همسه التايه - النجاح الإخباري - تترقب عائلة المواطن عواد عبد الله عواد من بلدة ترمسعيا شمال شرقي مدينة رام الله، أعمال التوسعة والبناء الجديدة التي شرعت حكومة الإحتلال بإنشائها في مستوطنة "شيلو"، والتي لا تبعد سوى خمسة أمتارعن منزلهم "الصامد"، والذي لا يزال الشاهد الحي على كافة الإعتداءات بحقهم كونه الوحيد الواقع على مرمى حجر من المستوطنة.

جرافات اسرائيلية وآلات عسكرية إحتلالية  تنتشر في كل حدب وصوب شرقي المنزل، وأكوام من الأتربة و"الطمم" تحجب الرؤية عن أهله، لكن الكشافات الضوئية التي تترنح فجأة، وكاميرات المراقبة التي زرعت على أعمدة الكهرباء الخشبية، لن تتوقف على الإطلاق عن رصد كافة التحركات.

ولم تكن الكرفانات التي باشرت حكومة الإحتلال بنصبها في الأراضي الزراعية التي تم مصادرتها لصالح مستوطنة شيلو، سوى مؤشر واضح وخطير على إعلانها المضي في إقامة عشرات المخططات الإسرائيلية في القدس المحتلة وباقي أرجاء الضفة الغربية، وذلك بضوء أخضر من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب .

وكانت وكالة "النجاح الإخباري" رصدت وبالصور أعمال البناء القائمة على قدم وساق، حيث تم إقامة حوالي 20 كرفانا لا تعرف غاياتها، ولا تبعد سوى أمتار قليلة عن منزل المواطن عواد عبد الله عواد.

الشاب منور أبو عواد "22 عاما" أحد أفراد المنزل والذي يحتضن 14 شخصا والمقام ضمن المنطقة المصنفة(C ).

يقول لمراسلتنا: أن الإحتلال الإسرائيلي يباشر وبشكل متواصل بإقامة الكرفانات التي وصل عددها إلى 20 حتى اللحظة، في حين يمنعنا من إقامة أي بناء جديد تحت حجج وذرائع واهية، حيث يحرمنا من ممارسة حياتنا الطبيعية في المنزل، ويقوم برصد ومتابعة كافة تحركاتنا وتفتيشنا في كل مرة نريد فيها الوصول للمنزل.

وأضاف " أن أعمال التوسعة ساهمت في تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المنزل، بالإضافة إلى الإعتداءات المستمرة والمتواصلة بحقنا من قبل المستوطنين الذين يقومون بإستمرار بإستفزازنا ومواصلة إعتداءاتهم بحقنا بعيدا عن أعين الكاميرات.

وحول المضايقات والإعتداءات، أكد الشاب أن قطعان المستوطنيين المدججين بالسلاح قاموا بملاحقته قبل عدة أسابيع وتتبع خطواته وتهديده في إشارة إلى ترهيبه وتخويفه ومنعه من الوصول لمنزله.

وطالب الشاب الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء وكافة المسؤولين إلى الإطلاع على أوضاعهم خاصة وأنهم الوحيدون في مرمى إعتداءات المستوطنة، داعيا كافة الجهات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام إلى زيارتهم وفضح كافة الإنتهاكات والإعتداءات التي تمارس بحقهم من قبل جيش الإحتلال وقطعان المستوطنين.

من جهتها عبرت أمل عواد (53 عاماً) والدة الشاب منور والتي سكنت المنزل لأكثر من خمسة وثلاثين عاما عن حزنها لما آل إليه وضعها وعائلتها جراء توسعة المستوطنة ومواصلة الإعتداءات بحقهم، قائلة:"لم يكتف الاحتلال بمنعنا من ممارسة حقنا بالعيش بمنزلنا بحرية، بل قام مستوطنوه بتدمير أشجار الزيتون وتخريب الأرض الزراعية وقتلها بالمواد والمخلفات السامة".

هذا وتقوم دوريات متحركة وراجلة برصد واستجواب أفراد العائلة عند دخولهم وخروجهم وبشكل استفزازي وبدون أسباب تذكر، في سياسة واضحة وممنهجة لإجبارهم على ترك المنزل والرحيل لمصادرته والأرض الزراعية لصالح المستوطنة.

ويحاول جيش الإحتلال الإسرائيلي بإستمرار إبتزاز العائلة وفرض كافة الضغوط من أجل التنازل عن المنزل وبيعه، وفي هذا الصدد تقول الوالدة" كثيرة هي المرات التي قام جيش الإحتلال بعرض مبالغ خيالية من أجل الضغط علينا لبيع المنزل، لكننا لن نرحل ومتمسكين بحقنا في أرضنا ومنزلنا .

هذا وكان مستوطنو شيلو وبحماية من جيش الإحتلال الإسرائيلي قد قاموا بقتل زوج المواطنة عواد الذي كان يهم للصلاة برصاص موجه أرداه قتيلا. حيث إضطرت الزواج من شقيق زوجها الشهيد لإعانتها في تربية أبنائها.

وناشدت المواطنة عودة الجهات المعنية والمؤسسات الإعلامية والحقوقية كافة ضرورة نقل معاناتها وعائلتها للعالم أجمع خاصة وأن اعتداءات المستوطنين المدججين بالسلاح لا تتوقف على الإطلاق، بالإضافة إلى الإنتهاكات المستمرة بحق الأرض الزراعية التي تصادر بعيدا عن أعين الكاميرات والجهات المسؤولة، مطالبة بحماية عاجلة لهم.

إلى ذلك، أكد ربحي أبو عواد رئيس بلدية ترمسعيا على أن عائلة أبو عواد قد ضربوا الرقم القياسي بالصبر على الممارسات الإحتلالية وقطعان المستوطنين، مؤكدا على أن العائلة تعيش ظروفا قاسية للغاية، حيث ان الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية في حين لا تتوفر المياه لهم أيضا.

ووصف إجراءات الإحتلال والتوسعة واعتداءات المستوطنين بغير المقبولة والتي لا تحتمل، مطالبا بحماية أهالي المنزل والذين يتعرضون لإعتداءات متكررة.

الجدير ذكره، أن مساحة أراضي ترمسعيا تبلغ حوالي 22.000دونم والتي تقع ضمن المخطط الهيكلي حوالي 5200 دونم و3000 دونم مناطق C

 

وما تبقى تم مصادرته لصالح مستوطنة شيلو، فيما يبلغ عدد سكان ترمسعيا حوالي 11.000 نسمة.