النجاح الإخباري - ما أن أعلنت السلطات المصرية عن فتح معبر رفح البري بشكل مفاجئ، حتى توجه آلاف الغزيين إلى المعبر للمبيت بانتظار اليوم لفتحه ليتمكنوا من السفر الذي انتظروه لفترات طويلة.

ويشكل معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي، ويعاني المعبر من حالة اغلاق بشكل شبه مستمر، وتفتحه السلطات المصرية على فترات متباعدة لأيام محدودة لتمكين الحالات الإنسانية من السفر.

وشهدت صالة أبو يوسف النجار التي يتم نقل المسافرون منها إلى الصالة المصرية، تزاحماً شديداً من قبل الراغبين في السفر إضافة إلى بوابة معبر رفح، الأمر الذي يكشف مدى حاجة هؤلاء للسفر سواء للالتحاق بأماكن عملهم او للعلاج أو الدراسة أو رغبة في البحث عن فرص عمل في ظل ازمة البطالة المتفشية في القطاع وسوء الأوضاع الاقتصادية، وغيرها من الحاجات الماسة التي تدفعهم للسفر.

وما أن يستقل الراغب في السفر للباص لنقله للصالة المصرية، حتى تبدو ملامح الفرح والسرور على وجهه، ظناً انه وضع حداً لمعاناته الطويلة التي احتجز فيها في القطاع.

فلكل مسافر قصة، وما أن تستمع لقصصهم حتى تتمنى أن تكون مسؤولاً أو قادراً على تمكينهم من السفر دفعة واحدة لحل قضاياهم. فمنهم من حال المعبر المرء وزوجه، ومنهم من تأخر التحاقهم بجامعاتهم، وانتهت اقاماتهم، ومنهم من يرغب في العلاج في مصر.

محمد كامل شاب في الثلاثين من عمره، جاء من دولة الامارات العربية لغزة قبل ثلاثة أشهر لزيارة والديه، ظناً منه أن المعبر سيتم فتحه بشكل مستمر كما أذيع في وسائل الإعلام مع تفاهمات القاهرة بين حركتي فتح وحماس، إلا أن ظنونه ذهبت أدراج الرياح، ويخشى على إقامته أن تنتهي ويبقى أسيراً في غزة للمعاناة والبطالة.

وقال لمراسل "النجاح الاخباري"، إذا ما تمكنت من السفر خلال شهر ستنتهي إقامتي وحينها ستتحول أحلامي إلى سراب. معرباً عن خشيته أن يطول فتح المعبر في المرة القادمة.

ولم يختلف حال وفاء أحمد في حاجتها للسفر عن الشاب كامل، من حيث الأهمية، حيث أنها تنتظر منذ عام السفر لخطيبها في كندا، لتتزوج.

وأوضحت أن خطيبها يخشى المجيئ لغزة للزواج ويتعذر سفره مرة أخرى، لذلك تم الاتفاق على أن تسافر إليه ويتمما فرحهما في كندا حيث يقيم.

ورفعت الفتاة وفاء كفيها صوب السماء وتدعو ربها أن تتيسر أمورها وتسافر لتأمين مستقبلها خاصة وأنها تبلغ من العمر 27 عاماً.

واستذكرت معاناة شابات من السفر واضطررن لفسخ خطوبتهن بسبب عدم قرتهن على السفر، وتمنت أن لا يكون مصيرها مثلهن.

الجدير ذكره، أنه كان مقرراً أن يتم فتح معبر رفح بشكل نهائي عقب تفاهمات القاهرة بين حركتي فتح وحماس في أكتوبر من العام الماضي، وتسلم حكومة الوفاق إدارة المعبر، إلا أن الظروف الأمنية في سيناء لم تسمح للسلطات المصرية بفتحه، لتبقى معاناة نحو 2 مليون فلسطيني رهينة باستقرار الوضع الأمني في سيناء.