النجاح الإخباري - الإدعاء على الإعلامي اللبناني هشام حداد معدّ ومقدم برنامج «لهون وبس» واحالته إلى محكمة المطبوعات لا يزال يتفاعل على خلفية تطرّقه في حلقة من برنامجه لموقع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، حيث نصحه فيها بعدم تناول الوجبات السريعة في اشارة ساخرة منه لتوقعات ميشال حايك الأخيرة ناصحاً إيّاه بوقف الاعتقالات السريعة والسياسات السريعة والحملات السريعة والضربات العسكرية السريعة.

وتصّدر خبر الادعاء على حداد عناوين النشرات الأخبارية التلفزيونية والاذاعية والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لأنه وضع في خانة التضييق والخناق على الحريات العامة والإعلامية ومنع الضحكات عن اللبنانيين.

وتصاعدت الحملات المندّدة بقرار الادعاء واحالة القضية إلى محكمة المطبوعات لما تضمنته الدعوى من حيثيات أخرى وهي التعرّض لموقع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي وصفه بـ DJ سعد الحريري بعد أن ظهر الأخير وهو يرقص مع الجمهور الذي قصد ساحة النجمة احتفاءً بليلة رأس السنة في العاصمة بيروت.

وأطلقت حملة تضامنية عبر هاشتاغ #هشام_حداد عبّرت عن تململ اللبنانيين من سياسة الترهيب المتّبعة بحقّ الإعلاميين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حداد «لهون وبس» إذ أعرب فيها المغرّدون عن استيائهم مما سموّه سياسة الترهيب بحقّ الإعلاميين لكمّ الافواه قبيل مرحلة الانتخابات النيابية في حين انتقد البعض اقحام قضية ساخرة وترفيهية بالسياسة وهي بعيدة كلّ البعد عنها، وطرحوا جملة استفسارات أبرزها: هل أن الأمير محمد بن سلمان منزعج من انتقاد يطاله في برنامج تلفزيوني في بيروت؟ ومن الذي تبّرع بالدفاع عنه وتحصيل حقوقه؟

وحيال ما جرى، صعّدت المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال موقفها واستضافت هشام حداد الذي أكدّ أنه ماضٍ بقوة في برنامجه واعداً جمهوره بان هذه الدعوى لن تثنيه وسيكون أقوى وأقسى، ولفت إلى أنّ قرب الانتخابات النيابية هو السبب الوحيد ولان الـ»أل بي سي» أخذت قراراً بدعم القوى البديلة عن السلطة الحالية.

وقالت في مقّدمة نشرتها المسائية «لهون وبس»… لم يعد إسم البرنامج الأكثر شهرة في لبنان، بل أصبح عنواناً جديداً للحرية وصرخة جديدة في وجه الذين يحاولون قصقصة جناحي الحرية وخنق صوت الأحرار… القصة ليست أقل من ذلك على الإطلاق، لئلا تبدأ الإتهامات بالمبالغة، القصة كبيرة الحجم لأنها تستهدف برنامجاً تحوّل إلى متنفس للبنانيين ينسيهم أوجاعهم وهمومهم، ويعطيهم فسحة من الضحك من القلب، «ضحك ببلاش»: من دون كلفة إضافية ومن دون قيمة مضافة… هشام حداد، منذ أيلول 2015، يدخل إلى البيوت ليوزع الضحكات من القلب… يسخر ولا يؤذي، ينتقد ولا يجرح… لسان حال اللبنانيين، بعد كل حلقة، يختصر بكلمتين: «هشام مهضوم»… في وقت باتت «الهضامة» عملة نادرة في بلد يختنق فيه أبناؤه «بغلاظة السياسيين» بمقدار ما يختنقون بسموم النفايات… فهل أصبح الضحك ممنوعاً؟ هل نترحّم على وسيم طباره حين قدم مسرحية «اضحكو قبل ما يغلى الضحك»؟ على خلفية حلقة «لهون وبس» في الثاني من هذا الشهر، تم التوقف عند ثلاث اسكتشات في الحلقة تتناول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس سعد الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري… تحرّك مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود فإدعى على هشام حداد وأحاله إلى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون التي أحالته بدورها إلى محكمة المطبوعات… وبعد، هل ما زال هناك من يتوهمون أن الحرية بخير في لبنان؟ ربما الجواب يتوقف عند معرفة من حرّك النائب العام التمييزي… ولكن بصرف النظر عن المحرك أو المحركين، لا بد من صرخة واحدة: «لهون وبس»… هناك آلاف من القضايا التي تستدعي تحرك النيابة العامة التمييزية وليس بينها بالتأكيد هشام حداد».

ونفى رئيس الحكومة سعد الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وقوفهم وراء تحريك الدعوى، كذلك ألمحت مصادر في السفارة السعودية في بيروت. ونفى وزير العدل سليم جريصاتي أن يكون هو وراء تحريك النيابة العامة ضد الإعلامي مقدم برنامج «لهون وبس» هشم حداد، لافتاً إلى أن تحريك الدعوى العامة تم بقرار من النائب العام التمييزي، الأمر الذي يدخل في دائرة إختصاصه. وأوضح وزير العدل أنه عندما يبادر إلى الطلب من النيابة العامة التمييزية بإجراء التعقبات عملاً بالمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، «إنما يعلن ذلك بلا وجلٍ ولا خفر».

في المقابل، أعلن المدّعي العام التمييزي سمير حمود» أن النيابة العامة التمييزية هي التي حرّكت الشكوى ضد هشام حداد لأن بعض الكلمات التي وردت فيها اساءة وتشهير وتعرّض علاقات لبنان بدولة أخرى والمحكمة هي التي تفصل بصحة هذا الادعاء».

وبعد الادعاء عليه، من اتهم هشام حداد عبر بصراحة وبماذا وعد مشاهدي «لهون وبس»؟

بداية استبعد حداد ان يُعلن احد مسؤوليته عن الدعوى، وقال: «من الجيّد أن يتحرّك المدعي العام من تلقاء نفسه، لكن فليتحرّك ايضاً تجاه ملف النفايات والكهرباء وكل ملف فساد».

وشجب رئيس مجلس ادارة الـ LBCI بيار الضاهر ما حصل وقال في مداخلة عبر محطة «الجديد» ان هناك من يريد ان يلهي المواطن بأمور سخيفة كي لا يتكلّم بأمور أهمّ خصوصاً اننا على ابواب انتخابات، لافتاً إلى أن هذه السلطة تدفعنا لسؤال نفسنا ما اذا كنا فعلاً نريد العيش في هذا البلد.

ورأى الضاهر أن أيّ موضوع يُطرح في البلد يُحدث انشقاقا عامودياً، وتوجّه إلى هشام حداد بالقول: «ناطرينك بسقف اعلى الثلاثاء»، لافتا إلى أن حداد قدّم حلقات أقوى من تلك التي تم الادعاء عليه على اساسها.

وفي السياق عينه، توّسعت حدّة التوترات الكلامية بين هشام حداد والفنانة الإماراتية احلام التي عقّبت على تغريدة الإعلامي جمال فياض بعدل الجدل الذي أثير حول استدعائه من قبل محكمة المطبوعات فغرّدت عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» كاتبة: «شخصيه_مشهوره ارقوز_الإعلام مع احترامي لك بس ما راح اعلق عليه بس وش جاب لجاب وش جاب الثرى للثريا بس نصيحه يا ليت لما يجيب اول حرف من اسم صاحب السمو الملكي #محمد_بن_سلمان يحط إيده فوق راْسه ويوقف وهو بيتكلم عليه «.

هذه التغريدة استدعت ردّا مباشراً لاذعاً من قبل حداد الذي غرّد قائلاً: «بفرد مرة احلام تجي تعمل وزيرة اعلام وتقرر مين عنا لازم يطلع عالتلفزيون ومين لا… وبعد بدك 3 تغريدات تبييض وجه وبرجعوكي على «ذا فويس» من بعد ما كبوكي من الطابق الرابع… حطي ايدك عكرشك هلق».