النجاح الإخباري - صدر للإعلامي والكاتبِ العراقي حسين الذكر كتابه الذي يحمل عنوان (تراتيل على هامش الذاكرة) وبعنوان فرعي (سيناريوهات لأحاسيس مبعثرة في خارطة الزمان والمكان) عن دار تسراس بالمغرب ودار اليرموك للنشر والتوزيع، رسم فيه أقوال وحكايات إنسانية تعيد إلى الذاكرة التي أثقلتها الأحداث والحوادث حقائق الجمال والمحبة .

يقع الكتاب في (308) صفحة من القطع المتوسط ،وحسب دار النشر: (الإصدار عبارة عن تراتيل وشظايا تصفُ حالة الإنسان وانكساراته وتشظيه، بحثًا عن معنى للحياة في الحياة، حاول الكاتب حسين الذكر وضعها في قالب أدبي يجمع بين السرد والشعر، القصة والرواية ونصوص أدبية تلبي شغف القارئ العربي وتشدُه إلى جمال الإبداع وتجليات المعنى الماتعة) ،تضمَّن على إهداء المؤلف منه (أهدي مدادي وروحي حيث أنت، إنَّني جزء من جمال آياتك ،الهامي بعض مكنوناتك،ما زلت أشدو إليك برحلي وراحلتي بل أنيس روحي..)، قدَّم للكتاب المخرج المسرحي الدكتور صلاح القصب بوصفه الكتاب (شعاع من الأمل لا ينحني)، قال فيه (تراتيل على هامش الذاكرة ،ومضات مشفرة لنداءات التقطت أصوات أرواح الذين نراهم ذاهبين في طريق الآخر، استفاقوا من غيبوبة رحلتهم التي شكَّلتها ذاكرة تشظَّت عنها ذاكرة شخصية (بهمان) التي استحضرها الذكر في تراتيله، إذ كانت تدور حول محور الذاكرة) .

وأضاف: مجموعة (الذكر) الاستنكارية مدارات لالتقاط أحاسيس مبعثرة لشخوص يسرعون في كلّ جانب، كل ظل يقبل الآخر دون توقُّف: جيفارا ،شكسبير ، لوثر جيمرون الذي انهمر في سر البحر ،وجون ناريمور وقدرية الفراغ الذي ينتظر ومضات الكاتب حسين الذكر، كانت أرواح رانية إلى الفردوس لتدخل إلى ضفاف آمنة .

وتابع: شخصياته لا ترق لدمع ولا تستجيب لتوسُّل، فكانت ترتل لصوت مجهول تبحث عن الطريق "ابحث عن الخطوات التي تتأمل من دون توقف متضرعة بألم خفي. "

فيما كانت المقدِّمة للمؤلف نفسه جاء فيها (قدحت في بالي فكرة إعادة صياغة (تراتيل) تضم بين طياتها تجارب وقصصًا وأحاسيس عالمية من مختلف الثقافات والدول، تشكّل بمجموعها حضارة إنسانية راقية يسعى إليها الفكر الخيِّر منذ الخليقة وحتى القيامة على طريق المعرفة والبحث عن الحقيقة التي تصب في خدمة الإنسان .

وأضاف: هذه التراتيل هي في حقيقتها كتابات مشاكسة تمتلك اسرارها ورموزها التي تفضح الكثير من الوقائع التي تكتنف الحياة العراقية ،لكن الكاتب ما ارادها ان تكون مكشوفة جدا او مباشرة مثل المقالات العادية التي تنشرها الصحف،لاسباب من اهمها لسهولة ايصالها الى المتلقي العراقي خاصة ان الحكايات ما زالت هي المحببة لديه لاسيما انها حكايات مميزة وقصيرة وممتعة، ومن خلالها يرفع صوته للتعبير عن نماذج لم تعد حاضرة، فيشير إلى السلبيات ويحتج عليها على طريقته الخاصة حيث انه ابتكر طريقة خاصة به وهي انه يستعين بكلمة مأثورة لشخصية معروفة ،كالفلاسفة والعلماء والأدباء من العرب والأجانب، ومن ثمَّ يبني عليها حكاياته التي تغوص عميقًا في العمق العراقي من أجل رسم صورة عن الهموم التي في داخله والتي هي هموم مجتمعية عامّة، يكتبها بطريقة أدبية يمكن تصنيفها ضمن (السهل الممتنع)، فالكلمات المختارة مما يلفت الانتباه بمعانيها وأسماء قائليها، ومن ثمَّ الحكايات التي يسردها، هي الأخرى تجذب القاريء إليها وتجعله يتبيَّن السبب الذي دعا الكاتب إلى سردها والتنبيه إلى قيمة الإنسان العليا والنظر إلى الجمال والإنصات إلى موسيقى الحب والحياة .

الكتاب يستحق القراءة لانه ينطوي على ان يعيد الكثير من القراءات التي اختزنتها الذاكرة،القراءات التي لايمكن قراءتها مجتمعة،التي تجعل القاريء يتأمل قليلا ليشعر ببعض المراجعات لما مضى من حياته ويفتح بعض النوافذ على الاتي.