غيداء نجار - النجاح الإخباري - في سجل تاريخ رؤساء الأحزاب والقيادات الفلسطينية التي فضلت الانسحاب قبل موتها أو فترة انتهاء رئاستها، حفاظاً على إنجازاتها وإتاحة الفرصة للآخرين بشكل ديمقراطي، ينضم رئيس المكتب السياسي السابق لحركة (حماس) خالد مشعل اليوم -وبعد عشرات الأعوام على تأسيس الحركة- إلى قائمة من كانوا سباقين في هذه الخطوة.

مشعل الذي شغل منصب رئاسة المكتب السياسي منذ 1996، يتنازل اليوم معلناً فوز إسماعيل هنية بالرئاسة لدورة الحركة الجديدة، علماً أن الأول ليس باستطاعته الترشح مجدداً لقيادة حماس، وفق نظم الحركة الداخلية.

لم تكن خطوة حماس  بالغريبة وإن كانت لافتة كونها تعد سابقة في الحركة، فقد سبقها قادة أحزاب ومنظمات تخلوا عن المنصب لمصلحة الجماعة والمنظمة، كان أبرزها استقالة مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية، ومؤسس الجبهة الشعبية.

تلك الظاهرة الديمقراطية التي سنها مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية وأول رئيس لها أحمد الشقيري الذي استقال من منصبه بعد ترأسه بفترة قصيرة  من تأسيسها عام 1964، ليخلفه بعدها الشهيد القائد ياسر عرفات.

 لم يفتأ قرار الشقيري ليُعد الحسنة والنموذج الذي اُحتذي به في الوطنية، والمعنى الحقيقي للشراكة في القيادة وصنع القرار.

ورغم المنصب الكبير الذي لعبه الشقيري، إلا أنه لم يقبل بعد استقالته أي عمل أو منصب رسمي، فكان يقيم في منزله بالقاهرة معظم أيام السنة متفرغا للكتابة، وكان يعقد في منزله ندوات فكرية.

لم تتوقف ظاهرة تداول الرئاسة التي سنها الشقيري هنا فحسب، بل امتدت لتصل عام 2000 حين أعلن المؤسس والأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش، استقالته طوعاً بعد أن شغل هذا الموقع 33 عاماً منذ عام 1967 حتى 2000.

حبش الذي سار على درب من قبله في سبيل الحفاظ على مصلحة الجماعة، عبر عن سبب تخليه عن السلطة أنها تأتي من منطلق الديمقراطية، قائلاً "إيماناً مني بإفساح المجال لقادة غرسوا في النضال، وقناعة مني بأن الجبهة الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات"، والذي اختير بعده الشهيد أبو علي مصطفى رئيساً عليها.