عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - "حاصر حصارك لا مفر.. أضرب عدوك لا مفر.. سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني وإضرب عدوك بي فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ..."

هذه كلمات من قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وكأنه يغني شعره للشبان الفلسطينيين الذين يتظاهرون في مسيرات العودة شرق قطاع غزة، الذين هم اقتلعوا الصخر من جذوره دفاعاً عن كرامتهم ودفاعاً عن حقوقهم.

بعد 11 عاماً من الحصار الإسرائيلي الظالم.. هاهم اليوم يحاصرون هذا الحصار ويتقدمون بشكل يومي على الحدود الشرقية في غزة، تلبية لنداء مسيرة العودة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى العالم والمجتمع الدولي بعد أن تناثرت سابقاً.

فمن جمعة يوم الأرض إلى جمعة الكاوشوك ومن ثم جمعة حرق العلم إلى جمعة الشهداء والأسرى، تتقدم وتتكاثر مسيرة العودة في يوم الجمعة على وجه الخصوص، حيث شهدت المسيرة اليوم اطلاق العديد من الطائرات الورقية التي استطاعت إحراج الاحتلال على الساحة الدّوليّة، وخاصّة الأوروبيّة فالكثير تحدّث عن هذه الوسائِل البدائِية التي يستخدمها الفلسطيني للمطالبة بحقّه الذي كفلته له الحقوق والشّرائع الدوليّة في مقابل استخدام مفرط للقوّة من الاحتلال وجنوده، هذه الوسائِل ستدخل التاريخ مرّة أخرى بصورة مشرّفة للصمود والنّضال الفلسطيني، وسَتحقق بصمود واستمراريّة الشّبان كسرًا للحصار المفروض على القِطاع من 11 عامًا.

ولا عجباً حين قام بعض من هؤلاء الشباب العنفواني بإزلة جزء من السياج الفاصل في إحدى المناطق الشرقية من غزة، حيث نجح شبان فلسطينيون اليوم الجمعة، من إزالة جزء من السياج الأمني الذي أقامته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" شرق مخيم العودة بخزاعة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في حين تمت إزالة مئات الأمتار من السياج الأمني من الأسلاك الشائكة الجمعية الماضية "حرق العلم الإسرائيلي".

ولأن مسيرات العودة السلمية في كل يوم تثبت نجاحها وسلميتها فإن الاحتلال الإسرائيلي عجز كل العجز من التخلص من هذه المسيرات، فاستخدم كل الوسائل والأساليب للقضاء عليها من عنف من إرهاب من قناص وأسلحة وقنابل وأخيراً من خلال إلقاء طائراته مناشير فوق مخيم العودة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، يحذر فيها سكان القطاع من الخروج في مسيرة العودة في جمعتها الرابعة.

وهدد جيش الاحتلال عبر منشوراته، سكان القطاع من الخروج في مسيرة العودة والاقتراب من السياج الفاصل، مشدداً على ان اجراءاته واضحة باستخدام القوة ضد المتظاهرين..

وعلى غرار المنشورات التي أطلقها الاحتلال، يأتي رد الشبان الفلسطينيين بتوجيه رسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي عبر الطائرات الورقية، وذلك من خلال منشورات هددوا فيها جنود الاحتلال ربطوها في الطائرات الورقية كتب عليها " أيها الصهاينة.. لا مكان لكم في فلسطين".

وللأسبوع الرابع على التوالي يستمر آلاف الفلسطينيين في المشاركة بمسيرة العودة الكبرى، والتخييم قرب السياج الأمني شرقي قطاع غزة؛ طلبًا لتنفيذ حق العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها.

وارتقى منذ بداية انطلاق مسيرات العودة حتى الآن 35 شهيداً، فيما أصيب أكثر من 4000 جريح، خلال اعتداء الاحتلال على المتظاهرين العزل عند الحدود الشرقية.