طولكرم - همسه التايه - النجاح الإخباري - تتسارع خطوات الشابة هيا تركمان "28 عاما" علها تستطيع جمع قطيع الأغنام، الذي تناثر بحثا عن زاده في خربة فراسين الواقعة في الجهة الشرقية من بلدة قفين شمال مدينة طولكرم، خوفًا من إحتلال قائم ومطر يقلب حياتهم رأسا على عقب.

ولم تجد الشابة تركمان والتي تضطر إلى القيام بأعمال جمع الحطب وأعمال شاقة أخرى، مكانا لحمايتها من الأمطار الغزيرة، سوى الإحتماء في خيمة لا تسمن ولا تغني من جوع.

اربع عائلات 

تقول الشابة لـ "فضائية النجاح": إنها وشقيقتها وأربع عائلات يقطنون الخربة في ظروف قاسية وبلا مقومات حياة على الإطلاق.

وأضافت أن أهالي الخربة لا يزالون يقطنون الخيمة بلا كهرباء ومياه وطرق معبدة.

ولا يستطيع أهالي الخربة، ومنذ إقامتهم في الخربة قبل (50) عاما من إقامة أي بناء جديد، حيث يمنعهم الإحتلال الإسرائيلي من البناء، بحجة وقوع الخربة ضمن مناطق (c).

خربة "فراسين"...في قبضة الاستيطان
حربة "فراسين"...في قبضة الإستيطان

ولم تتوقف معاناة الإحتلال عند ذلك الأمر، بل وعلى بعد نصف كيلو من الخربة، تجثم مستوطنة "حرميش" الخانقة والممتدة على حساب أراض من قفين والنزلة الشرقية والتي صادرت جزء من أراضي الخربة لأغراض عسكرية ولصالح إقامة برج عسكري إسرائيلي.

الشابة عفيفة تركمان (43 عاما) تضطر للسكن في خيمة تتسرب منها مياه الأمطار من كل حدب وصوب بجوار 14 فردا من عائلتها.

وتستعرض الشابة عفيفة الظروف القاسية والحياة البائسة التي يعيشونها في ظل عدم وجود كهرباء وإستخدامهم للقناديل ليلاً، بالإضافة لإضطرارهم لشراء المياه ونقلها من المناطق والقرى المجاورة في ظل إرتفاع تكلفة المياه والتي تصل إلى 100 شيكل للصهريج الواحد.

مياه في الخيام

الشاب حسن تركمان أحد أهالي الخربة
 

تطرقت للحديث عن معاناة الأهالي في موسم الأمطار خاصة وأن الخيم التي تتسرب منها المياه، لا تقيهم قسوة االشتاء وبرودة الأجواء.

ورغم قسوة الحياة الطبيعية، لم تكن خربة فراسين بمعزل عن إعتداءات جيش الإحتلال ومستوطنو الخربة الذين يقتلون الحياة فيها.

وتؤكد الشابة عفيفة أن جيش الإحتلال يمنع مواشيهم من الرعي ويجبرهم على الإبتعاد والتواجد فقط في محيط خيمهم البائسة.

وأضافت: "بين الفينة والأخرى يتجول جيش الإحتلال برفقة المستوطنين بالخربة".

ومنذ ولادة الشاب حسن خالد (33 عاما) لم يطرأ أي تغير أو تطور يذكر على حياة أهالي الخربة الذين يعيشون حياة صعبة للغاية." على حد قوله

وناشد الشاب الرئيس "أبو مازن" ورئيس الوزراء ضرورة الإطلاع على الأوضاع القاسية التي يعيشها أهالي الخربة، وتوفير متطلباتهم الضرورية من مياه وكهرباء وشق طرق، لتعزيز صمودهم على أرضهم.

تهميش

من جهته، أكد عاهد زنابيط مدير الإغاثة الزراعية في طولكرم على أن الخربة تفتقر لأدنى مقومات الحياة الضرورية، مشيرا إلى التهميش الواضح بحق أهالي الخربة.

وطالب الجهات الرسمية وذات الإختصاص زيارتها والإطلاع على واقع حالها وتقديم المساعدات العاجلة لأهلها الصامدين في وجه الظروف القاسية والتوسع الإستيطاني .

وأشار إلى تقديم الإغاثة الزراعية خزانات للمياه، مؤكدا على البرامج القادمة التي ستنفذها الإغاثة لخدمة الأهالي.

يشار إلى أن عدد الأهالي الين يقطنون الخربة حوالي (30) شخصا، فيما تبلغ مساحة الخربة 6000 دونما وتحيط بها قرى زبدة ويعبد وقفين والنزلة الشرقية والوسطى وأبو نار، صادر الإحتلال جزء من أراضيها لإقامة برج عسكري يرصد تحركات وتنقلات الأهالي الذين لا حول لهم ولاقوة

خربة فراسين واقسى الظروف
 
نار ومعاناة
 
عين الاحتلال على الاراضي الخضراء​​​​​​