نرمين نزال و هبة منصور - النجاح الإخباري - الأغوار ساحة حرب حقيقية، الخطر يداهم سكان المضارب والقرى في مناطق المالح، وسمرا، وخلة البد، والشك، ومشارف ابزيق، والبقيعة، والفارسية، في ظلّ تواجد مئات الآليات والمدرعات العسكرية.

 أوضاع مربكة تقودك لطريق مجهول، فلا أحد يمكنه توقع ما سيجري في الأيام المقبلة، الأحداث  مرعبة ومخيفة لأصحاب الأرض، ورعاة الأغنام الذين يسكنون تحت نيران التدريبات العسكرية، وجنازير الدبابات التي سحقت أراضيهم ومحاصيلهم الزراعية.

المزارع ابراهيم دراغمة، أحد المتضررين من التدريبات العسكرية المقامة في أرضه، والتي نتج عنها دمار كامل لمحصول القمح الذي سحقته أقدام المغتصبين وجنازير دباباتهم، إضافة إلى أصطحاب الكلاب الشرسة والمستوطنين لمضايقة الرعاة ومنعهم من رعي أغنامهم.

لم يكتفِ الاحتلال بتدمير الأراضي الزراعية، بل تعدى ذلك مصادرة خيم السكان من قبل  الإدارة والتنظيم التابع للاحتلال، وتحويلها لمناطق عسكرية مغلقة للتدريب، وزيادة في التنكيل تمَّ تسليم إخطارات لأكثر من (14)عائلة من وادي ابزيق؛ لإخلاء خيمهم مدة أربعة أيام، من الساعة السابعة صباحاً حتى السادسة مساءً، بنيّة إجراء تدريبات عسكرية في المنطقة.

استغلال الموارد المائية على حساب السكان

في جبال المضارب، والقرى، والخرب الفلسطينية، وبالقرب من خيام السكان، تشاهد خطوطاً للمياه تمرُّ من أراضيهم لريّ المستوطنات، والمعسكرات في المنطقه، في الحين ذاته لا يستطيع الفلسطيني مالك الأرض والمياه أن يأخذ كأساً يسعد به حاجته، فأنابيب المياه التابعة للاحتلال تتناثر على بعد أمتار من الخرب والقرى في مناطق المضارب.

وليس من المعقول أن  تجتهد مؤسسات الاتحاد الأوروبي في توفير آلاف الأمتار من خطوط المياه بحجة ايصالها للعائلات، إلا أنَّها تكدّس هذه الأنابيب لصالح الاحتلال، وجزء منها يتم قطعه، ثمَّ تسجَّل هذه الأنابيب الملقاه في مناطق عديده تحت بند مساعدة السكان وحلّ مشكلة المياه، فمن يراها يقول إنَّ المياه تغرق المكان، لذلك يجب على المؤسسات الدولية والمانحة العمل على توفير مياه من خلال تلك الفتحات التي تخترق الأملاك الفلسطينية وفق أيّ بند قد يجعل من الوهم حقيقة، بدلاً من أن تسجّل ملايين الشواقل كمشاريع ضخَّت دون فائدة.

ويشار إلى أنَّ الاحتلال يواصل تدريباته العسكريه في مناطق المالح، وقراها، وخربها للأسبوع الثاني على التوالي، وسط صمت قانوني ودولي إزاء أجواء الرعب والخوف التي تسود المنطقة، والأضرار البالغه التي لحقت بمزروعات السكان، حتى المقبرة الفارسية القديمة والوحيدة للعشائر لم تسلم من انتهاكات الاحتلال.