نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - من جديد تعود الحياة لقطاع الصناعة في الخليل، حيث أثر وقف الاستيراد من الصين على انتعاش صناعة الأحذية على وجه التحديد.
وتعتبر مدينة الخليل، قلعة الاقتصاد الفلسطيني ذي الصيت المميز، الحاضرة بصناعتها الفريدة وتجارتها في الأسواق المحلية والدولية، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها وتهدد استمراريتها.

وتختص مدينة الخليل، بصناعة الأحذية التي تعتبر بمثابة "ركيزة أساسية" بالنسبة لصانعيها، ويُساهم في إنتاجها الرجال والنساء والأطفال، من خلال المصانع المنتشرة في جميع أنحاء المدينة.
 وأكَّد رئيس اتحاد الصناعات الجلدية في مدينة الخليل، حسام الزغل على أنَّ وقف عمليات الاستيراد من الصين فتح آفاقا جديدة لإحياء صناعة الأحذية في الخليل وتسويقها عبر الضفة وغزة.
وأضاف لـ"النجاح الإخباري"، أن هذا القرار الذي سيستمر حتى شهر نيسان القادم سيفقد المستوردين الموسم في الداخل المحتل والضفة على حد سواء، ما يتيح الفرصة لأنتعاش البضاعة الخليلية وزيادة انتاجها.
وأوضح أنه من المتوقع أن يصل الانتاج لكميات كبيرة لتغطي احتياجات السوق التي تصل لما يقارب 18 مليون حذاء سنويا ما سيؤثر إيجابيا على جميع الأصعدة.
ولفت إلى إنَّ هذه الحالة التي فرضت نفسها ستتطلب تشغيل أيدي عاملة ما يدفعنا لتدريب أكبر عدد والاستعانة بأيد عاملة من قطاع غزة.  

وفي السياق يقول صاحب محل أحذية في مدينة الخليل: "هناك مدابغ عمرها أكثر من 200 عام،في الخليل، ازدهرت حتى عام 2000 إذ بدأت بالتراجع إثر دخول البضائع العالمية وعلى رأسها الصينية للأسواق".
وأضاف: "كان لدينا ما يقارب 800 منشأة يعمل بها 35 ألف عامل، ثم تراجعت بسبب عولمة السوق وتقلصت لتصل 280 منشأة يعمل بها مابين 5000-6000 عامل فقط!.

وأضاف تاجر آخر بأنَّ انتاج الخليل من الأحذية كان يغطي السوق المحلي بالكامل، ومنتجاتها تضاهي المنتجات الأوروبية كما أن الأسعار بمتناول الجميع.
وأوضح أنه كتاجر يفضل المنتج المحلي على المستورد من حيث الجودة والضمان "إذ لدينا شركات ومصانع لامعة وتمنح الكفالة على بضاعتها".
ولفت إلى أن غزو الشركات العالمية لمواقع التواصل الاجتماعي شتتت الذوق العام للزبائن ورفع من سقف تطلعاتهم حتى إن الموديلات المحلية لم تعد ترضي بعضهم رغم جودتها.
وأكَّد أن هناك رقابة على هذه الصناعة وفق شهادة الآيزو بالإضافة لرقابة الشركات والمصانع ذاتها على استيفاء المنتج للشروط التي تضمن جودة عالية

يشار إلى أنَّ صناعة الأحذية في الخليل هي صناعة وطنية محلية عانت سياسات العولمة والانفتاح وعدم حماية المنتج الوطني، وبعض الاتفاقيات الدولية الاقتصادية التي حاصرت إنتاجها فباتت تصارع للحفاظ على أصالتها.
 وبعد أن تعرض قطاع صناعة الأحذية لضربة قاضية في ظل فتح الاستيراد، ما انعكس سلباً على الإنتاج والتسويق والدخل الفلسطيني، و تسبب بإغلاق مئات المصانع والورش المختصة بصناعة الحذاء الخليل، إلا أنه يقدَّر لها الحياة من جديد.