غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - اشتكى العديد من المواطنين في قطاع غزة من أزمة غاز الطهي التي ما تزال تراوح مكانها منذ حوالي أسبوعين، خصوصاً في ظل تظليل وزارة مالية غزة (التابعة لحركة حماس)، لهؤلاء المواطنين وعدم الحديث بوضوح عن أسباب الأزمة وماهيتها.

وفي ظل تكتيم جهات الاختصاص تحدث مراسل "النجاح الاخباري" مع أحد موزعين غاز الطهي شمال قطاع غزة، الذي طلب عدم ذكر اسمه،  أكد أن هناك أزمة خانقة بالفعل في غاز الطهي.

وأشار إلى أن الجهات الاختصاصية تكتم في عملية كميات الغاز المدخلة للقطاع، مشدداً على أنه لا أحد يعلم حتى الآن أسباب هذه الأزمة.

والجدير ذكره، أن حكومة حماس في غزة تحجب المعلومات عن كميات الوقود والغاز التي يتم استيرادها من مصر، ويتم بيعه في السوق بسعر المستورد من الجانب الإسرائيلي رغم الفارق الكبير في السعر، وعدم خضوع المستورد من مصر الى اتفاقية باريس الاقتصادية، إضافة لرخص ثمنه مقارنة بالإسرائيلي.

المواطن أبو العبد مطر، يقول لمراسلنا أن اسطوانة الغاز لا تزال عند أحد الموزعين منذ أسبوع ونصف، "وفي كل مرة أقوم بالاتصال به يقول أنه ليس هناك غاز".

وأضاف مطر في حديثه: "بعض المسؤولين في غزة يقولون أنه ليس هناك أزمة، وعندما نذهب للموزع يقول بأن هناك أزمة، من نصدق؟؟!

أما المواطن خالد أبو حمد فعبر عن استيائه الشديد جراء تظليل المسؤولين في غزة المواطنين، وعدم نشر معلومات كافية فيما يتعلق بأزمة الغاز.

وقال أبو حمد لـ"النجاح الاخباري": "نريد أن نعلم فقط أن هناك أزمة أم لا، ولماذا هناك تكتم وتظليل، كي نكون على بينة"، مشيراً إلى أن غاز الطهي لا يمكن الاستغناء عنه خصوصاً أننا في فصل الشتاء والناس بحاجة إليه.

وتحدث أمس الاثنين بيان بكر مدير العلاقات العامة بوزارة المالية بحكومة غزة عن كميات الغاز التي تدخل قطاع غزة بأنها أقل من السابق لظروف فنية ،موضحاً أن الغاز يدخل من الجانب المصري وليس كما يتم الترويج له.

وأشار بكر  إلى أن الظروف الفنية قَلَلت كميات دخول الغاز وفقاً لتبرير المورد، وتتمثل الأسباب الفنية في انخفاض درجات الحرارة وتقلبات الجو ، مما يؤدي إلى صعوبة نقل الغاز عبر المورد.

وبشأن عدم الاستيراد من "إسرائيل"، قال بكر: "إن قلة الغاز من الجانب "الاسرائيلي" يبرر له بأنه يعود للظروف الجوية.

وفي الوقت الذي تحدث فيه بكر عن وجود أزمة فنية بغاز الطهي، كان له تصريحات يقول فيها استئناف إدخال غاز الطهي إلى القطاع الخميس الماضي.

وفي تصريحات سابقة توقعت مصادر خاصة لـ"النجاح الاخباري" دخول قطاع غزة بأزمة كبيرة في غاز الطهي خلال الأيام القادمة، في حال عدم إدخال الجانب المصري كميات الغاز المطلوبة، منوهاً إلى أن الغاز "الإسرائيلي" لم يكن متوفراً في قطاع غزة بشكل مستمر.

وذكرت المصادر أن وزارة المالية التابعة لحركة حماس في غزة هي من تتعامل مع الجانب المصري في عملية ادخال غاز الطهي للقطاع، ولا دور لشركات الغاز.

وقالت: الشركات الخاصة في غزة لم تتعامل مع الجانب المصري في غاز الطهي والمحروقات، وأن الأمر فقط بيد وزارة المالية التابعة لحكومة حماس"، مشيراً إلى وصول خمس شاحنات من الغاز الإسرائيلي لغزة اليوم لسد احتياجات المواطنين بعد أزمة عدم ادخال الغاز المصري.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه تم تزويد قطاع غزة من الغاز الإسرائيلي بناء على طلب هيئة البترول في رام الله، لافتاً إلى أن الغاز "الإسرائيلي" الذي دخل غزة اليوم يتجاوز الـ 100 طن.

وتابعت: "هذه الكميات محدودة ولم تسد حاجة غزة لغاز الطهي، خصوصاً أننا في أجواء برودة ومنخفضات والمواطن بحاجة للغاز في هذه الأوقات".

حيث تحدث مراسل "النجاح الاخباري" مع مدير هيئة البترول في رام الله، مجدي الحسن آنذاك، وأكد أن تم استيراد غاز الطهي الإسرائيلي لقطاع غزة، بنسبة 30% م حساب الغاز الخاص بالضفة الغربية.

وأكد الحسن أنه سيتم توريد قطاع غزة بالغاز لمدة محدودة للحد من الأزمة التي يعاني منها القطاع، مشيراً إلى أن غزة بالأصل تستورد غاز الطهي من الجانب المصري وليس من خلالهم.

وتوقعت الاقتصاد في غزة اليوم الثلاثاء، دخول غاز الطهي من الجانب المصري خلال الساعات القليلة القادمة.

وأكد الناطق باسم اقتصاد غزة عبد الفتاح أبو موسى، أنه من المحتمل دخول غاز الطهي من الجانب المصري اليوم.

وأضاف: " إذا استمرت الأزمة هناك مشاورات لتعبئة ستة كيلو غاز للمستهلك".

وقالت المالية في غزة، إن السلطات المصرية وعدت بإدخال كميات من الغاز خلال اليوم، لإنهاء أزمة الغاز في القطاع.