النجاح الإخباري - عثر علماء على بقايا 270 طفلا قدموا كأضاح للآلهة قبل 500 عام في مقبرة جماعية قديمة مروعة وتراوحت أعمار الضحايا بين 5 و14 عاما، عندما تم ذبحهم في الوقت نفسه، في المنطقة الساحلية الشمالية في بيرو.

وقام أفراد قبيلة تشيمو في البلاد بهذه المجزرة، وهي أكبر تضحية جماعية بالأطفال في تاريخ العالم، واشتملت بقايا الأطفال التي تحتوي على جروح في عظام الصدر، يعتقد أنها ناتجة عن طعنات سكاكين كانت تستخدم في هذه الطقوس، وفقا للنتائج التي توصل إليها العلماء ضمن فريق مجلة "ناشيونال جيوغرافيك".

ويوحي خلع أضلاع القفص الصدري بأن كل من نفذ هذه التضحيات الدموية حاول تمزيق قلب كل ضحية، ويعتقد أن الأطفال قُدموا كتضحيات للآلهة لمنع المزيد من الفيضانات الناجمة عن عواصف النينو التي اجتاحت سواحل بيرو.

واكتشفت المقبرة الجماعية لأول مرة في أبريل عام 2018، عندما عثر العلماء على مشهد مروع ومفزع يضم هياكل 137 طفلا ومنذ ذلك الحين، كشف الفريق عن رفات أكثر من 132 طفلا آخر، ليصل عددهم الجملي إلى 269 ضحية.

وقبل اكتشاف القبر، كانت أكبر طقوس تضحية معروفة في العالم في معبد بالقرب من مكسيكو سيتي، حيث قتل 42 طفلا قبل 600 عام.

كما عثر العلماء أيضا على 260 لاما صغيرة، في مقبرة قريبة من منطقة تروخيو في العصر الحديث، والتي يعتقد أنها كانت جزءا من التضحية المقدمة في القبر الجماعي للأطفال في بيرو وأمضى العلماء الأشهر التسعة الماضية وهم يحاولون فهم ما دفع قبيلة تشيمو لارتكاب مثل هذه الجريمة المروعة.

ويعتقد العلماء أن عواصف النينو دمرت مصائد الأسماك في المدينة وأنظمة الري المعقدة المستخدمة في الزراعة، ما ترك الآلاف يتضورون جوعا حتى الموت عبر أراضيها التي يبلغ طولها 300 ميل.

وأمر الكهنة والقادة السياسيون شعب التشيمو بتقديم التضحيات للآلهة في محاولة يائسة لإرضائها وإنقاذ القبيلة.

وأشار العلماء إلى أن حيوان اللاما كان مهما للغاية بالنسبة لقبيلة تشيمو، باعتبار أنه ليس لديهم حيوانات أخرى يمكنها تحمل العبء، حيث كانت اللاما جزءا أساسيا في اقتصاد المنطقة، ما دفع السكان إلى التضحية بها، أي أنهم "ربما قدموا للآلهة أهم ما لديهم كمجتمع"

ومن المنتظر أن تنشر جميع نتائج الدراسة في مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" في عددها المقبل، في أبريل 2019.