النجاح الإخباري - رغم ما تمر فيه فلسطين من آلام ونكبات، أحيت المدارس في مختلف المحافظات يوم القراءة الوطني، في مشهد يعكس إصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بالعلم والمعرفة كوسيلة لبناء المستقبل، رغم كل التحديات.
فعاليات هذا اليوم، التي عمّت مدارس الضفة الغربية وقطاع غزة، حملت رسائل الأمل والإبداع، لكنها في الوقت نفسه لم تغفل جراح غزة، حيث المدارس والجامعات المدمّرة شاهدة على جرائم الاحتلال، التي حرمت الطلاب من التعليم، بالقتل والهدم والتدمير.
إشراقة القراءة في بيت وزن
في مدرسة شهداء بيت وزن الثانوية المختلطة، كان يوم القراءة الوطني مناسبة مميزة، أضاءت أروقة المدرسة بالأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى ترسيخ حب القراءة بين الطالبات.
مديرة المدرسة، الأستاذة نورا أبو عيشة، وصفت اليوم بأنه تجربة ثرية وممتعة للطالبات والمعلمات على حد سواء. وقالت:
"لن قوم نقرأ وبالقراءة والعلم نرتقي، هذا اليوم كان مميزًا ومليئًا بالفعاليات التي أوضحت للطالبات أهمية القراءة ودورها في توسيع مداركهن والارتقاء بمستوى خيالهن وأفكارهن. كما أن الاستعداد لهذه الأنشطة خلق روحًا من التعاون والانسجام بين الطالبات والمعلمات".
وأضافت أبو عيشة أنها لمست إقبالًا واضحًا من الطالبات على اقتناء الكتب وتبادلها، مما يعكس أثر هذه الفعاليات في تعزيز حب القراءة.
الفعالية شهدت حضور عدد من الشخصيات المؤثرة التي ساهمت في تحفيز الطالبات على القراءة، من بينهم الصحفية منال الزعبي، التي شاركت بمحاضرة حول أهمية القراءة والكتابة الإبداعية، وتوجيه نصائح للطالبات حول استثمار الوقت والعمل على بناء الذات بوضع أهداف تنمي القدرات والمهارات.
ونوّهت إلى أن أهمّ الكتب وأجدرها بالقراءة هو كتاب الله عز وجل، وسيرة نبينا الكريم، ثم كتب القضية الفلسطينية التي تبقي الجيل على صلة بأحقيتهم بأرضهم، ثم الكتب التي تثري الثقافة وتبني الفكر.
بدوره شارك الكاتب خليل ناصيف تجربته مع الكتابة، متحدثًا عن أسس الإبداع الكتابي وأهمية القراءة كأداة رئيسية للإلهام، وأجاب عن تساؤلات الطالبات بهذا الخصوص.
بينما أضافت الحكواتية عبيدة أبو عيشة لمسة فريدة من خلال سرد الحكايات التي أثرت خيال الطالبات وشجعتهن على الانخراط في عالم الحكاية والكتابة.
واختتمت مديرة المدرسة أ.نورا أبو عيشة الفعالية بتقديم شكرها لجميع المشاركين:
"شكرًا من القلب على طيب حضوركم وعلى كل ما قدمتموه اليوم من معلومات ونصائح حفزت الطالبات على القراءة بشكل مستمر".
غزة... ألم القراءة وأمل الصمود
في الوقت الذي ضجت فيه مدارس الضفة بطقوس القراءة، حملت غزة جروحها الثقيلة حيث حطّمت آلة الحرب كل شيء، بدءًا من المدارس التي باتت أطلالًا، وصولًا إلى أحلام الطلاب الذين غيّبتهم الشهادة أو ظروف الحرمان من التعليم.
لكن رغم كل ذلك، يظل هناك شعاع أمل يتسلل عبر الركام. مؤسسات فلسطينية ودولية تبذل جهودًا حثيثة لإعادة تأهيل المدارس وتقديم الدعم النفسي للطلاب، تأكيدًا على أن القراءة والتعليم هما الوسيلتان الأقوى لمواجهة الظلم وبناء المستقبل.
رسالة يوم القراءة
هذه المناسبة الوطنية في فلسطين تتجاوز الاحتفاء بالكتب لتصبح رسالة تحدٍّ للعالم. رسالة من شعب يرفض الانكسار رغم قسوة الواقع. حيث يُظهر الفلسطينيون أن القراءة ليست مجرد وسيلة للحصول على المعرفة، بل هي رمز للصمود والبقاء، وإشراقة أمل تعيد للحياة معناها. ما يعكس صمودهم وتحديهم رغم مجازر الاحتلال وجرائمه، ويدلل على قدرة الفلسطينيين على تحويل الألم إلى إبداع، واليأس إلى إصرار.
يرفعون شعار "بالقراءة نحيا" ليؤكدوا للعالم أنَّ الحلم الفلسطيني لن يُدفن تحت الركام.
مقتطفات من الفعالية: