وكالات - النجاح الإخباري -

في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون أحد أكثر الأسابيع إثارة التي مرت بها حكومة بينيت- لابيد حتى الآن، من خلال الزيارات المكوكية التي قام بها وزراؤها الى عدد من الدول العربية المجاورة والمطبعة، وبدلاً من الاحتفال بالإنجازات السياسية وقمم التطبيع، تم الإبلاغ عن مشاهد الهجمات المسلحة على مدار الساعة، بجانب الجنازات الجماعية للإسرائيليين، وأفسحت المجال لإجراء تقييمات أمنية متكررة دورية.

تال شاليف المحللة السياسية في موقع والا العبري، ذكرت في تقرير أن "الأسبوع الماضي هو الأصعب على الحكومة الإسرائيلية حتى الآن بسبب هجمات بئر السبع والخضيرة وبني براك، في أقل من أسبوع، وباتت تشكل تحديًا كبيرًا وحقيقيًا وفوريًا لها، في مسعاها لاستعادة الشعور بالأمن الشخصي للإسرائيليين.

وأظهرت استطلاعات الرأي التلفزيونية أن 60-70٪ من الجمهور غير راضين عن تعامل الحكومة مع التهديدات الأمنية، بمن فيهم المؤيدين عادة لها.

وأضافت أنه "قبل حلول شهر رمضان، ومرور الذكرى السنوية لحرب غزة في رمضان 2021، باتت احتمالية اندلاع التفجيرات عالية، وقد تتدهور إلى جولة عنف خطيرة ومتعددة المشاهد: في غزة والضفة الغربية والمدن الفلسطينية في الداخل، لذا فإن جهد بينيت الرئيسي هو إخماد النيران قبل خلق ديناميكية صعبة مثل العام الماضي، وفي الوقت نفسه استعادة الشعور بالحكم والسيطرة والأمن في الشوارع من خلال تعزيز دراماتيكي لقوات الشرطة وقدراتها وميزانياتها".

ليس سراً أن الهجمات الفلسطينية الأخيرة انعكست سلباً على الرأي العام الإسرائيلي، وقد تمثل ذلك باستنفار الاستشارات الأمنية واجتماعات مجلس الوزراء المتتالية والتصريحات التلفزيونية، وباتت التوترات الأمنية واحدة من سيناريوهات نهاية التحالف الحكومي، لأن هذه الأحداث "تسخن" الروح المتطرفة لدى اليهود، وهي بدورها تمارس ضغوطًا موازية على الأحزاب الأقل يمينية داخل الحكومة، وهو آخر ما يتمناه رئيس الحكومة وشريكيه الرئيسيين: يائير لابيد وبيني غانتس.

صحيح أن منصور عباس يقدم الدعم الكامل لرئيس حكومته لاستعادة الأمن في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بما في ذلك الجهود المكثفة لجمع الأسلحة غير المشروعة بين فلسطينيي 48، ولكن مع استمرار التوتر في التعقيد، فليس من المؤكد أنه سيصمد في تقديم هذا الدعم، لأن بعض أجنحة الحركة الإسلامية التي يقودها حذرت من حرب إبادة لفلسطينيي 48، واتهام الحكومة بالتحريض، والرقص على الدم.

في الوقت ذاته، فإن حاشية بنيامين نتنياهو باتت أكثر تفاؤلاً هذا الأسبوع أكثر من أي وقت مضى بشأن شكوكها في استمرار بقاء الحكومة، بدليل أنه بعد ساعات قليلة من الهجمات الأخيرة انتقل إلى موقعه، وانتشرت شائعات في الليكود عن تطور دراماتيكي باتجاه الإطاحة بالحكومة، بحيث ستبدأ ديناميكية الانهيار.

لم تتوقف نتائج الهجمات الأخيرة على الاستقطاب بين الحكومة والمعارضة، بل تصاعدت التوترات الداخلية داخل الحكومة ذاتها، وعقد بينيت وغانتس لقاء "هدنة" بينهما على خلفية "الألعاب الطفولية" في جداول رحلاتهما، واجتماعاتهما رفيعة المستوى، رغم سيطرة الأزمة الأمنية على شؤون الدولة، وفي الوقت نفسه، تزايد الاحتكاك بين غانتس وكبار أعضاء الائتلاف، خاصة أييليت شاكيد وغدعون ساعر، الغاضبين، حيث تزايد الخلاف بين الثلاثة حول دعوة المجلس الأعلى للتخطيط للانعقاد للموافقة على خطط الاستيطان في المستوطنات، بالتزامن مع استمرار التوترات الأمنية.