نابلس - النجاح الإخباري - نتفق جميعاً على أن عصرنا الحاضر هو عصر التقدم العلمي والتقني، ومع التطور السريع في وسائل التسلية والترفيه إلا أن هناك ظاهرة انتشرت وسيطرت على حياة الأفراد في هذا الزمن، ألا وهي ظاهرة الاغتراب بشتى أنواعه ومظاهره، حيث إن الاغتراب سمة مميزة من سمات الإنسان، وإن اغتراب الفرد هو قدرته على الانفصال عن وجوده في المجتمع والتعايش مع أفراده

وأخذت هذه الظاهرة بالانتشار بين طبقات مختلفة من المجتمع حتى وصلت   كبار السن، إذ إن ظروف الحياة رافقت التقدم الحضاري وجعلت مشكلاتهم تتزايد، وأخذ ينظر إلى الشيخوخة وطول العمر بأنه نقمة لا نعمة، وما يصاحب هذه الفترة من العمر من تغيرات جسمية ونفسية وعقلية التي تؤدي إلى درجات متفاوتة من العجز الذهني والنفسي والبدني، وبالتالي يعانون من عدم الاستقرار وقلة الشعور بالأمن، والقلق الدائم والإحباط والانسحاب وعدم القدرة على اتخاذ القرار بعد تقدمهم في العمر وعجزهم.

تقول الاخصائية النفسية منال الشريف، للنجاح الإخباري، إن كبار السن أكثر عرضة للمعاناة من حوادث مثل مشاعر الحزن والحداد، أو انخفاض الوضع الاجتماعي والاقتصادي في ظل التقاعد، أو العجز، وكل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى العزلة، وفقد الاستقلال، والشعور بالوحدة، والضيق النفسي لدى كبار السن.

وأضافت، من الضروري الاهتمام بهذه الفئة والانشغال مع الأصدقاء ومنحها الفرصة للتعبير عن مشاعرها، و عدم المبالغة في رعاية كبار السن وإشعارهم بعجزهم، ما ينعكس على نفسيتهم ومنها إحاطتهم بالأجواء الإيجابية وإبعادهم عن الأشخاص السلبيين والأخبار المحبطة، وملئ أوقاتهم بهوايات، مثل الزراعة والأشغال اليدوية والفنون والذهاب للنوادي الثقافية أو الرياضية، ولا سيما أن كثيراً من هذه الفئة يتمتعون بصحة جيدة.

كما أن رعاية هذه الفئة تقع على على عاتق أبنائهم بالدرجة الأولى، و أن الصحة النفسية لها تأثير على الصحة البدنية والعكس صحيح، فإن كبار السن الذين يعانون من ظروف صحية بدنية،  لديهم معدلات اكتئاب أعلى من أولئك الذين هم في حالة طبية حسنة وعلى العكس من ذلك صحيح.