إيناس حاج علي - النجاح الإخباري - فيلم بيروت الأمريكي من إخراج براد أندرسون وكتابة توني غيلروي ومن بطولة جون هام، حقق الفيلم إيرادات تقدر بـ 5.6 مليون دولار ويبدأ بيروت العرض التشويقي في فيديو قصير مدته 3 دقائق يعرض أحداث من الحرب الأهلية اللبنانية حيث يصور بموسيقى شرقية مدينة مدمرة ومساجد تنظيم إرهابي مسلم.

تدور أحداث الفيلم في عام  1972 حول دبلوماسي أمريكي(مايسون سكايلز) والذي أدى دوره جون هام،  حيث فر من لبنان بعدما قتلت زوجته على يد شقيق طفل يدعى كريم كان قد تبناه هو وزوجته،  ليكشف جهاز المخابرات الأمريكي للدبلوماسي أن الطفل الذي قتل زوجته قائد جماعة مسلمة متطرفة وهو رفيد أبو رجّال المسؤول عن عملية ميونخ الأولمبية واحتجاز رهائن إسرائيليين أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في العام 1972 وعملية مدريد وقائد "ميليشيا التحرير الإسلامي".

نبذة عن عملية ميونخ:

بالرجوع إلى عملية ميونخ والتي بدأت عندما قام ثمانية أفراد من منظمة أيلول الأسود الفدائية في 1972م أثناء دورة الألعاب الأولمبية بالدخول لمقر البعثة الرياضية الأسرائيلية في ميونخ وإحتجاز 11 فرد من الفريق الأوليمبي الإسرائيلي كرهائن وقتل منهم واحد من الرياضين بالإضافة للمدربب بعدما حاولا مقاومة الفدائيين.

كانت مطالب الفدائيين الأفراج عن 200 من المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية من بينهم ريمة عيسى وتيريز هلسة اللتان تم أسرهما إثر عملية مطار اللد التي حدثت في 8 مايو من العام نفسه والفدائي الياباني أوكاموتو وتأمين نقلهم إلى اى دولة عربية.

طلب الفدائيين بتوفير طائرة تقلهم مع الرهائن إلى القاهرة وأقلعت طائرتا هيلكوبتر محملتان بالفدائيين والرهائن إلى مطار "فورشينفليد بروك" العسكري حيث نصب كمين لهم من قبل الموساد والسلطات الألمانية وقام 12 قناص ألماني باحاطة ساحة المطار وأطلقوا النار على الفدائيين الذين أطلقو النار على الكشافات وأضواء المطار ليسود الظلام وتنتهي العملية بقتل 9 اسرائيليين وألماني بالإضافة ل 5 فدائيين.

أحداث الفيلم التي بدأت عام 1982 :

عاد الدبلوماسي بعد الحادثة ب 10 سنوات إلى بيروت ليبدأ الفيلم بمايسون يتحدث كمحاضر في صف جامعي ليقطع حديثه بانفجار ضخم 
و كما يظهر في ترايلر الفيلم يطلب من مايسون تحرير زميل له اختطفته الجماعة الإرهابية التي قتلت زوجته ويتم اختياره من قبل الميليشيا للمفاوضة على حياة زميله بسبب خبرته الطويلة في المفاوضات.

صور الفيلم في المغرب ومن خلال بداية الفيلم تستطيع بسهولة ملاحظة أن المدينة لا تشيه بيروت ولا اللهجة وحتى عدم وجود ممثل لبناني واحد في هذا الفيلم ورفض اللبنانيون الفيلم لأنه  يعيد كتابة التاريخ ويستغل أيضاً ماضي وثقافة لبنان بالإضافة للإهانة الكبيرة التي وجهت للفلسطينين من اللاجئين في لبنان في البداية حيث يظهر مايسون وهو يتحدث مع أشخاص في حفلة عن طبيعة الحياة اللبنانية والوجود الفلسطيني في لبنان بقوله 
"تجدون هنا المسلمون واليهود والميسحيون جميعهم يعيشون مع بعضهم وهذا فوضوي "

ليقول أحد الضيوف " يبدو أن الحديث يطول لذلك أعطني لقطة قصيرة لكي أخبر الناس عنها".

ليقول مايسون " إذا أردت أن تفهم لبنان فكر بمسكن بدون مالك والشيء المشترك بين المستأجرين هو موهبتهم في الخيانة, لذا هؤلاء الناس يعيشون معاً جنباً إلى جنب من قرون عديدة ... وألفا عام من الانتقام وسفك الدماء والثأر والقتل وفي أحد الليالي العاصفة والمطر يتساقط بغزارة يطرق أحدهم الباب... من هناك ... الفلسطينيون ويريدون الدخول وكانوا يملئون المكان بأكمله لا يستقبلهم اي أحد ويشعرون بالبرد والتعب وهم يريدون الدخول وفوراً لذلك دخل المنزل في حالة ارتباك حيث يتجادل المستأجرين حول هذا بعضهم رفض بعنف وبعضهم قال لندعهم يدخلون سيغادرون غداً وبعضهم قال لندعهم يدخلون الليلة وسيكون لدينا حليف ضد عدوي والبعض الأخر كانوا مذعورين اذا أبقوا بابهم مغلقاً لذلك بعد دخول الفلسطينيين للمنزل أدرك الأخرون في المنزل مأساة الوضع وأن الفلسطينييون لا يريدون أكثر من حرق المنزل الإسرائيلي المجاور" لينهي تعريفه بعبارة "أهلا بكم في بيروت"

Beirut’ Supposed to Thrill. Instead It Offended Lebanese and Palestinians from Najah Broadcasting Channel on Vimeo.

يقدم الفيلم واقعاً مغلوطاً عن العاصمة اللبنانية وأيضاً الفلسطينيين والعرب الذين يظهرون كجماعات اهابية عبثية وقاتلة لا تتعامل بلغة الحوار وكل ما يريده الأمريكي هو إنقاذ الحياة واعتبر اللبنانيون الفيلم بأنه "فضيحة" وأدان وزير الثقافة غطاس خوري أول من أدان تصوير الفيلم للعاصمة اللبنانية ، في حين تم إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظر الفيلم.

يظهر الفيلم التخلف الذي كان يحيط بمطار بيروت فالبسطات على مدخل المطار بالإضافة للفوضى والقمامة 

نظرًا لأن نسبة مشاهدة الأفلام الأجنبية منخفضة جدًا في الولايات المتحدة  فإن وجهة نظر هوليود في الشرق الأوسط هي في الغالب وجهة نظر الأمريكيين.

الآراء اللبنانية في الفيلم وطريقة تصويره لبيروت: 

عبر  حبيب بطاح محاضر صحفي في الجامعة الأمريكية في بيروت ومؤسس موقع BeirutReport.com عن رأيه  بفيلم "بيروت" بكلمة واحدة: "مرة أخرى؟"

"هذا ما يحدث في كل أفلام هوليوود تقريباً عن الشرق الأوسط" "الأميركيون والأشخاص البيض هم الضحايا يتم قصفهم. انهم يتعرضون للهجوم والعرب كالعادة وغالباً هم المعتدون".

عندما تبدأ المفاوضات...كيف تم تصوير الفلسطينيين؟

من خلال مشاهدة الفيلم يتم تصوير العرب على أنهم قتلة ومجرمين يصاحب المشاهد موسيقى لا تشبه الموسيقى اللبنانية ونلاحظ أيضاً حضور الكوفية الفلسطينية على رؤوس المجموعة الأرهابية في منتصف الفيلم وارتباط قائد المجموعة بعملية ميونخ التي قادها الفدائيون الفلسطينيون في تشويه واضح للفلسطينيين وتصوير الوجود الفلسطيني على أنه لا يختلف عن الإرهاب واللغة الإنجليزية الركيكة والغير صحيحة بالإضافة لتصوير الفلسطيني على أنه "خائن" ومستغل في الدقائق الأولى من الفيلم.

"يشترط الإرهابيون ( منظمة التحرير الفلسطينية ) للإفراج عن الرهينة الأمريكية المحتجزة أن يقوم الأمريكان بالضغط على إسرائيل للإفراج عن أكبر إرهابي فلسطيني محتجز لديهم هذا الإرهابي الذي لعب دورا مهما في قتل الإسرائيليين المدنيين الأبرياء في عدة عواصم أوربية والمسؤول عن عدة تفجيرات !

وقد اشترط الاسرائيليون على الأميركيين تزويدهم بصور أقمار صناعية للبقاع ومواقع البطاريات وملاجئ الطائرات السورية  وهذا ما رفضه الأمريكان لأنه قد  يهدد العلاقات مع الروس والإتحاد السوفيتي سابقاً لكنهم بالنهاية خضعوا وكانت النتيجة تدمير البطاريات والطائرات السورية فوق البقاع والهرمل.

وقال الناقد السينمائي يوسف الشايب تعقباً على الفيلم وطريقة تصويره للفلسطينين: 

"مزعج"

"من الواضح أن الفيلم هو رؤية استشراقية لموضوع الحرب الأهلية اللبنانية ولا تختلف كثيراً عن الأفلام التي تحدثت عن الفلسطيني والعربي والمسلم".

ويقدم فيلم بيروت صورة سيئة عن المقاومة الفلسطينية وصورة تسيء ليس فقط للنضال الفلسطيني في ثمانينات القرن الماضي في بيروت ولكن أيضاً تسيء لجهات لبنانية ولبنان أيضاً في المجمل وبين فترة وأخرى تطل علينا من هولييود هكذا أفلام تصور الفلسطينيين والعرب والمسلمين على أنهم ارهابيين وبأنهم همج.

وفي هذا الفيلم لا يمكن الجزم بأنه موجه بالدرجة الأولى ضد الفلسطينيين ولكن التوقيت الذي لربما يدفعنا للتساؤل حيث بدأت عروضه ما بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال والترويج لما يوصف بصفقة القرن هذا من جهة ومن جهة أخرى يحمل الفيلم نظرة استعلائية واستشراقية بعيدة عن الواقعية في تعاطيه مع الحرب الأهلية في لبنان والتي كان الفلسطينيون بشكل أو بأخر جزءاً منها بالتالي ليس الفلسطينيين هم الحدث الأساسي ولكن هم موجودون وبرأيي تم التعامل مع وجودهم بعدم دقة وتشويه لا ندري هل هو مقصود أم لا

ولكن من يتابع سينما هوليوود يتسطيع أن يكتشف بدون جهد هناك بعد سياسي في كثير من الأحيان وفي غالبية الأحيان التي تنتج من هذه السينما عبر تشويه من هم "أعداء أمريكا" حيث نرى في فترة الحرب الباردة تشويه كبير للسوفييت وهناك تشويه كبير للأفغان والعراقيين على وجه التحديد في حرب العراق وفي بعض الأفلام الآن يتم تشويه صورة اللبنانيين والسورييين وخاصة ما يتعلق ب حزب الله وأيضاً هناك تشويه للفلسطينيين باستمرار وربما هذا الفيلم ليس الأسوأ ولكن التوقيت هو السيء وباعتقادي يجب مشاهدة الفيلم أكثر من مرة حتى يتم تكوين  رأي معمق عنه وباعتقادي يجب على الجهات المعنية في فلسطين أن تطلع على الفيلم لتأخذ موقفاً شعبي أو رسمي وهنا أتحدث عن مثلاً عن حركة المقاطعة PDS  ووزارة الاقتصاد وغيرها وبالتالي كما صدر بيان في لبنان وفي حال تم الإجماع على أن الفيلم يسيء لفلسطين سيتم اتخاذ اجراءات.

ولكن سياسة هوليوود في هذا الوقت تظهر من خلال  الربط ما بين الكوفية الفلسطينية والإرهاب.

 بالضافة لإظهار الأفغاني والإيراني والكوري والروسي بمظهر السيء والشرير والسيء الأخلاق والسمعة والسلوك بعكس الأمريكي البطل المنقذ المنتصر دوماً الذي يخلص العالم من الشرور وهذه هي الصورة النمطية التي يحاولون تكريسها لكل الشعوب في العالم وليس فقط الأمريكان.

برأيي على الفلسطينيين مشاهدة الفيلم بدون عرضه تجارياً للإطلاع على ما يتم تقديمه عن الفلسطينيين في السينما العالمية من خلال فيلم بيروت وليس من خلال متابعته بطريقة تفيد شركة الانتاج لذلك ندعو لمقاطعته من جهة ومتابتعه من جهة أن نعلم كيف يتم تصويرنا في العالم.

ورصد النجاح الإخباري تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي حول الفيلم :