النجاح الإخباري - تحدث الكاتب شيلدون فلغر في كتابه هذا الذي صدر بُعيد فوز ترامب بالرئاسة عن أسئلة عميقة ومستعجلة انتشرت على المستويين الرسمي والشعبي في أميركا، وهي كثيرة وفِي مقدمتها: لماذا فشل الخبراء والإعلاميون والمستشارون السياسيون ومراكز البحوث والإحصاء في قراءة المشهد السياسي الأميركي قبيل الانتخابات؟.

وكيف تمكّن ترامب من قهر منافسته على كرسي الرئاسة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، بعد أن صارت على بعد خطوات من سدة الرئاسة، ضارباً عرض الحائط بكل التوقعات واستطلاعات الرأي، وتأكيدات المحللين السياسيين أن كلينتون هي الرئيس المقبل وستحقق الفوز على منافسها بسلاسة مطلقة.

وقدم الكتاب تحليلا موضوعياً لكيفية تحقيق دونالد ترامب لما كان يُعتبر أمراً مستحيلاً في الولايات المتحدة، بما يسميه مؤلفه فلغر الزلزال السياسي في البلاد، وهو ما حمله اسم الكتاب أيضاً.

كما وفر فلغر في كتابه منظوراً جديداً لحملة ترامب الانتخابية، مبتعداً عن الصور النمطية الحزبية التي عادة ما تسيطر على أي نقاش حول قدرات ترمب وإمكانياته القيادية التي حسمتها الانتخابات الرئاسية الماضية.

واشار في كتابه الى أن أميركا تشهد ثورة جذرية في الشؤون السياسية الداخلية والخارجية في آنٍ، وظاهرة ترمب ما هي إلا نتيجة لتباعد التيارات السياسية الأميركية بعضها عن بعض، وللاغتراب المتزايد والسخط الشعبي الأميركي من أداء النخب السياسية المخيب للآمال.

ولا يكتفي الكاتب بأن يدرج الفضائح التي رافقت الحملة الانتخابية لترامب الشخصية منها والسياسية، ولا بالحديث فقط عن مساوئ هذا القادم الجديد إلى سدة البيت الأبيض، بل يكشف أيضا الفشل السياسي لدى النخبة السياسية الأميركية سواء على مستوى الولايات أو على نطاق العاصمة  واشنطن، حيث نال ترامب الرئاسة بشعار وجهه إلى الحكومة المترهلة في عهد الديمقراطي أوباما، ويقول هذا الشعار: "سنجفف المستنقع".