فإننا لسنا مستعدين لاستمرار هذا الواقع".