النجاح الإخباري - ربما تعثرت عملة بتكوين الرقمية في الأشهر الأخيرة، لكنها في آيسلندا لا تعرف سوى اتجاها واحدا حتى الآن، هو الصعود لكن النجاح المذهل للعملات الرقمية في أنحاء العالم كان له انعكاسات غير متوقعة على الجزيرة التي يقطنها 340 ألف شخص، وذلك أنه يمكن أن يتسبب قريبا بنقص حاد في الطاقة لسكانها.

فمع تحول آيسلندا لأن تصبح أحد المواقع الرئيسية في العالم لخوادم العملة الرقمية المتعطشة للطاقة، بشكل يشبه -وفقا للمحللين- صراع البحث عن الذهب لكن في القرن 21، فإن مطالب الصناعة للكهرباء ارتفعت بشكل صاروخي أيضا.

وللمرة الأولى أصبحت تلك المطالب تتجاوز استهلاك الطاقة الخاص للآيسلنديين، ويخشى منتجو الطاقة عدم قدرتهم على مواكبة الطلب المتزايد إذا استمرت آيسلندا في استقطاب شركات جديدة تراهن على نجاح العملات الرقمية.

وقد توافدت الشركات على آيسلندا خلال الأشهر الأخيرة مع طلبات لفتح مراكز بيانات جديدة بهدف "التنقيب" عن العملات الرقمية، حتى مع تزايد المخاوف من أن البلاد قد تضطر إلى إبطاء الاستثمارات وسط تراجع متزايد في قدرتها على توليد الكهرباء.

ويقول المتحدث باسم شركة أتش أس أوركا الآيسلندية لإنتاج الطاقة، يوهان سنوري سيغوربيرغسون، لصحيفة واشنطن بوست، إنه منذ ستة أشهر بدأ الاهتمام بفتح مراكز بيانات للتنقيب عن العملة الرقمية بالارتفاع فجأة، وأضاف أنهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية كانوا يتلقون مكالمة واحدة يوميا من شركات أجنبية مهتمة بإعداد مشاريع في البلاد

وعلمية التتبع والتحقق هذه التي تنتهي بحل عدد هائل من العمليات الحسابية هي ما يسمى "التنقيب" عن العملة الرقمية ويكون في نهايتها مكافأة صاحب الجهاز أو الخادم بعملات بتكوين مولدة من الخوارزمية التي بنيت على أساسها العملة.

إن اقتصاد التنقيب عن بتكوين يعني أن معظم المنقبين يحتاجون الوصول إلى مصدر طاقة موثوق ورخيص بنحو سنتين إلى ثلاثة سنتات لكل كيلووات/ساعة، ونتيجة لذلك فإن كثير منها يوجد قرب مصادر الطاقة المائية التي تتميز برخصها.

وتقع آيسلندا شمالي المحيط الأطلسي وتشتهر بالينابيع الحارة والأنهار العظيمة، وهي تنتج نحو 80% من طاقتها من محطات الطاقة الكهرومائية، مقارنة على سبيل المثال بـ6% في الولايات المتحدة، إلى جانب أن مناخ البلاد البارد يجعلها مكانا مثاليا لمراكز بيانات للتنقيب عن العملات الرقمية مليئة بالخوادم دون خشية تعرضها لارتفاع درجات الحرارة.