رويدا عامر - النجاح الإخباري - بعيداً عن الطريقة التقليدية للعلم وكسر جمود المعلومات التي يتلقها الطالب من المعلم، فكرت أربعة سيدات يجمعهن المجال الأكاديمي، وهن مي علي، منار الحلو وآلاء الحداد ولينا المصري، وجمعهن من حملة درجة الماجستير في تخصصات مختلفة، وأمهات لأطفال في أعمار متقاربة، ولديهن شغف بتحويل عملية تعليم الأطفال إلى متعة، وتكريس كل ما لديهن من طاقة وخبرة ومعرفة في سبيل تحقيق ذلك، من أجل توظيف أفكارهن من خلال لعبة "البستان" التي تسهل على الطالب الفهم واستيعاب المواد.

المهندسة لينا المصري إحدى أعضاء فريق "زدني"، وضحت كيفية إبصار الفكرة للنور قائلة "تزامنت الأفكار التي راودت عضوات الفريق بتصميم ألعاب تعليمية تساعد على تطبيق مبدأ التعلم باللعب مع إعلان حاضنة يوكاس التكنولوجية لفرص احتضان أعمال ومشاريع وأفكار ريادية، وتم حصول الفريق على فرصة احتضان بتمويل من دانيدا وإشراف مؤسسة "أكسفام".

وتضيف قائلة " وهكذا تأسست شركة "زدني" وهي شركة ريادية فلسطينية متخصصة بتصميم وإنتاج ألعاب تعلُّمية مفيدة تتوافق مع المناهج الدراسية الفلسطينية، تتيح للطفل فهم المبادئ الرياضية والعلمية واللغوية وغيرها من المبادئ بسهولة ويسر وبطريقة محببة،  وتركز على تحويل عملية التعلُم التقليدية القائمة على التلقين والحفظ إلى تجربة ممتعة وفريدة يكتشف الطفل من خلالها المبادئ والأساسيات التعليمية بنفسه في أجواء من المرح والتسلية المفيدة والهادفة".

أما عن فكرة لعبة "البستان" قالت المهندسة مي علي قائدة فريق "زدني" كانت باكورة إنتاج شركة "زدني" لعبة تعليمية جماعية سميت بلعبة "البستان" وهي من أنواع الألعاب اللوحية، صممت خصيصاً بشكل يتوافق مع المنهاج الفلسطيني، وتوفر إمكانية تطبيق المفاهيم الحسابية كالجمع والضرب والطرح، من خلال عمليات بيع وشراء لأراضي تحمل أسماء مدن ومناطق تمثل جميع أراضي فلسطين التاريخية، كما توفر اللعبة فرصة للتعرف على مراحل الزراعة من حراثة وسماد وبذور وري وحصاد، وممارستها في إطار من المرح والترفيه الهادف، الذي يجمع أفراد الأسرة حول لعبة واحدة".

كما وأشارت الى أن اللعبة تتكون من عدة عناصر أهمها لوح اللعب وشخصيات اللعب، والأوراق النقدية، وبطاقات الأراضي وبطاقات الصندوق ونرد العمليات الحسابية ودليل اللعب، وتعتمد اللعبة على تقوية مهارات اللاعبين في الرياضيات على مستويات مختلفة من خلال عمليات الشراء والبيع، وصرف فئات النقود الكبيرة إلى فئات أصغر، كما تقدم اللعبة ميزة تعريف اللاعبين على المناطق الفلسطينية عن طريق بطاقات الأراضي المليئة بمعلومات مفيدة عن كل منطقة فلسطينية، منها موقعها وأشهر المحاصيل الزراعية التي تنتجها، وغيرها من المعلومات.

وتسترسل حديثها قائلة" سعى فريق المشروع إلى إنتاج اللعبة بجودة عالية تنافس الألعاب العالمية، لتمكن الأسرة من الاستفادة من اللعبة أكبر وقت ممكن، وبالجهد الدؤوب والعمل المتواصل والتدقيق في جميع تفاصيل مراحل إنتاج اللعبة، توصل فريق "زدني" إلى منتج أنيق ذو جودة عالية، وألوان جذابة وتصميمات مميزة، جمعت بين طياتها ثلاث ألعاب تعليمية في لوح لعب واحد، لتناسب جميع الأعمار والمستويات الدراسية للأطفال، وأصبحت "لعبة البستان" منتج يفخر فريق "زدني" بأنه منتج وطني بأيد فلسطينية.

كما وتستهدف اللعبة الأطفال من سن ست سنوات فما فوق، فهي لعبة عائلية، تحتاج في البداية إلى الأم أو الأب أو الأخ الأكبر لشرح دليل اللعبة، والإشراف على المصرف المالي، وبالتالي فهي تكرس أجواء اللعب الجماعي الأسري الذي باتت الأسر العربية تفقده في ظل انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة التي عزلت أفراد الأسرة عن بعضهم وجعلت تواصلهم ينحصر في "تكتكات" على أزرار صماء.

ذكرت الأستاذة منار الحلو أحد عضوات فريق "زدني" المعيقات التي واجهت الفريق خلال العمل قائلة " أهم المعيقات التي واجهت مشروعنا صعوبة وصول منتجنا "لعبة البستان" إلى باقي مناطق فلسطين "الضفة الغربية ومناطق 48"، فالحصار المفروض على قطاع غزة طال أيضاً ألعاب الأطفال، فبات من الصعوبة بمكان نقل ألعاب صنعت في غزة إلى خارجها".

وعن طموحات الفريق قالت المهندسة آلاء الحداد: يخطط الفريق بأن يكون مستقبل المشروع مشرقاً كثيراً، ووضحت الحداد ذلك لـ"موقع النجاح قائلة": لدينا طموحات كبيرة وعلى عدة مستويات وأصعدة، فبداية نسعى إلى تسجيل اللعبة كمنتج وطني، كما نسعى للوصول إلى شطر وطننا الثاني "الضفة الغربية" والقدس والمناطق المحتلة عام 48، فهدفنا أن يتعلم جميع أبناء فلسطين باللعب، وأن يحصلوا على المتعة والترفيه والفائدة في آن معاً".

مضيفة الى حديثها قائلة " كما نسعى للوصول إلى الدول العربية وتصميم اللعبة بشكل يتناسب مع كل دولة ويخدم تعليم أبنائها، أما الطموح الأكبر فهو تصميم ألعاب تعليمية قابلة للتنفيذ في أروقة المدارس، والغرف الصفية، لنلحق بركب الدول المتقدمة التي توفر لأطفالها كل ما يضمن لهم حقهم في التعلم واللعب".

هكذا يكون التعلم انتقل من مرحلة الخمول الى النشاط الذهني الذي يشجع الطالب على التعلم ، خاصة وان المشروع يجسد الالعاب التي تشغل بال الأطفال، فعندما تكون هذه الألعاب تنقل معلومات وقواعد وغيرها، تساهم بترسيخ المعلومات في عقل الطالب بسرعة وتضمن فهمه وحفظه للمادة وهذا ما نسميه طرق التعلم النشط الحديثة .