وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تحديات كبيرة تحدق بالمشروع الوطني الفلسطيني، في ظل تعنت الإدارة الأمريكية وتحيزها العلني لدولة الاحتلال، وما تحاول فرضه على الفلسطينيين فيما تسمى صفقة القرن وسط إصرار القيادة الفلسطينية على رفضها وتحدى قراراتها، إلى جانب الانقسام الفلسطيني، والتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي التي تبحث عنها حركة حماس بمعزل عن الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

قضايا متعددة تحدث عنها عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الدكتور واصل أبو يوسف، في حوار خاص لـ "النجاح الإخباري"، أوضح خلاله الخطوات التي تتخذها القيادة لمواجهة جرائم الاحتلال، وغطرسته وما يحدق بالقضية الفلسطينية من مخاطر.

صفقة القرن

أكد أبو يوسف أن ما يحدث منذ إعلان ترامب عن القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية للقدس، بمثابة محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، ودعم الاحتلال كي يستمر بجرائمه وعدوانه".

وتابع :"من هذا المنطلق أرادت الولايات المتحدة من خلال محاولة تمرير" صفقة القرن" أن تظهر بأنها ستمضي قدماً، في تنفيذ مشاريع الاحتلال وإعطائه الضوء الأخضر لتصعيد جرائمه وفرض الوقائع على الأرض".  

وفيما يتعلق بالطرح الذي تم الحديث عنه بأن تكون "أبو ديس" عاصمة الدولة الفلسطينية بدلاً من القدس، قال أبو يوسف:" لا علم لدي إذا ما تم فعلاً طرح هذا الخيار، ولكن القدس التي احتلت بعد عدوان عام (1967) هي العاصمة ولا بديل عنها".

المصالحة

وفيما يتعلق بملف المصالحة أكد أبو يوسف:" أن العديد من المخاطر والتحديات الكبيرة يمر بها المشروع الوطني، فمن ناحية صفقة القرن التي تريد تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولات شطب حق العودة، كل هذه القضايا التي حاولت الإدارة الأمريكية تمريرها، ورفضها الفلسطينيون قيادةً وشعباً".

وأضاف:" وبالرغم من محاولة أمريكا القفز عن هذا الرفض بحل إقليمي، من خلال مندوبيها في الدول العربية، إلا أنهم تلقوا إجابة واضحة، بأن أي حل لا يستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين سيكون له انعكاسات كبيرة على الأرض ولا مجال للمساس بهذه الثوابت والحقوق".

وتابع أبو يوسف :" لذلك الأولوية تكمن في إنهاء انقسام واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة كل هذه التحديات،  فنحن الآن بأمس الحاجة لإتمام المصالحة الفلسطينية، والذي لا بد أن يستند لدعم الجهد المصري لإنهاء الانقسام، والتمسك بالاتفاق الموقع في أكتوبر عام (2017) وأيضاً إزالة العراقيل التي تقف أمام تنفيذه والتي تعد السبب الأساسي بإيقاف عجلة المصالحة".

التهدئة

وحول التهدئة والحراك  الذي يجري حالياً من أجلها، أكد أبو يوسف أن هذا الحديث والمحاولات يجب أن تندرج تحت العنوان الأكبر وهو "إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية" وهو الأساس لترتيب البيت الداخلي، والتي لا بد أن تستند لاتفاق (2014) وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة الشرعي للشعب الفلسطيني".

وشدد أبو يوسف خلال حديثه لـ "النجاح الإخباري"، على أن البحث عن تهدئة بعيداً عن منظمة التحرير خطير جداً، وهو بمثابة محاولة فصل القطاع عن الضفة، وكل ما يتعلق بالترتيبات الخاصة "بالتهدئة" الأحرى أن تندرج في إطار ما تم التوافق عليه عام (2014) من خلال وفد من منظمة التحرير والذي تم التوصل له حينها، هو ما يجب أن يعتمد في هذا السياق".

وأردف:" لا يحق لأي فصيل أو جهة معينة  أن تتحدث عن تهدئة او اتخاذ قرارات لها علاقة بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني بشكل منفرد، وهذه مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني".

انتهاكات الاحتلال

وحول التصعيد الذي يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني قال أبو يوسف:" التصعيد العدواني الخطير من قبل الاحتلال مستمر، وهدفه كسر إرادة الشعب الفلسطيني، من أجل تمرير صفقة القرن وشطب الشعب الفلسطيني، كما أن سياسة التصعيد بغزة من أجل المراهنة على بقاء الانقسام للوصول لفصل غزة، والتصعيد بالضفة وتحديدا القدس والمسجد الأقصى وعمليات الهدم في كافة المناطق كلها تندرج في هذا الإطار".

إجراءات لمحاسبة الاحتلال

وحول ما تقوم به القيادة الفلسطينية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه، قال أبو يوسف:" نبذل جهوداً كبيرة على صعيد المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وذلك في سياق أهمية التأكيد على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وضع آليات لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني من الاحتلال، والأمر الآخر التأكيد على إلزام الاحتلال بما تمخض عن قرار هام على صعيد مجلس الأمن الدولي الذي يستند لقرار(2334) والذي يعتبر الاستيطان بكافة أشكاله غير قانوني،  وبناءً عليه فالاحتلال مطالب بوقفه".

وتابع:" كما أننا توجهنا للمحكمة الجنائية الدولية، وتم تحويل الملفات التي تثبت جرائم الاحتلال للمحكمة، وما نريده أن يكون هناك عدالة من قبل للمجتمع الدولي في سبيل مواصلة الجهود على الأصعدة كافة، سواء السياسية او الدبلوماسية، وعلى صعيد الوضع الداخلي، وكذلك دعم كل ما له علاقة بمقاطعة الاحتلال وفرض العقوبات عليه، وهذا ما تقوم به حركة المقاطعة العالمية (BDS) والتي يجب أن تنجح كما نجحت في جنوب افريقيا".

التخلص من الاتفاقات

وحول التخلص من الاتفاقات مع الاحتلال قال أبو يوسف:" هناك قرارات يجب أن تطبق للتخلص من الارتباط مع الاحتلال سواء كان أمنية او اقتصادية، إضافةً إلى ضرورة تعليق الاعتراف بالاحتلال، ويجب أن يطرح هذا الأمر في الأمم المتحدة خلال اجتماعه السنوي، فالاحتلال لا يلتزم بأي قرارات ويجب أن تنفذ ولا يلتزم بأي قرارات، ويسعى لتحقيق مصالحه".

ركائز هامة

وفي ختام حديثه لـ"النجاح": تحدث أبو يوسف عن العديد من الركائز الهامة لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته وصموده، فعلى المستوى الدولي واستمراراً للجهود المكثفة في هذا السياق،  خلال الشهر القادم وفي اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، سيلقي الرئيس محمود عباس خطاباً، يعطي ملامح الوضع الفلسطيني وأهمية اتخاذ قرارات إزاء هذا الوضع".

وتابع:" إضافةً إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وقطع الطريق أمام المتربصين وأعداء الشعب الفلسطيني الذين راهنوا على بقاء الانقسام ليصل "للانفصال"، والأمر الأخير استمرار كفاحنا على الأرض، والمقاومة الشعبية ضد الاستيطان وجرائم الاحتلال، وفرض مقاطعة شاملة عليه ودعم حركة المقاطعة العالمية".