وكالات - النجاح الإخباري - كشف وسائل إعلام، اليوم الثلاثاء، التفاصيل الدقيقة لمجريات اللقاء الأول لحوار الفصائل الفلسطينية الجاري في العاصمة المصرية القاهرة، نقلاً عن عدة مصادر مشاركة ومطلعة على الحوار.

وشرعت الفصائل أمس الاثنين بأولى جلسات الحوار في القاهرة برعاية وإشراف جهاز المخابرات العامة المصرية، حول إجراء الانتخابات العامة،

محكمة خاصة بالانتخابات

ونقل موقع "زوايا" عن مصادر مشاركة في الحوار، أن الوفود ناقشت عدة قضايا بشأن إجراء الانتخابات، وكان أبرزها متعلقا بـ "المحكمة الدستورية"، وطرح المشاركون ضرورة تحييدها عن الإشراف على الانتخابات أو نتائجها.

واتفق المجتمعون على تشكيل محكمة خاصة بالانتخابات، على أن تتكون من سبعة أعضاء: أربعة من الضفة الغربية، بما فيهم الرئيس، وثلاثة من قطاع غزة.

شكل مشاركة الفصائل

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الوفود لم تناقش شكل مشاركة الفصائل الفلسطينية في الانتخابات البرلمانية، سواء بقوائم مشتركة أو منفردة، ومن المتوقع أن ينعقد حوار ثنائي بين حركتي فتح وحماس في وقت لاحق، لبحث الخيارات المطروحة بهذا الخصوص.

وكانت الجلسة الافتتاحية الأولى لحوار الفصائل قد بدأت الساعة الحادية عشر والربع من صباح الاثنين، في مبنى المخابرات المصرية العامة، بمشاركة 14 وفدا ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، ووفد يمثل المستقلين.

عباس كامل: أمامنا فرصة تاريخية.. ماذا عن معبر رفح؟

وافتتح الجلسة رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، مؤكدا بالقول: "نحن في مفترق طرق، ولابد أن ننهي أي خلاف بيننا، دعما للقضية الفلسطينية".

وشدد اللواء عباس كامل على أن "الوقت محدود أمامنا، لإنهاء أي الانقسام، ومصر مستعدة لبذل كافة الجهود، لتذليل العقبات"، مشيرا إلى أن الحوار "فرصة تاريخية لن تتكرر، ولا خيار أمامنا سوى النجاح".

وأضاف: "ينبغي أن تخرجوا من مصر باتفاق، ولتكن اجتماعاتكم مفتوحة، ولتأخذوا وقتكم".

وأردف: "لا نريد للانتخابات أن تحدث صراعا بينكم، بل نريدها للتفاهم بينكم، وهي الرسالة التي نريد أن يسمعها العالم منا".

وحول طلب الفصائل الفلسطينية فتح معبر رفح البري، أجاب كامل باللهجة المصرية "طلبكم بعيوننا".

وبالتزامن مع اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة أمس الاثنين، أعلنت وزارة الداخلية بقطاع غزة عن فتح معبر رفح الثلاثاء أمام المسافرين من وإلى القطاع.

وعقب كلمة اللواء عباس كامل، تحدث رؤساء الوفود بكلمات قصيرة، بدأت بكلمة جبريل الرجوب عن وفد حركة فتح، وانتهت بكلمة وليد الأحمد ممثلا عن وفد المستقلين.

وافتتحت الجلسة الثانية للحوار في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرا، بكلمة اللواء المشرف على الملف الفلسطيني بالمخابرات المصرية، عمرو نظمي، ثم ترك الحديث لرؤساء الوفود، والتي بدأت بكلمة وفد المستقلين وصولا إلى كلمة حركة فتح، واستمرت الجلسة قرابة خمس ساعات.

المعتقلون السياسيون وسلاح غزة

وأكد المتحدثون على ضرورة الإفراج الفوري عن معتقلي الرأي السياسيين، وتعهد ممثلي وفد حركة حماس صالح العاروري ويحيى السنوار، بالاستعداد الكامل لتنفيذ ذلك في قطاع غزّة.

وفي مداخلة لرئيس حركة حماس بقطاع غزة، يحيي السنوار، أكد على أن جميع الفصائل الفلسطينية، تمارس أنشطتها بحرية، ومن بينها حركة فتح.

وتطرق السنوار إلى توفير حركته الدعم لجميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، من أجل التدريب والبناء العسكري، مشددا على أن البنية العسكرية الضخمة في قطاع غزة ستكون "تحت تصرف القيادة السياسية الموحدة للشعب الفلسطيني، في مواجهة الاحتلال".

انتخاب رئيس السلطة أم رئيس الدولة؟

وأشار المتحدثون إلى ضرورة توضيح المرسوم الرئاسي، حول انتخاب رئيس دولة فلسطين، حيث كانت الدعوة لانتخاب رئيس السلطة الفلسطينية، من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن رئيس دولة فلسطين، لا بد انتخابه من جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، إلى جانب طرح فكرة انتخاب رئيس الدولة، عبر المجلس المركزي، أو المجلس الوطني للمنظمة التحرير.

وركز عدد من المتحدثين على المسائل المتعلقة بالعملية الانتخابية، وأبرزها: ضمان حرية ونزاهة الانتخابات، وضمان كامل للدعاية الانتخابية، وحيادية الأجهزة الأمنية وعدم تدخلها في الانتخابات، والتوافق حول سقف التمويل الانتخابي، والتعهد باحترام نتائج الانتخابات، وتجريم استخدام المؤسسات الرسميّة في الدعاية الانتخابية، وتخفيض سن الترشح، وإلغاء أو تقييد شرط الاستقالة من الوظيفة العامة لقبول الترشّح للانتخابات.

استكمال الحوار وإعلان التفاهمات

واقترح ممثل حركة فتح، جبريل الرجوب، دعوة رئيس وأعضاء لجنة الانتخابات المركزية إلى لقاء مع الفصائل الفلسطينية، للحوار معها ومناقشتها، حول الاقتراحات المتعلقة بالانتخابات، وفحص مدى قانونيتها وواقعيتها.

وردا على تساؤل حول وجود توافق بين حركتي فتح وحماس على كل شيء، نفى كلا من جبريل الرجوب وصالح العاروري (رئيسا وفدي فتح وحماس) وجود تفاهمات خارج المعروف للجميع، خاصة فيما يتعلق بوجود قائمة مشتركة متفق عليها بين الحركتين.

ووفق معلومات موقع "زوايا" فإن جلسة اليوم الثلاثاء مخصصة لمناقشة الصياغات النهائية للاتفاق بين الفصائل، ومن المتوقع انعقاد مؤتمر صحفي الأربعاء للإعلان عن التفاهمات الناجمة عن الحوار.

ومن المتوقع أن يمكث وفد حركة حماس في القاهرة حتى مطلع الأسبوع القادم، لإجراء حوارات ثنائية مع الجانب المصري حول العلاقة مع قطاع غزة.