نابلس - النجاح الإخباري -
مع استمرار العدوان على قطاع غزة تتفاقم أزمة الجوع وبدأ الأطفال الصغار يموتون جوعاً بعدما باتت الأمهات غير قادرات على أرضاعهم بسبب قلة التغذية.
وبحسب وزارة الصحة بغزة، ففي مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، توفي خلال الأيام الأخيرة 15 طفلا كانوا يعانون من سوء التغذية أو الجفاف.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء، الليلة الماضية، أنها حصلت على مقطع فيديو التقط يوم السبت لكمال عدوان، تظهر فيه امرأة تبكي على جثة ابنتها الرضيعة.
وسمعت الأم وهي تبكي: "ابنتي، ابنتي الحبيبة، ابنتي اللطيفة توفيت".
وأضافت وهي تبكي، أن الابنة التي تدعى ميلا، كانت تعاني من نقص الكالسيوم والبوتاسيوم.
وقال الممرض أحمد سالم الذي يعمل في وحدة العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان إن أحد أسباب وفاة الأطفال هناك هو أن "الأمهات أيضًا جائعات".
وأضاف أن الأمهات لا يستطعن إرضاع أطفالهن بينما لا يوجد بالمستشفى حليب صناعي.
وقال إن ذلك أدى إلى وفاة أطفال في وحدة العناية المركزة وآخرين في الحضانات أيضا.
وأشارت وكالة رويترز في تقريرها إلى أن فريقها زار مستشفى العودة في رفح، ولاحظ أطفالاً هناك بدوا هزيلين، مع عيون منتفخة، وبعضهم أيضًا لديه حفاضات كبيرة جدًا بالنسبة لحجمه.
وقالت إحدى الممرضات في المركز الطبي إن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وأمراض مختلفة يدخلون إلى المستشفى بأعداد متزايدة.
وقالت عمة أحد الأطفال الصغار هناك، أحمد كنعان، لرويترز إن وزنه انخفض إلى النصف في الأشهر الأخيرة.
وتابعت: "قبل الحرب، كان وزن الصبي 12 كجم... وفي الشهرين الأخيرين تقريبا كان وزنه 6 كجم. وحالته تتدهور كل يوم. الله يجيرنا مما سيأتي".
وفي نفس المركز الطبي في رفح، تم إدخال صبي يبلغ من العمر 12 عامًا يُدعى يزن الكفارنة إلى المستشفى - وقد سلطت تقارير وسائل الإعلام العربية الضوء على وفاته أمس، حيث ظهرت صوره وهو يبدو هزيلًا للغاية.
وتشير رويترز إلى أنه عندما زاروه هناك في اليوم السابق، في اليوم الأول، كان لا يزال على قيد الحياة، ولكن كان يبدو نحيفًا وشاحبًا للغاية.
وتحدثت وكالة الأنباء مع طبيب عالجه في مستشفى آخر برفح، قبل نقله إلى مستشفى العودة، وبحسب قوله فإن الكفارنة يعاني من شلل دماغي ويعتمد على نظام غذائي محدد من الحليب المخفوق والفواكه غير المتوفرة حاليا في القطاع.
ويقول الطبيب الدكتور جابر السحار أن الكفارنة توفي بسبب سوء التغذية، وهو ما صرح به أيضا السفير الفلسطيني رياض منصور الليلة الماضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت والدة الكفارنة أم يزن لرويترز أثناء زيارة فريق الوكالة -قبل وفاة طفلها- إنها لم تغادر سريره في الأيام الأخيرة.
وتابعت: "لقد تغيرت حياته 180 درجة. كان يأكل البيض والموز والفواكه، كنت أخلط له الطعام. كل هذا لم يكن متاحا له.. أثر على صحته".
وزاد الليلة الماضية رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من صدمة العالم من محنة الجوع التي يعيشها أطفال غزة، حيث أفاد بأن فريقا من المنظمة زار مستشفيي العودة في رفح وكمال عدوان في بيت لاهيا.
وذكر أنه تم اكتشاف "نتائج مروعة" خلال هذه الزيارات: "الأطفال يتضورون جوعا".
وأشار إلى أن هذين المستشفيين يعانيان أيضا من نقص حاد في الوقود والغذاء والمستلزمات الطبية.
وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن أزمة الجوع في غزة "أمر لا مفر منه"، وقدرت أن ما لا يقل عن 576 ألف فلسطيني في جميع أنحاء القطاع - أي ربع إجمالي سكان القطاع - على بعد "خطوة واحدة" من المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن واحداً من كل ستة أطفال تحت سن الثانية يعاني بالفعل من سوء التغذية الحاد.
ودعت الأمم المتحدة إلى "إغراق" غزة بالمساعدات الإنسانية، وحملت الاحتلال الإسرائيلية مسؤولية انخفاض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل للقطاع.