النجاح الإخباري - مراتٍ عدة تحقق الأسرى الثلاثة محمد قادوس وعبد الله قادوس ويزيد قادوس، من شباب قرية عراق بورين، من اسم شهيد قريتهم الذي ارتقى بتاريخ 11/1/2018، أثناء المواجهات التي اندلعت في القرية، وفي كل مرة كانت الأخبار المتواضعة التي تصلهم داخل السجن تؤكد على ان اسم الشهيد علي عمر كينو.

لاحقاً حين تأكد خبر ارتقاء صديق عمرهم الغض، أشياء كثيرة فكر فيها الأصدقاء الثلاثة، والدة صديقهم، وفكرة أنهم لن يشاركوا في تشييع جثمانه، ولن يودعوه الوداع الأخير، وانتظروا الأيام لتسير مسرعة حتى يأتي موعد زيارة ذويهم لهم، ليعرفوا منهم أخبار التشييع وأخبار والدة صديقهم المفجوعة.

تروي أم مالك قادس، والدة أحد الأسرى الثلاثة، أجواء الزيارة الأولى للأصدقاء الثلاثة بعد الحدث الجلل الذي أصاب القرية فتقول"كانوا أصدقاء منذ سنٍ صغيرة، هم في ذات المرحلة وأعمارهم 17عاماً، لم يروا شيئاً من الحياة بعد، وقد فرقهم الاحتلال، واعتقلوا جميعاً في أيام متفرقة من شهر آذار قبل عامين".

محمد ويزيد وعبد الله أخبروا أمهاتهم أنها المرة الأولى التي يشعرون فيها أنهم في سجنٍ حقاً، ووصفوا لهن كيف تلقوا الخبر داخل الأسر، وذكّر محمد قادوس والدته كيف أنه طلب منها قبل أن يستشهد علي بيومين حين كانت تزوره أن توصل له سلاماً خاصاً وان تسأله عن صورٍ له لتجلبها في الزيارة القادمة، وقد حققت له ذلك الوعد، غير أنها جلبت له صوراً لتشييعه وزفته كما تقول.

لم يتمالك الأصدقاء الثلاثة أنفسهم حتى انهالو على أمهاتهم بالأسئلة والتي تمحورت جميعها حول رفيق دربهم علي، سألوها عن والدته، وعن حالها بعد تلقيها الخبر، وطلبوا من أمهاتمهم أن يقلن لها بأن ابنها بطل ولترفع رأسها فخراً به، وبأنهم أبناؤها.

الأصدقاء الأسرى أقاموا بيت عزاء للشهيد علي قنو داخل الأسر، ولكن صدمة الخبر لا تزال تغطي على مشهد صبرهم، ومشهد الصمت الذي حدث في زيارة أهلهم كان موجعاً للأمهات كما لهم، كما لكل من كان شاهداً من ذوي الأسرى.

لا يعرف الأهالي بعد ما حدث لأبنائهم حين وصلت صور صديقهم الشهيد لداخل السجن، كيف استقبلوا تلك الصور، وأين وضعوها وبما عاهدوا أنفسهم.

عائلات الأسرى الثلاثة، ينتظرون محاكمة واحدة لهم بتاريخ 13/2/2018، فهم ليسوا رفاق دربٍ وحسب، بل أصحاب قضية اعتقال واحدة، وتتوقع العائلات أن الاحكام التي ستصدر بحقهم ستكون عالية، حسب لائحة الاتهام التي وجهت لهم.

الاحتلال اعتقل الشبان الثلاثة في شهر آذار من العام 2016، وقد مرت سنتان على انتظار ذويهم للخلاص، وانتهاء عذاب تنقلهم بين المحاكم وتنقل أبنائهم داخل البوسطة، والانتظار القاتل لحين صدور الحكم.

المصدر: اعلام الاسرى