النجاح الإخباري - عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بشأن تدهور الوضع على السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة، تزامنا مع ذكرى النكبة وغداة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وقال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، إن قتل الفلسطينيين في غزة أمس لا مبرر له، داعيا للتنديد باستخدام إسرائيل القوة المميتة ضد الفلسطينيين.

وأضاف ملادينوف قائلا: "سكان غزة يتظاهرون منذ 6 أسابيع من أجل إسماع أصواتهم، وهم يعيشون فيما يشبه السجن، وواجبنا الاستماع إلى معاناتهم، وعاشوا الكثير من ويلات الحرب، مشددا على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشروعات لحل أزمة الطاقة والعلاج في قطاع غزة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن التظاهرات ثارت في عدة مناطق فلسطينية الاثنين احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل بسرعة لمنع اندلاع الحرب في المنطقة.

مندوب الكويت

من جانبه، قال مندوب الكويت منصور عياد العتيبي، إنه يدين الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الاثنين.

وعبر الدبلوماسي الكويتي عن أسفه لعجز مجلس الأمن في اعتماد مسودة البيان الذي طرحته الكويت الاثنين، ويدعو إلى التحقيق الدولي في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، مؤكدا على مطلب الكويت بقرارات دولية حازمة تحمي الشعب الفلسطيني الأعزل.

وشدد على أن الكويت ستطرح قضية الحماية الدولية للفلسطينيين على الجمعية العامة للأمم المتحدة في حال لم يتخذ مجلس الأمن قرارا حازما بهذا الشأن.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى تغيير الحقائق على الأرض، مدينا الإجراءات أحادية الجانب التي تثير التوتر مثل نقل بعثات دبلوماسية إلى القدس. 

مندوبة الولايات المتحدة

وبررت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، في كلمتها أمام أعضاء المجلس، تعامل الاحتلال الاسرائيلي مع الفلسطينيين المشاركين في "مسيرات العودة" عند السياج الفاصل، متهمة حركة "حماس" بالتحريض على العنف. 

وزعمت بأن "حماس" كانت تحرض على العنف منذ سنوات قبل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتحث المتظاهرين على الاقتراب من السياج الفاصل وإطلاق طائرات ورقية حارقة إلى الجانب الإسرائيلي.

كما اتهمت إيران بـ"الإصرار على ارتكاب العنف في كافة أنحاء الشرق الأوسط".

وأكدت هايلي أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كان صائبا ويعكس الواقع القائم بأن القدس "عاصمة تاريخية للعشب اليهودي".

وأضافت أن نقل السفارة لا يؤثر على وضع القدس ولا على مفاوضات السلام.

ودعت المسؤولة الأمريكية المجتمع الدولي إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة "في سعيها للسلام".

المندوب الفلسطيني 

أكد مندوب فلسطين الدائم لدى مجلس الأمن الدولي رياض منصور، أن بلاده تعلن قبولها المسبق لنتائج تحقيق ترعاه الأمم المتحدة، للوقوف على ما يجري على الأرض في غزة واستخدام إسرائيل للذخيرة الحية والمحرمة في مواجهة المدنيين العزل.

وقال منصور: "ناشدناكم في السابق، ولأكثر من مرة، لمنع وقوع مجزرة إسرائيلية أخرى.. نطالب بتحقيق شفاف للمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل أمس في غزة".

وأضاف: "طالبت فلسطين مجلس الأمن مرارا وتكرارا بوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، وحذرت من تجاهل الوضع في القدس المحتلة، وما تشهده من تدهور نتيجة الممارسات العنصرية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".

وتساءل: "لماذا الاستهتار بحياة الفلسطينيين؟ وكم شخص منهم يجب أن يفقد روحه لنرى منكم تحركا أو استنفارا.. هنا أسأل في كل بلدنكم إذا ما تمت مجزرة في 24 ساعة ذهب ضحيتها 61 شهيدا من ضمنهم أطفال وحوالي 3 آلاف جريح .. ماذا ستفعل دولكم وهل سيبقى مجلس الأمن مشلول تجاه هذه المجازر والمذابح التي تنظمها سلطة الاحتلال الإسرائيلية المختبئة في التلال على بعد كيلو متر واحد من السكان المدنيين في غزة، وتقنصهم وتقصفهم بالطائرات والمدفعية وبكل الأعمال المشينة لسلطة احتلال مدججة بالسلاح".

روسيا

بدوره، استنكر دميتري بولانسكي، النائب الأول للمندوب الروسي لدى الأمم المتحدة  "الاستخدام غير الانتقائي للقوة ضد المدنيين" من قبل إسرائيل، مؤكدا حق الفلسطينيين في تنظيم احتجاجات سلمية.

ودعا بولانسكي الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تفادي الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى "المزيد من تدهور الوضع"، مؤكدا موقف روسيا الداعم لحل الدولتين، حيث ستكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة.

وأشار ممثل روسيا إلى الخطر النابع عن "الفراغ في الجهود الدولية البناءة" تجاه إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا أنه "رغم مطامح بعض اللاعبين الدوليين لم يصبح الشرق الأوسط أكثر أمانا، بل يشهد زيادة في التوجهات المزعزعة للاستقرار".

وشدد على أن ما يجري من أعمال عنف على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في الفترة الأخيرة " أوضح دليل على أن الوضع يتطور في الاتجاه غير الصحيح.. لكن للأسف، على ما يبدو، لا تعتزم تلك الجهات الدولية تغيير نهجها".