أكرم الصوراني - النجاح الإخباري -  

"مائة عام من العزلة" قصة قرية نسجها ماركيز من وحي خياله . أتخيَّل لو كان ماركيز غزّاوي كان سَيُبحر ويَغرق أكثر في الخيال وأن السَّمك يحاول الطيران بعد استيطان البكتيريا عمق البحر وأن كلاب البحر تحاول جاهدة بالتعاون مع السلطان ابراهيم نبش مجرايه في منتصف البحر لتصريف مياه المجاري وأنّ للماء لون وطعم ورائحه ، وأن المتظاهرين في المسيرات يلبسون واقي للرصاص ، وأن سهرة العريس السبت وحنّة العروس الأحد وحفل الزفاف الاثنين والطلاق مساء الثلاثاء ، وأن ثلاث ساعات كهرباء في اليوم كفيله بتحويل ملّتك من ديانه إلى ديانه في أقل من ٢٤ ساعة وفي كل ٢٤ ساعة تحاول المدينة الحياة وتحاول الانتحار وتُقيَّد الجريمة ضد مجهول . خيال يفوق ٣٦٥٠ يوم فوق الخيال ، ٣٦٥٠ يوم من إنتاج الخيبه ، ٣٦٥٠ يوم من أجل لا شيء إلى لا شيء دون شيء فقط ٣٦٥٠ يوم من صناعة الوهم ومحض خيال مريض في الاستقلال بقرية مريضه على جثة اتنين مليون مريض نفسي لا يصلحوا إلا لصمود مُصطَنَع يُشبه ضحكه مُصطنعه على شفاه مُصطنعه لمثقف مُصطنع يبتسم ابتسامه مُصطنعه لشاعر بالتصنُّع في ندوة مُصطنعه ولفيف مُصطنع من قيادات مُصطنعه ومثقفين مُصطنعين وشعراء مُصطنعين وكُتّاب مُصطنعين بحروف مُصطنعه ومسرح مُصطنع ومايك مُصطنع وجمهور مُصطنع واستراحة بيتي فور حقيقيّه هَمَسَ فيها أحدهم في أذن أحدهم يا هيك سخافه يا بلاش   .