النجاح الإخباري - تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات انتقامية ضد الأسرى الفلسطينيين، بينما يظل الأمل في التحرر متقدماً في قلوب الأسرى وأسرهم.

في حديث خاص مع خالد أبو عمار، ، تم تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، وآمالهم في الحرية وسط التحديات اليومية، من التعذيب الجسدي والنفسي إلى عمليات الإبعاد والانتقام الممنهجة. التقرير يستعرض هذه الانتهاكات، وتداعياتها على الأسرى، وكيف يواصلون مقاومة هذا القمع بعزم وصبر، مهما طال الزمن.

الإبعاد والانتقام

مدير عام هيئة شؤون الأسرى في نابلس خالد أبو عمار أعلن في حيدثه لـ"النجاح" أن 586 أسيراً فلسطينياً محكومين بالمؤبدات، وقد تم إطلاق سراح نحو نصفهم، أي ما يقارب 250 أسيراً، في خطوة قد تُعتبر إنجازاً في سياق طويل من النضال. ورغم هذه الإفراجات، فإن العديد من الأسرى يتم إبعادهم إلى الخارج، في إجراءات وصفتها هيئة شؤون الأسرى بأنها انتقامية تهدف إلى معاقبة الأسرى وأسرهم.

وقد أبرز أبو عمار حالات عدة لأسرى تم إبعادهم، مثل أسرى عائلة أبو حميد، الذين تعرضوا لمنع والدتهم من السفر للقائهم، وكذلك الأسير منصور موقدة، الذي تعرض للإبعاد رغم كونه مقعداً.

انتهاك ممنهج

ومنذ السابع من أكتوبر تضاعفت أسايب القهر والتعذيب والتنكيل بالأسرى، في ظل حكومة يمينية متطرفة وتصريحات بن غفير الانتقامية، ما فاقم معاناة الأسرى، وأشار أبو عمار إلى أن الأسرى يتعرضون بشكل مستمر لأشكال متعددة من التعذيب، ما بين التعذيب الجسدي والنفسي.

وأوضح أن السجون الإسرائيلية أصبحت بمثابة جبهات حرب ضد الفلسطينيين في ظل ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات لحقوقهم الأساسية.

وتؤكد التقارير الحقوقية أن الأسير الفلسطيني لا يلقى فقط تعذيبًا جسديًا بل أيضًا انتهاكات طبية وحرمانًا من العلاج، في وقت تتواصل فيه عمليات الإذلال والضرب المبرح خلال عمليات الاقتحام في السجون.

تباين في المعاملة

وأشار أبو عمار إلى تباين المعاملة بين الأسرى الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة،فالأسرى الفلسطينين تعرضوا للتعذيب والظلم داخل السجون في المقابل يتم الاعتناء ومعاملة أسرى العدو بكل ايجابية وأخلاقية: " أكبر مثال على ذلك الأسير الروسي الكسندر الذي قال لو عدت إلى غزة سأقاتل معكم وهذا يدل على حسن معاملة المقاومة مع أسرى العدو".

حكايات الصمود والمقاومة

ورغم قسوة السجون الإسرائيلية، فإن الأمل في الحرية يبقى هو الحافز الرئيس للأسرى الفلسطينيين. في حديثه، أكد أبو عمار أن الأسرى الفلسطينيين يتمتعون بروح مقاومة عالية، تزداد قوة في وجه عمليات الانتقام والظلم. يتمنى الأسرى العودة إلى أحضان وطنهم وأسرهم بعد عقود من المعاناة، وذلك عبر أي وسيلة ممكنة.

ويواصل الاحتلال ممارسة عمليات الإبعاد كأداة انتقامية، حيث تمنع العائلات من لم شملها مع أبنائها، كما هو الحال مع عائلة أبو حميد، وهو ما يضاعف معاناة الأسرى وأسرهم.

برامج الاستقبال وضرورة الحماية

وأشار أبو عمار إلى وجود عدة برامج لتأهيل الأسرى بعد الإفراج عنهم، لكن بشرط عدم تعريضهم للخطر. وهذه البرامج تهدف إلى دمج الأسرى في المجتمع الفلسطيني بعد معاناتهم الطويلة داخل السجون. إلا أن الاحتلال يستمر في عرقلة هذه الجهود بتصعيد عمليات القمع والاعتقالات بحق الفلسطينيين.

وقد طالب أبو عمار المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية باتخاذ خطوات عملية لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته المستمرة، من خلال فرض عقوبات صارمة عليه، بما يساهم في إحداث ضغط على حكومات الاحتلال لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.

الأسرى الفلسطينيون يواجهون حربًا طويلة لا تنتهي، لا تقتصر على السجون فقط، بل تشمل حياتهم اليومية بعد الإفراج عنهم، في ظل إمعان الاحتلال في تنفيذ سياسات الإبعاد والانتقام. ولكن، رغم كل ذلك، يبقى الأمل في الحرية والتخلص من الاحتلال هو الهاجس الأسمى لكل أسير، رغم العذابات المستمرة، وتظل أماني العودة إلى الوطن وأحضان الأهل، بمثابة الوقود الذي يحركهم نحو استمرار النضال والمقاومة.