غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - يكتظ شاطئ البحر هذه الأيام بالمصطافين ،من الناس في جميع الفئات العمرية ، خاصة في الأيام التي تشهد فيها دراجات الحرارة ارتفاعاً لا يقوى المواطن على تحملها، وارتباك جدول الكهرباء الذي يحرمهم من التخفيف عن أنفسهم بالبدائل من مراوح ومكيفات.

يأتي هذا الاكتظاظ رغم المنغصات في مياه البحر من تلوث العديد من المناطق بالصرف الصحي ، وانتشار أكياس شفافة بيضاء ،تلسع وتترك الجلد محمراً وملتهباً.

قناديل البحر

قناديل البحر تعتبر من الحيوانات البحرية التي تطفوا على شاطئ بحر غزة ، في شهر تموز على وجه التحديد ،منها ما هو سام، والبعض الأخر غير سام ،فالقناديل تنتشر في كل بحار العالم ،لكن النوع الذي يطفو على سطح بحر غزة ،هو غير سام ،وإن ترك الجلد في حالة من الهيجان والاحمرار ،إلا أنه لا يترك سموماً في جسم الانسان .

وهي من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض من فصيلة الرخويات وتتبع اللافقاريات، وتتغذى على بيوض ويرقات الأسماك، والعوالق البحرية الحيوانية، وتظهر في فترات الصيف نظراً لوفرة الغذاء.

وتصل القناديل لشواطئ غزة بأعداد كبيرة، وتفرز مواداً كيميائية حارقة للجلد ،وموجعة في ذات اللحظة بما يفسد على المصطافين لذة الاستمتاع بالسباحة.

وتتعذر السباحة من قبل المواطنين مع وجودها ،وتحمل لسعاتها, فيقوم بعضهم بإخراجها من البحر ،ورميها على الشاطئ ،كي تموت ويذهب مفعول سمها اللاسع.

ومن أكثر المصطافين تأثراً بلسعات القناديل المؤذية ،هم الأطفال الذين لايتحملون لسعاتها المؤلمة ،فيركضون نحو آبائهم ،ويصيحون من الوجع، ولسعة القناديل عبارة "حساسية تلامسية"،بسبب الافرازات ،وعند ملامستها لجلد الإنسان تترك أثاراً مؤقتة على الجلد أو المنطقة المصابة، وتسبب احمراراً وحكة أو ما يشبه "الحرق".

المواطن محسن عبد النبي يقول لمراسلة "النجاح الاخباري" : "في شهر يوليو ، لا نحبذ السباحة في البحر ،لأن القناديل تلاحقنا بلسعاتها ،ولا نسمح لأطفالنا بالسباحة في المياه ،فيبقوا على شاطئ البحر في مكان يستطيعون فيه رؤية القناديل، والهروب منها إن اقتربت."

وتابع عبد النبي" حتى وإن امتلأت المياه بالقناديل سنأتي للبحر ،ونجلس على رماله ،ونستجم ،فهو المكان الوحيد والمتنفس الوحيد لنا في غزة ."

يشاركه الرأي الشاب مدحت المقوسي "30عاماً" يقول لـ "النجاح الاخباري " : "منذ بداية الصيف لم آتي للبحر ، خصوصاً بعد التحذيرات التي كانت بلديات غزة تطلقها حول تلوث مياه البحر بمياه الصرف الصحي ،ولكن في الآونة الاخيرة سمعت بأنهم استطاعوا حل المشكلة وتشغيل مولد لضخ المياه العادمة بعيداً عن البحر ،فقررت أن آتي."

وأضاف:" أنا من الناس الذين يحبون السباحة بشكل كبير ، وأشعر بالحزن وأنا أنظر للبحر الآن ولا أستطيع السباحة فيه ،نظراً لوجود القناديل المؤذية ،فلسعاتها تظل على جلدي أسابيع طويلة ،أقاسي منها الويلات ، وحينما أذهب للطبيب للاطمئنان، فيقول لي بأنه لدي حساسية مفرطة ، لذلك أتلاشى الدخول والسباحة في البحر ، حتى تختفي القناديل نهائياً."

السيدة العشرينية" إم محمد عاشور" والدة الطفلين محمد وسجا ،تقول :" أولادي يحبون المجيئ للبحر ،ويبكون كثيراً اذا ما استجبنا لطلباتهم بالمجيء للبحر، وما إن نأتي حتى يسارعون بالركض نحو البحر للسباحة ،ويظلوا لساعات طويلة في المياه فرحين بتلك الأجواء ، لكن مع وجود قناديل البحر القريبة من الشاطئ تجعلني انتبه على أولادي ،لكي لا تلسعهم تلك الأكياس البيضاء اللزجة والبغيظة ،ومهما انتبهت لهم ،الا أنها تلسعهم ، حتى وان لم تكن على مقربة منهم ،فإفرازاتها الموجودة في المياه ما إن تلامس أجسادهم حتى تبدأ بالهيجان وهم يبدأون بالصراخ والبكاء."

استشاري الأمراض الجلدية د. حازم الآغا قال :" القناديل الموجودة على شاطئ بحر غزة غير سامة ، وإن كانت تترك احمراراً على الجلد يشبه الحرق .

وأكد الآغا  أن الطريقة المثلى للتخفيف وعلاج آثار لسعات القناديل، هي إزالة المادة التي أفرزها القنديل من على الجسم بطريقة آمنة, ومن ثم وضع مادة تمنع استمرار تفاعل المادة الكيميائية على الجسم.

وقدم الطبيب المختص طرقاً للتخفيف من لسعات القناديل وذلك باستخدام السكر والخل المخفف وبيكاربونات الصوديوم على المنطقة المصابة ،فتلك المواد تساعد على تخفيف الآلام، وإن ظل الاحمرار والشعور بالالم ،عليه التوجه للطبيب للعلاج .

ولفت إلى أن الشعور بآثار اللسعات يتراوح ما بين  15 إلى 40 دقيقة في حالة تأخرت المساعدة الطبية السريعة.

ونصح المواطنين بعدم السباحة في الأوقات التي تنتشر بها قناديل البحر ، التي تسبب إفرازاتها حساسية أو ظهور بقع مائية، لافتًا إلى أن لسعة القناديل يتأثر بها الكبار والصغار وهي غير سامة .