نابلس - ديما العاصي - النجاح الإخباري - فرضت جائحة فيروس كورونا المستجد في العالم، واقعاً غير معتاداً للعائلات في الحجر المنزلي، جراء فرض منع الحركة من قبل الحكومات في العالم، في خطوة إجرائية وقائية للحد من تفشي الفيروس المستجد، الذي ينهش في أجساد البشرية على مدار الساعة، لكن هذا الحجر له جانبان، أحدهما جانب مضيء وايجابي، وآخر جانب سلبي على العائلة الواحدة.

الدكتور شادي أبو الكباش مدير مركز الاستشارات والصحة النفسية في جامعة النجاح الوطنية أوضح في حديث لبرنامج هوانا الوطن الذي تبثه فضائية النجاح وتقدمه الزميلة نغم إسماعيل، أن الوضع السابق لفيروس كورونا، كان الآباء والأمهات يقضون ساعات طويلة خارج المنزل ولا يلتقون لساعات طويلة داخل المنزل، فالأب يمارس دور السلطة في الساعتين أو الثلاثة التي يتواجد بها في المنزل؛ والآن مع الوضع الجديد تضاعفت الساعات والفترات وأصبح طوال اليوم في المنزل ما خلق أجواء جديدة، وهو ما يحتم على الأب أن يغير في دوره ويصبح أقرب لأبنائه وزوجته، ويتعامل بمرونة ويتأقلم مع الواقع الجديد ويبتعد عن السلبيات واستثمار هذه الفرصة في المنزل مع أفراد أسرته واستغلالها لتحسين العلاقات الاسرية.

ونصح الدكتور أبو الكباش بتنظيم الوقت لكل الاعمال في فترة الحجر المنزلي، والتقرب أكثر من بعض وتبادل الأدوار مع جميع أفراد الأسرة وبين الأبناء.

وشدد على أن إمكانية التكيف هي من أهم الامور التي يجب علينا القيام بها في هذه الظروف ، موضحاً أن التغيير في النظام اليومي يخلق أجواء جديدة مثل القيام بالعديد من الأعمال المختلفة وخلق الأفكار الجديدة لتجديد الطاقات.

ونصح بعدم تضييع أوقات اليوم للأطفال دون عمل أشياء مفيدة، بل تقسيم وتوزيع الوقت للدراسة وتخصيص وقت للترفيه واللعب ووقت للثقافة العامة لتغيير وتحسين النفسية.

وبالنسبة للدعم الأسري لكبار السن حيث التواصل معهم بشكل دائم خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي تسمح بشكل كبير لتقريب الجميع لخصوصية الاتصال المباشر مع الصورة.

الجانب السلبي والعنف الأسرى

وعن حالات الطلاق والعنف الأسري خلال فترة الحجر المنزلي، أشار الدكتور أبو الكباش أن هناك نسبة ليست قليلة في المجتمعات العربية، وأضاف أن نسب الطلاق والعنف الاسري في بريطانيا في زيادة كبيرة بسبب تواجد الزوجين فترة طويلة في المنزل حيث الضغوطات اليومية وتقلب المزاج والنفسية تدخل الشريك في شؤون الآخر وتؤثر سلبا على العلاقات الزوجية.

ودعا الأخصائي أبو الكباش الأزواج إلى التركيز على النواحي الايجابية وهي فرصة ممتازة للتقرب وتحسين العلاقات بين أفراد الاسرة بشكل عام، ولإنجاز وتنفيذ كل المهام التي لم يكن لها وقت في السابق وتنمية بعض المواهب حيث الوقت الكافي، والابتعاد بشكل كامل عن النواحي السلبية للحفاظ على استقرار الأسرة.