الاء عامر - النجاح الإخباري - بحلول نسائم الشتاء الباردة،تشهد الأسواق المحلية إرتفاعا ملحوظا في أسعار المحروقات تدفع المواطن للعودة الى اساليب قديمة وبسيطة يجد فيها ملاذه الدافىء،،من خلال اللجوء الى الحطب ومخلفات معاصر الزيتون (الجفت) أو ما يعرف  بـ"تفل" الزيتون كما يحلو للبعض تسميتها

ويعرف محمد بري عضو مساهم في معصرة زيتون بأنه" بقايا ثمرة الزيتون بعد عصره وأستخراج الزيت منه و يؤخذ من لب الزيتون ويشكل 40 % من وزن ثمرة الزيتون ".

أما عن خطوات معالجة هذه المادة لتصبح وسيلة للتدفئة يوضح بري:" تمر العملية بمراحل بداية بكبس الجفت الذي نحصل عليه من المعاصر ثم يتجه الى قسمين، الأول مخصص للبيع لغايات التدفئة في المنازل والثاني للاستخدام كوقود بديل في المصانع".

يتابع بري : "يتخد الجفت بعد الكبس شكل اسطوانات او كرات لتسهيل نقلها واستخدامها".

 "يعرض بعد ذلك للشمس من ثلاث غلى أربع أسابيع حتى يجف تماما من الماء، وذلك لضمان الحصول على عملية احتراق كامل". تابع بري لـ"النجاح الإخباري" شارحا.

يشير البري :" يعد جفت الزيتون من المواد القابلة للاشتعال بسرعة، ويساعد على نشر التدفئة في المكان،,في حال استخدامه في مدافئ الحطب، أو في مواقد النار «الفيربليس»، التي دخلت بيوت الموطنين في السنوات الأخيرة، عدا عن ذلك هو ثمنها القليل مقارنة بمفعوله الرهيب" .

وبدأ التوجه العام الى الجفت كبديل عملي للتدفئة, نظرا لطاقته الحرارية الناتجة عنه, فضلا عن طول أمد أحتراقه بسبب إحتفاظة بنسبة من الزيت،حيث أن كمية 6 كيلو من الجفت كفيلة بتدفئة المكان 12 ساعة يوميا مقارنة بأسعار الوقود الصناعي المرتفع من الديزل والكاز والغاز.

ونتظر عائلة محمد فقها من مدينة طولكرم موسم الزيتون من كل عام ، من أجل حصولهم على كمية وفيرة من جفت الزيتون لاستخدامه في التدفئة للشتاء الذي موسم قطاف الزيتون, يقول فقها:" أتوجه للمعصرة في نهاية الأسبوع لأشتري الجفت مقابل شيقل واحد لكيلو الجفت مقارنة بسعر المحروقات 7 شيكل للتر المحروقات".

يضيف فقها لموقع النجاح الاخباري:" أقتنت أسرتي مدفأة الحطب منذ سنوات، وكانوا يقتلعون أفرع الأشجار لحرقها، حتى أخبرنا صديق بفعالية مادة الجفت، بالفعل قمت بشرائة وثم كبسه بأسطوانة فارغة وتجفيفه لحين موعدنا مع برد الشتاء".

لا يخلو من أضرار ..

ولإحتراق التفل ميزات ايجابية ,بالاضافة لطاقته العالية وتخلص المعاصر من النفايات المتراكمة،ولا يخلو ذلك في المقابل من أثار سلبية.

وفي هذا الصدد حذر الدكتور عبد الفتاح ملاح محاضر في قسم الطاقة والبيئة بجامعة النجاح الوطنية :" احتراق الجفت يصدر غازات ثاني أكسد الكربون ومركبات النيتروجين السامة كما أنه يحتوي على الفينول السام ويجب الحذر منه خاصة لدى تسخينه و ذلك لأنه يطلق أدخنة سامة و ذات قدرة على إحداث التآكل النسيجي ".

وتابع ملاح :"وجود الجفت في العراء وتساقط الامطار عليه يؤدي الى ارتفاع حمضية المياه الذي يؤذي النباتات ويلوث المياه الجوفية، عدا عن الرماد المتراكم جراء احتراقه ,لكنه لا يقارن مع أساليب أخرى من المحروقات الصناعية".