غيداء نجار - النجاح الإخباري - منذ أيام  والجميع يترقّب خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعيّة العامَّة للأمم المتحدة المنعقد غداً الخميس، والذي يتوقَّع أن يحدّد معالم المرحلة القادمة.

وفي هذا الصدد رأى محللون سياسيون، أنَّ الخطاب سيكون استثنائيًّا وحادًا، بينما رأى آخرون أنَّه  لن يكون مختلفًا عن الخطابات السابقة سوى بالتشدّد إزاء الإجراءات.

الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ تولي رئيسها دونالد ترامب الحكم، ازداد انتهاكها لحقوق الشعب الفلسطيني، وقد اتّخذت عدَّة إجراءات قاسية وظالمة بحقه، ومنحازة لإسرائيل.

وكانت القيادة الفلسطينيّة قد قطعت علاقتها بالولايات المتحدة بعد قراراتها المنحازة لإسرائيل والتي تؤيد ارتكابها للمزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، تمثلت بداية باعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ومن ثمَّ قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وثالث قرارات ترامب ضد الفلسطينيين؛ تقليص مساعدات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، ومن ثمَّ قرار قطعها بشكل كامل، كما وقطع كامل المساعدات للسلطة الفلسطينية.

كما وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن حجبها (25) مليون دولار، كان من المقرَّر أن تقدّمها كمساعدة للمستشفيات الفلسطينية في القدس، وعددها ست مستشفيات.

هذا وكان آخر قرارات الولايات المتحدة إغلاقها مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ومن بعد هذا العداء والانحياز الأمريكي والإسرائيلي قرَّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوجه للجمعية العامة في الأمم المتحدة الخميس الموافق (27\أيلول الجاري)، لإلقاء خطابه ووضع النقاط على الحروف.

الخطاب سيحدد المرحلة المقبلة

وقال المحلل السياسي نظير مجلي: "إنَّ الرئيس سيطرح الإجراءات الأمريكية الأخيرة الصارمة بحق الشعب الفلسطيني، والتي استهدفت عملية السلام بالمجمل تحت مسمى "صفقة القرن" وانحازت فيها لإسرائيل".

وتابع: "كما وسيناقش قرار إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والمساس بمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالإضافة لموضوع القدس".

وأشار مجلي إلى أنَّ الخطاب سيكون ذات رسالة هامّة تتلائم مع الأوضاع الحاليّة والتي بها تصعيد خطير في العداء الأمريكي للقضية والقيادة والشعب الفلسطيني، وسيحدّد الإجراءات والخطوات الفلسطينية التي سوف يتم اتّخذاها خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف: "الأمر يحتاج إلى وقفة تلفت نظر العالم وتوقظه من السكوت عن هذه السياسية العنصرية التي تسفك الدماء، بحجة أنّه الحل الأفضل للسلام، وطرح المعاناة التي يتعرض الشعب الفلسطيني سواء من السياسية الأمريكية أم الإسرائيلية التي تستخدم  مختلف أشكال الجريمة، وهذا ما سيأكد عليه الرئيس في خطابه".

وأوضح، أنَّ "الأهم في هذا الموقف هي مواجهة الاحتلال بشكل مباشر وأن يكون هناك تطوير لآليات الدفاع السلمية الفلسطينية، وأن نكون يدًا واحدةً".

الثبات على الموقف.. الرسالة الأكثر ترجيحاً

وقال المحلل حسن عبدو: "الثبات على الموقف الفلسطيني، ورفض صفقة القرن وكلّ أشكال التعدي على الشعب الفلسطيني، هي الرسالة الأكثر ترجيحًا سيرسلها الرئيس للمجتمع الدولي".

وأوضح أنَّ جميع القرارات الصادرة من قبل ترامب بحق الشعب الفلسطيني، تؤكّد على أنَّ الرئيس الفلسطيني سيعطي مساحة كبيرة للدفاع بحجم الضرر الذي وقع على الفلسطينينين.

وأشار إلى أنَّ الرئيس الفلسطيني سيشدّد على أنَّ الرعاية الأمريكية للولايات المتحدة لم تعد ممكنة بعد أن أصبحت أمريكا عدوًا للشعب الفلسطيني.

خطاب جدي وحازم

وأكَّد المحلّل السياسي أكرم عطالله أنَّ الرئيس يتحدَّث بجدية خلال الأشهر الأخيرة، قائلاً: "من الواضح أنَّ الرئيس فقد الأمل بالولايات المتحدة بعدولها عن انحيازها والتزامها بالحياد، فالولايات نسفت كلَّ شيء وهي تقف على رأس أعداء الشعب الفلسطيني".

وشدَّد على أنَّ المطلوب حاليًّا هو حراك دبلوماسي أكثر،والعمل على الرأي العام الدولي، فالعالم لا يعرف الكثير عن ما يمرّ به الشعب الفلسطيني وبالتالي لا نتوقع مساندته لنا".

المطالبة بالاعتراف بدولة

وبحسب المحلل طلال عوكل "فإنَّ على القيادة أن تتبنى سياسة جديدة إذ أصبح الصراع مفتوحا مع الاحتلال ولا مجال لدولتين او دولة واحدة لشعبين".

وقال: "الرئيس لن يعلن الحرب على أمريكا، ولكن سيكون موقفه واضحًا ورافضًا للسياسة الأمريكية، فهناك مخططات إسرائيلية - أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، بالإضافة لطرح مشاريع قرارات لتأكيد وتعجيز مرجعية الأمم المتّحدة فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية من القدس، وحق العودة، وأراضي (67) وبالتالي تحسين المرجعية الفلسطينية للحقوق الفلسطينية".

ونوَّه عوكل أنَّه من الممكن أن نكون أمام دعوة من قبل الرئيس موجهة للولايات المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية.

وتابع: "بداية مطلوب من الشعب الفلسطيني إنجاز ملف المصالحة وإنهاء الانقسام، حتى يكون لدينا استراتيجية وطنية وفلسطينية واحدة وقرار واحد".

خطاب الرئيس سيزداد حدة بعد خطاب ترامب

وأوضح المحلل د.رويد أبو عمشة أنَّ خطاب الرئيس في الجمعية العامّة للأمم المتحدة يأتي ضمن الاجتماعات السنوية للجمعية، والتي هي بمثابة برلمان العالم، وتضم رؤساء و زعماء العالم لطرح قضاياهم عبر منبرها، وبالتالي يستغل الرئيس عباس الوضع لعرض قضية الشعب الفلسطيني مرّة أخرى، والحديث عن الوضع القائم وآخر التطورات التي حلَّت بالقضية وأهمها القرارات الأمريكية المتعلّقة بمدينة القدس، وتتمثَّل بنقل السفارة الأمريكية إليها والاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال، في مخالفة صريحة للقانون الدولي وقرارات الجمعية العامةّ ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والقوانين الوطنية الأمريكية، بالإضافة لبحث ما تعرضت له الأونروا والتقليصات الأمريكية والتاكيد على أنَّه يجب على دول العالم دعم الأنروا للقيام بواجبها تجاه اللاجئين  الفلسطينين وتقريع الولايات المتحدة على هذه الإجراءات".

وتابع: "كما وسيتحدَّث الرئيس عن الانحياز الأمريكي العلني لإسرائيل، من خلال الإجراءات التي اتّخذتها من أجل أجبار القيادة الفلسطينية على الرضوخ سياسيًّا".

وأضاف: "قرارات الولايات المتحدة مخالفة للشرعية الدولية كقرار إغلاق مقرّ المنظمة في واشنطن، وبالتالي سيطلب الرئيس دعماً من المجتمع الدولي برفض هذه القرارات وحماية الشعب الفلسطيني دوليًّا، وأنَّه آن أوان استقلال الشعب الفلسطيني ويجب على دول العالم الاعتراف بدولة فلسطين".

وأشار المحلل أبو عمشة إلى أنَّ الرئيس سيلمّح بعد عودته من نيويورك إلى أنَّه سيكون هناك اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني الذي من المحتمل أن يعلن دولة فلسطين تحت الاحتلال وبالتالي سيطالب العالم الاعتراف بهذه الدولة.

وأوضح أنَّ الرئيس سيشدّد بخطابه على أنَّ القدس والمقدسات خط أحمر، والفلسطينيون لا يرفضون المفاوضات من حيث المبدأ كما تزعم الولايات المتحدة، إلا أنَّها يجب ان تتم بمرجعية دولية لا تحت رعاية أمريكية حصرية كما كانت".

وأكَّد على أنَّ الرئيس سيضع العالم والعرب عند مسؤلياتهم، فالنتيجة تكمن بالتفاف العرب ودعمهم للقضية الفلسطينية، والوحدة الفلسطينية، بالإضافة لالتزام الدول الكبرى بالعالم بالقوانين والشرعية الدوليّة.

وبحسب أبو عمشة فإنَّ الرئيس سيعلن أنَّ "كلَّ ما يريده الشعب الفلسطيني هو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف على حدود (67)، وأن يعم السلام المنطقة".

ونوَّه إلى أنَّ خطاب الرئيس سيزداد حدَّة خصوصاً بعد خطاب ترامب بالأمس.