وفاء ناهل - النجاح الإخباري - من المقرر، أن يلقي الرئيس محمود عباس، خطاباً تاريخياً أمام مجلس الأمن الدولي بعد غد الثلاثاء.

وأكد مستشار الرئيس للشؤون الخارجية،  د. نبيل شعث أن الموضوع الأساسي الذي سيتمحور حوله خطاب الرئيس، عملية السلام ورفضنا المطلق لما يسمى بصفقة ترامب، وللدور الامريكي الاحادي المهمين على عملية السلام، وفي ظل هذا السلوك الاسرائيلي الذي لا يحترم اي قرار دولي، وكل القرارات التي صدرت عن عن مجلس الامن فيما يتعلق بعملية السلام،  اسرائيل انتهاكتها وبموافقة من الولايات المتحدة".

وتابع:" منذ توقيع اتفاق اوسلو والاسرائيلين لم يطبقوا منه شيء ونحن نريد ان يصدر مجلس الامن قرار بإطار دولي للمفاوضة على عملية السلام، ويجب أن تكون مرجعيته القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وقرارت مجلس الامن،  ونحن نعمل على ذلك فالرئيس لم يذهب لمجلس الامن الا بعد عدة زيارات لروسيا والصين والهند واوروبا".

وأضاف شعث خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": نحن نعد العدة لإطار دولي والقانون الدولي والاتفاقات الدولية،  واذا اردنا عملية سلام نريد ان تكون تحت رعاية دولية لا أن تبقى تحت الاحتكار الامريكي، كما أن مجلس الامن يجب أن يتخذ خطوات أكثر حزماً تجاه الاحتلال وممارساته، اضافةً لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".

وفي السياق ذاته  قال المستشار الدبلوماسي للرئاسة، مجدي الخالدي:" إن الرئيس سيُوضح في خطابه الرؤية والموقف الفلسطيني من عملية السلام، والاستعداد لمواصلة العمل من أجل تحقيق ذلك، من خلال آلية دولية متعددة الأطراف".

وأوضح الخالدي، أن خطاب الرئيس، يأتي بعد القرار الأمريكي بشأن القدس والهجمة الأمريكية على منظمة التحرير والمساس بـ (أونروا)، وكذلك التعنت الإسرائيلي، مبيناً أن كل هذه الأمور بحاجة إلى ردٍ، يتمثل بالمواقف التي سيطرحُها سيادته أمام مجلس الأمن.

وشدد الخالدي، على أنه حان الوقت لأن تحظى فلسطين بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مبيناً أن هذا الأمر هو أحد الأهداف التي ستعمل عليها القيادة في المرحلة المقبلة، إضافة إلى حشد مزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية.

وأشار إلى عدد من اللقاءات التي سيجريها الرئيس مع قيادات عدة دول في نيويورك، منوهاً إلى أنه سيكون هناك برنامج عمل طويل بعد خطاب الرئيس أمام مجلس الأمن، وستكون هناك مشاورات دولية لتشكيل آلية متعددة الأطراف.

وكان  أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات،  قد صرح في وقت سابق ان خطاب الرئيس محمود عباس المرتقب في مجلس الامن في العشرين من الشهر الجاري، سيشكل مفترق طرق، واستكمال لجهوده من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وتابع عريقات:" إن خطاب الرئيس في مجلس الأمن سيكون تاريخي وسيشكل مفترق طرق"، لافتاً أنه سوف يكرس الخطاب لتثبيت التزام القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بالسلام ومبادئ العدل والقانون الدولي والشرعية الدولية، وحل الصراعات بالطرق السلمية، ومحاربة الارهاب بكافة أشكاله، وسيقول للعالم آن الأوان لتجسيد استقلال وسيادة  الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أن وجود الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن في العشرين من الشهر الجاري والقائه خطاب أمام المجلس، سيعد استكمال للجهد الجبار الذي بذله الرئيس منذ اعلان ترامب وخروج الإدارة الأميركية عن الحل الدولي وعن استخدام لغة القانون وتحويلها إلى قانون القوة، بدءا من الموقف العربي المشترك الذي طرح في اجتماع المجلس الوزاري العربي في التاسع من ديسمبر،  وخطابه في منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول والذي اعتمد كبيان ختامي للمنظمة، ومن ثم خطابه أمام الاتحاد الاوروبي، وخطابه في اجتماع الاتحاد الافريقي في أديس أبابا.

وأضاف عريقات:" الرئيس أصبح يجسد القيمة الحقيقية للقانون الدولي وأيقونة للعالم في الصمود والواقعية السياسية" ، مضيفاً أنه جمع العالم حول القضية الفلسطينية كنقطة ارتكاز للتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق، وكل الاتفاقيات الموقعة، وهو في مجلس الامن سيجمع كل هذه المسائل ويقول للعالم جئتكم باسم الشعب الفلسطيني وباسمكم جميعاً حتى نثبت القانون الدولي وقوة القانون والشرعيات الدولية، والتأكيد على أهمية وجود مظلة دولية". 

الكاتب والمحلل الساسي جهاد حرب قال:" أن خطاب الرئيس، سيؤكد ان المفاوضات هي منهج الفلسطينيين لاحقاق السلام وانهاء الاحتلال، ومطالبة المجتمع الدولي ودول مجلس الأمن تحديداً أن تكون فاعلة في السلام والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، اضافةً لمطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، من الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية، والمواطنين الذيت يتعرضون لاعتداءات الاحتلال بشكل يومي".

وأضاف :" كما سيؤكد خطاب الرئيس على خيار حل الدولتين ومرجعية عملية السلام وهي قرارات الشرعية الدولية المتمثلة بشكل رئيسي بقرارت مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة".

وفي سياق متصل أكد الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن:" الرئيس سيؤكد على الثوابت الوطنية والقدس والموقف الفلسطيني مما يسمى بصفقة القرن اضافةً لتوضيح حاسم بالنسبة لما يشاع حول صفقة ترامب".

وتابع:" بكل تأكيد سيركز الخطاب على أن يكون مجلس الأمن أكثر حزماً تجاه الاحتلال، فالخطاب شامل، وسيثبت ويشدد على الموقف الفلسطيني المطالب بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وكل القضايا الوطنية،  وكذلك الحسم باتجاه خطة ترامب".

وأضاف عوض:" بعد ما فعله ترامب نحن نعود لنقطة الصفر ونلقي بالقضية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي، على المجتمع الدولي، ونقول:" حل القضية" بعد ان صبرنا 25 عاماً، وفشلت كل الطرق واسرائيل وامريكا نقضتا كل شيء الان يعود للمجتمع الدولي، فهذه قضيتنا الوطنية التي سنطرحها على العالم".