منال الزعبي - النجاح الإخباري -  حلوى الغني وطعام الفقير، يقوي صلب الإنسان، ويمدُّ جسمه بما يحتاجه من طاقة، ويغني عن طعام الأغنياء الثمين، وفي متناول يد الفقير، إنَّه التمر تلك الثمرة التي ذكرت بالقرآن الكريم وارتبط ذكرها بالكرم وحسن الضيافة.

في هذا الوقت من العام ينطلق موسم التمور في منطقة أريحا والأغوار بحضور وزير الزراعة سفيان سلطان،  من مشتل وزارة الزراعة للنخيل جنوب مدينة أريحا.

وشارك في إطلاق الموسم لهذا العام  نائب محافظ أريحا والأغوار جمال الرجوب، ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالمحافظة تيسير حميدة، وممثلون عن قطاع النخيل وقادة الأجهزة الأمنية ومدراء الدوائر الحكومية بالمحافظة.

وفي حديث مع مدير عام زراعة أريحا والأغوار الجنوبية المهندس أحمد الفارس قال لـ"النجاح": " قطاع التمور من القطاعات المهمة القادرة على المنافسة عالميًّا، ولهذا المحصول أهميّة بالغة لجدواه الاقتصاديّة محليًّا ودوليًّا ما يجعل الوزراة تهتم به وتُعنى بأن يكون موسمًا غزيرًا من حيث الإنتاج".

المساحة المزروعة والإنتاج

وأوضح الفارس أنَّ المساحات المزروعة تزداد سنة تلو الأخرى وتزداد معها كميَّة الانتاج، حيث قدّرت لهذا الموسم بـ(18,500) دونم، بما يقارب (260,000) شتلة نخيل في الأغوار.

وبحسب الفارس فإنَّ الإنتاج جاء وفيرًا لهذا الموسم بواقع (9500) طن بزيادة تقدَّر بـ(1500) طن عن الموسم الفائت.

أنواع التمور

وبيّن الفارس أنَّ (95%) من التمور المنتجة في فلسطين هي من التمر المجهول، ذلك النوع التصديري المنافس والذي يسقى بمياه عذبة ويُصدَّر إلى أكثر من عشرين دولة عربيّة وأجنبيّة، بحسب الفارس.

أما في غزَّة فأغلب التمر هو من صنف يعرف بـ "الحياني" وهو للاستهلاك المحلي.

إلا أنَّ المستوطنات الإسرائيليّة وسرقة المياه في الأغوار تبقى عوائق في طريق التمور الفلسطينية بحسب الفارس.

كما تقوم وزراة الزراعة بتنفيذ العديد من المشاريع التي تسمى مشارع الحصاد المائي ومن شأنها توفير كميات المياه.

وعن الجهود التي تبذلها الوزارة قال الفارس: "قمنا بتقديم مدخلات إنتاج للمزارعين، بالإضافة إلى مشروع برك زراعيّة على جانب الأودية لتجميع المياه، وتغيير بعض شبكات الري من (8-4 لتر) لتوفير المياه".

وبيّن أن الوزارة عمدت إلى تغيير وتأهيل الآبار القديمة التي تعود إلى ما قبل عام(1967)،  وكذلك مدّ خطوط ناقلة جديدة لتعزيز زراعة التمور.

ليس هذا فحسب، فموسم التمر في فلسطين من مواسم الجذب السياحي فشجرة النخيل المذكورة في القرآن لجمالها وأهميتها الغذائية والاقتصادية تستقطب التجار والمؤسسات والأشخاص ليشهدوا موسمها.

موسم تقام له المهرجانات والأسواق، ويحظى بالكثير من الاهتمام لمردوده الماديّ الوفير خاصة في مجال التصدير.

ونوّه الفارس إلى أنَّ هناك تعاون مشترك بين وزارة الزراعة والغرفة التجاريّة بخصوص التصدير وشهادات المنشأ،ويقع التصدير على عاتق القطاع الخاص وما تفتحه الشركات الخاصة من أسواق لها.

وبيّن الفارس دور التعاون التركي الفلسطيني بخصوص التمور إذ قدّمت تركيا إعفاءً لـ (1000) طن من التمر الفلسطيني من الجمارك، وسيزور وزير الزراعة الفلسطيني تركيا قريبًا للحديث عن أهمية التمر الفلسطيني وقيمته، لعقد صفقات تجارية.

وبحسب الفارس فإنَّ التمر الفلسطيني لا يواجه أيَّة مشكلة تسويقية، بل يزداد الإقبال عليه طرديًّا تزامنًا مع حملة مقاطعة المستوطنات الإسرائيلية حيث تمَّ إرجاع شحنات من تمور المستوطنات من قبل بعض الدول الأوروبية لإصابتها بتلوّث بكتيري ناتج عن المياه العادمة التي يستخدمها المستوطنون.

بمقاطعة المستوطنات زادت فرصة المزارع الفلسطيني، فبحسب الفارس الذي قال: "صدّرنا العام الماضي (3500) طن، وهذا الموسم من المتوقع تصدير كميّة أكبر وهو مصدر لدر الربح الإقتصادي في مجال العملة الصعبة من الأسواق العالميَّة".

وكان وزير الزراعة سفيان سلطان قد قال بهذا الخصوص: "إن الوزارة تدرك أنَّ المزارع الفلسطيني هو خط الدفاع الأول في حماية الأرض، وحمايتها من غول الاستيطان، والزراعة تدر دخلا على الاقتصاد الوطني، وتواجه معيقات عدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تستهدف الزراعة، والمزارع الفلسطيني".

وتقدّم الغرفة التجارية كلَّ دعم ممكن لتسهيل التصدير وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالغرفة بهذا الجانب، إضافة إلى مساعدة المزارعين التجار والصناعيين، وتوفير قاعدة بيانات ومعلومات وإشراكهم بالمعارض الدولية المهمة ذات العلاقة بالتسويق والترويج للمنتج الفلسطيني.