عاطف شقير - النجاح الإخباري -
يصحو المزارع الفلسطيني مبكرا لحراثة أرضه وإعمارها بشتى أنواع الأشجار المثمرة لسد قوت يومه، وهذا ما يدفع المؤسسات الزراعية إلى الوقوف بجانبه لتعزيز صموده وثباته على الأرض، ومواجهة المؤامرات الاسرائيلية الهادفة إلى نهب الأرض وسرقتها.


   المهندس صالح الأحمد من الإغاثة الزراعية تحدث عن المركز الفلسطيني للزراعة العضوية الذي يمنح شهادة الزراعة العضوية والتجارة العادلة للجمعيات التعاونية المحلية:  "قمنا بإجراءات الترخيص للمركز الفلسطيني في وزارة الداخلية الفلسطينية، كي نقوم بتصدير زيتنا المحلي للدول الغربية. وعبر مراحل، نفتش المزارع التي نشرف عليها، كي تطبق الزراعة العضوية بحذافيرها وتلتزم بالتعليمات الصادرة من المهندسين في الدورات الإرشادية المختلفة والمتنوعة.  وسيتم تعيين ممثل إدارة الجودة للجمعية التعاونية المحلية الذي سيصبح بعد انتهاء مدة المشروع مسؤولا عن إدارة الجودة لدى المزارعين، بحيث ينفذ إجراءات وتنبيهات وإرشادات و"عقوبات" بحق المزارعين، لأن انتهاء المشروع يحتم على الجمعيات التعاونية المحلية الاعتماد على ذاتها، علما بأن مدة المشروع ثلاث سنوات.


ولا بد من متابعة الأمور في مزارع الزيتون لضمان استمرار سير المزارعين على تعليمات المهندسين، للحصول على العضوية في الزراعة العضوية في المركز الفلسطيني للزراعة العضوية.
 
التجارة العادلة- المفهوم القديم الجديد


وتحدث المهندس صالح الأحمد عن التجارة العادلة وهي موضوع جديد علينا، قديم في أوروبا، ويهدف إلى زيادة القدرة التنافسية للمنتج الفلسطيني عبر الأسواق الغربية، والتجارة العادلة هي عبارة عن تجمع لفقراء المزارعين في أوروبا، أنشؤوا منظمة التجارة العادلة، واستهدفوا فيها دول العالم الثالث ولاسيما طبقة المزارعين الفقيرة لدعم قطاع الزراعة لديهم، وأضاف الأحمد أن أعضاء المنظمة يأتون إلى فلسطين ليختاروا مندوبا من وزارة الزراعة ومندوبا عن الجمعيات التعاونية المحلية، ويجلسون معهم ليتعرفوا على عمل المزارع الفلسطيني في أرضه كالحراثة وغيرها، وليعملوا على توحيد سعر الزيت بين كل المزارعين.
زيت فلسطيني منافس
 
ولا بد من تصدير المنتج الفلسطيني الممتاز للأسواق الغربية، من خلال الاهتمام بالزراعة العضوية وتوفير المستلزمات للمزارعين للعناية بأرضهم ومزارعهم. وهذا يرتب على المزارعين توثيق معظم نشاطاتهم في المزرعة وعرضها على المفتش الذي يزور المزارع.


على صعيد آخر، أشار المهندس مهران دعدوع من الإغاثة الزراعية، إلى أن الإغاثة الزراعية تهتم بالزارعة العضوية في محافظة سلفيت، ويشمل قرى الزاوية ومسحة وديربلوط وسرطة وبديا وكفر الديك وبروقين وغيرها، لتشجع المزارعين على الاهتمام بأرضهم والعناية بها بالوسائل التي تحافظ عليها كالحراثة الدورية لها وعدم استخدام المبيدات الكيماوية التي تضر التربة وترفع نسبة الحموضة في زيت الزيتون، وقدمت الإغاثة الزراعية الدورات الإرشادية الفاعلة للمزارعين لإرشادهم على طرق الزراعة العضوية، ووزعت عليهم المقصات والسلالم والسماد الحيواني، لزيادة خصوبة التربة وزيادة كمية الزيت المستخرجة من زيت الزيتون. 

ولاحظ المزارعون التحسن الملحوظ في جودة الزيت لديهم وانخفاض نسبة الحموضة به، مما أدى إلى نجاحه في معايير الجودة؛ الأمر الذي أدى إلى تصديره إلى الغرب بأسعار مناسبة ومنافسة تمكن المزارعين من العناية بأرضهم على أكمل وجه.


وعكف المهندس مهران على إرشاد المزارعين إلى كيفية تصنيع السماد العضوي، من خلال وضع روث الحيوانات على الأرض على امتداد عشرة أمتار؛ ومن ثم وضع الحشائش عليها، وريه بالماء ليتخمر، وعمل بضع طبقات على هذه الحال، حتى ترتفع الكومة إلى متر تقريبا، ومن ثم يغطى بالتراب، ويوضع في وسطه قضيب من الحديد لدخول الهواء عليه لضمان تخمره، وبعد فترة من الوقت، يقلبه المزارعون رأسا على عقب لضمان تخمره بشكل مناسب.


ومن ثم يوزع المزارعون السماد على أنفسهم بالتساوي، ومن ثم يضعونه على أرضهم، على جوانب شجر الزيتون لضمان تحسين إنتاجه السنوي.
وبدوره، قال لنا إسماعيل حمودة رئيس جمعية الزاوية التعاونية السابق:  "يعصر المشاركون في الجمعية زيتونهم في معصرة حازت على شهادة الزراعة العضوية من الاتحاد الأوروبي، لضمان جودة الزيت، لان هناك بعض المعاصر التي تساهم في رفع نسبة الحموضة، بسبب عدم اتباع الوسائل المناسبة".


ودعا حمودة المؤسسات الزراعية إلى دعم جمعيته، وبخاصة لأن قرية الزاوية تواجه جدار الضم والتوسع العنصري الذي أضر بأراضي القرية، وشدد على ضرورة تعزيز معاني الصمود لدى مزارعينا وتثبيتهم في أرضهم، لأنه لا خير في امة تأكل مما لا تزرع، وناشد المؤسسات المعنية بأن تقف إلى جانبهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا.