نهاد الطويل - النجاح الإخباري - استعراض للعضلات من جانب واشنطن وتل أبيب عبر الدفع بنحو الفين وخمسئة جندي أمريكي وعشرات الآليات العسكرية وبمشاركة قرابة الفين جندي اسرائيلي الى الميادين في مناورات أطلق عليها "جونيبر كوبرا".

مناورات ليست إجراء روتينيا ولا عاديا يهدف الى تحسين القدرات العسكرية وإجراء الاختبارات للترسانات العسكرية وحسب، بل إنها وسيلة ضغط في سياق إظهار القوة والتفوّق العسكري.

إجراء هذه المناورات في هذا التوقيت يحمل الكثير من الابعاد المختلفة سواء الامنية أو الاستراتيجية أو حتى السياسية.

عدا عن كونها تعبيرا مستمرا عن مظهر مهم للغاية من مظاهر "التعاون الاستراتيجي الوثيق بين واشنطن وتل أبيب والذي غالبا ما يظهر في صورة تعاون عسكري متزايد بكل أشكالها"

ويعتبر بعض المراقبين العسكريين هذه المناورات للمرة التاسعة منذ العام 2001 بمثابة تتويج لعملية استخلاص العبر ومقاربة الاستراتيجيات العسكرية بين اسرائيل وأمريكا سواء في ما يتعلق بلبنان أو فلسطين وسوريا.

في حين تبعث برسائل وعيد الى إيران على خلفية برنامجها النووي الذي تعتبره اسرائيل خطرا على وجودها خصوصا في ظل تقارير تتحدث عن أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا في مواجهة طهران.

المشهد على الأرض دفع البعض الى وصف هذه المناورات بأنها بمثابة مقدمة لسيناريو حرب إقليمية جديدة ستنشب في المنطقة لاستعادة جزء من قوة الردع المهتزة.

ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي،أن هذه مناورة ضمن سلسلة تدريبات سنوية مع الولايات المتحدة، لكن هذه المرة تأخذ أبعادا جديدة مع تصاعد حديث القيادة الإسرائيلية عن حرب قادمة من عدة جبهات، خصوصا بعد تهديدات ليبرمان لسوريا ولبنان. 

ويؤكد مجلي أن أمريكا تريد من وراء المناورة أن تعطي إشارة لإسرائيل بأن بإمكانها مساعدتها في أي حرب؛ خصوصا أنها ستغطي كل المناطق الإسرائيلية بأنظمة التصدي للصواريخ. 

وأضاف: "كذلك تعطي أمريكا إشارة لجميع الأطراف بأن الاقتراب من إسرائيل سيواجه بقوة"، مبينا أن المناورة تؤكد أنها ذات أهمية كبيرة.

سيناريو اخر يرجحه الخبراء خاصة وأن هذه المناورات تأتي كمحاولة من إدارة دونالد ترامب لاشعار اسرائيل بأكبر قدر من الحماية العسكرية بشكل يتيح لواشنطن اتخاذ خطوات جريئة على ضوء الحديث عن كشف مرتقب في الخامس عشر من الشهر الجاري لما بات يعرف بصفقة القرن الأمريكية.

مناورات لا يمكن عزلها عن القرارات الأمريكية الأخيرة حول القدس، وربما يسعى ساكن البيت الأبيض لتتوِّيجها بالمناورة العسكرية التي تهدف منها لردع أي طرف يحاول التعرض لإسرائيل أو الاعتراض على إجراءاتها الاستعمارية على الأرض.

في المقابل ثمة من يستبعد السيناريو الاخر وهو أن تقدم إسرائيل على شن حرب عبر هذه المناورات التي ستسغلها لممارسة حرب نفسية ودعائية.

ومعروف أن هذه المناورات دورية لكن إسرائيل كعادتها تستغلها، لتوجيه رسائل للجبهة الداخلية والمحيطة والعالم، بأنها على أهبة الاستعداد، وهي غير كذلك في حقيقة الأمر.

في وقت تقدر فيه التقارير الاستراتيجية الإسرائيلية استعداد الجبهة الداخلية لأي حرب هي 38% فقط.

ويستبعد اللواء واصف عريقات، الخبير العسكري، أن تقدم إسرائيل على شن حرب عبر هذه المناورات، قائلاً: إن إسرائيل عوّدتنا ممارسة حرب نفسية ودعائية خلال مهمات المناورات العسكرية؛ لأن حالة الضجيج المقصودة ترسل من خلالها عدة رسائل.

ونفذت إسرائيل خلال عام 2017 ما لا يقل عن 12 تدريبا ومناورة مركزية، بعضها حاكت حربا ضد غزة ولبنان.