عاطف شقير - النجاح الإخباري -  من القدس إيناس احمد:ان :  تمشي في ازقة القدس هو بحد ذاته انتصار عظيم لدى البعض، لكن أن تمشي في نفس الازقة ورائحة الكعك المقدسي تفوح بالجو، هذا تحدي اكبر لك بان تكمل الطريق دون ان تشتري واحدة منها.

يعد الكعك المقدسي حضارة تتناقلها الاجيال جيلاً بعد جيل في مدينة القدس، قد يراها البعض خبزاً مرشوشاً بالسمسم ليس الا، بينما يراها المقدسي فطوراً روتينياً لا يتغير ولا يمل، تقول السيدة ام ابراهيم ابورميلة: "أولادي وابناؤهم يجتمعون في بيتي كل جمعة و يكون افطارهم الكعك والفلافل، وأصبح تناول الكعك عندنا كل جمعة هو عادة واذا تأخر في الوصول انزعج الاطفال، وبدأوا بالسؤال: ما راح نأكل كعك اليوم".

كعك القدس

وعلى مرور الازمان اصبح الكعك رمزاً من رموز القدس لا يقل اهمية عن تاريخها وعراقتها، حتى أصبح كالهدايا يحمله المقدسي معه اينما حل وارتحل، فترى طلاب المدارس والجامعات صباحاً يحملون الكعك والكتب، تقول الطالبة صفاء عباسي التي تدرس في جامعة القدس: يومياً اشتري الكعك من باب العامود واخذه معي  إلى الجامعة و نفطر انا واصدقائي 

أصبح بين المقدسي والكعك علاقة وفاء، حتى انه اذا صنع بغيرالقدس فقد نكهته، نعيم الحشيم صاحب مخبز للكعك في شارع الواد في البلدة القديمة يقول: "طول عمرنا في القدس والحمدالله صامدين نحنا النا ماخدين الفرن من قبل 60 سنة وهادا فرن اثري عمره فوق 120 سنة وقبل ما احنا ناخده كان يخبز الكعك ويبيعه".

وعزا حشيم السبب لفقدان الكعك لذته عند صنعه خارج القدس الى ان الكعك بحاجة الى معلمين بالصنعة، لأن المكونات المستخدمة هي نفسها الطحين، الماء والخميرة ورشة من السكر والملح والسمسم، لكن سبحان الله جو البلدة القديمة وروح القدس بالكعك.

كعك القدس

ويضيف الحشيم لم تنجح معي الصنعة خارج القدس بالرغم من انني اخذت المكونات نفسها من المخبز وكل ما يلزم لصنع الكعك لكنه لم يكن ذاك الطعم والمذاق الذي أتذوقه بالقدس.

واستطرد بالقول، "انه لا بد الاخذ بعين الاعتبار مسألة الطقس، مثلا اذا كان الجو بارداً يستخدم الماء الساخن، واذا الطقس مشمس يوضع الماء البارد مع  مراعاة بان لا يخمر العجين أكثر من اللازم لانه سيتغير طعمه وقوامه".

كما اشاد بالسياحة وشراء السائحين للكعك سواء أكانوا فلسطينين ام من خارج فلسطين، حيث يبيع باليوم الواحد من 100-200 كعكة وفق الطلبيات وحركة السياحة في البلدة القديمة.