نابلس - النجاح الإخباري - انتقادات كثيرة طالت التطور الرقمي وسلبياته وسيطرته على عقول الشباب وسرقته لوقتهم واهتماماتهم ، مما أثار القلق حول تأثير ذلك على توجهات الجيل الجديد، ومدى انعكاسه على قضايا الأمة والوطن.

حتى أتت الأحداث الأخيرة في فلسطين لتثبت عكس ذلك، وتظهر قدرة العالم الرقمي على قيادة الأحداث وتوجيهها، وكيف يمكن لفرد ان يخلق من حسابه الشخصي مكانا لنقل الحقيقة ومن كلماته إنعاشا للعزيمة.

حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة بكل أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني، التي بدأت بمناصرة المتابعين لأهالي حي الشيخ جراح في القدس وحقهم في الدفاع عن أرضهم ومنازلهم، بعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين المستمرة عليهم، لذلك استخدم اللون الأحمر في الصور كإشارة للتضامن معهم ضمن هاشتاغ #انقذوا حي الشيخ جراح.

وما إن بدأ عدوان الاحتلال على غزة التي دافعت عن القدس والمسجد الأقصى، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات معاناة الأبرياء الذين ارتقوا شهداء او اصيبوا او فقدوا عائلاتهم، الأمر الذي اثار مشاعر الغضب والحزن والألم في قلب كل من يشعر بالإنسانية، وخاصة كل فلسطيني عاجز عن تقديم العون لهم، لذلك انطلقت مسيرات ومظاهرات في مناطق الداخل المحتل ومحافظات الضفة نصرة للقدس وغزة.

وأطلق النشطاء عدة هشتاغات، وسط قيود عديدة على المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية من قبل سياسة منصات التواصل الاجتماعي، إلا ان ذلك لم يمنع ابدا رواد هذه المواقع من تكثيف التعليقات والهاشتاغات المناصرة لفلسطين، رغم تحذيرات بإغلاق حساباتهم او تقييد وصول منشوراتهم.

ولكن لتحقيق الهدف من التضامن الإعلامي، وعدم ضياع الجهود، يجب التوعية بطريقة النشر، حيث ينصح بمراعاة خوارزميات التطبيقات المختلفة، وتعمد نشر محتوى بعيد عن القضية والأحداث، لاستمرار وصول المضمون للمتابعين كافة.

لذلك ايضا توجهت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية برسالة للمواطنين، لتوضيح أهمية توحيد صيغة الهاشتاغات لتبقى ترند عالمي، واعتماد الثلاثة الأكثر تداولا وهي #gazaunderattack و #genocideingaza savessheikhjarrahKو#

كما دعتهم لتغيير خاصية المنشور إلى عام وليس للأصدقاء فقط لضمان أكبر وصول ممكن.

كما يرجى عدم التفاعل مع محتوى الاحتلال الاستفزازي وإن كان بتعليقات سلبية، لأن ذلك يساعدهم على الانتشار ويزيد من احتمالية حصولهم على تفاعل ايجابي.

نستطيع الانتصار في معركة الهاشتاغ، لأننا أصحاب الحق والحقيقة، ولأن مشهد الموت والدمار الذي ننقله، يدمي القلب ويبكي الحجر، وما علينا إلا إيصاله للعالم لينطق بالإنسانية.